الأحد 06 تموز 2025 الموافق 11 محرم 1447
آخر الأخبار

عاشـوراء الذكــريات والذكـرى

ياصور
أثلم القلم في رحاب المُفكـرين والمُبدعين حيثُ أشق عُباب الخفايا والأفهـام مُتناولاً كلاماً لهُ صداه بعـد أنجـلاء الغُبار. ومُنقحاً عناوين الجـدل والمطارحات من فكر المُجدد السيد موسى الصدر حيث يُشيرُ

ولأن الخطر كل الخطـر أن تُصـبح ذكـريات عاشـوراء .ذكريات وان تُصبـح تاريخاً للكُتـب والسـِير .وذكـرياتُ للثــواب والأجـر. ويُخشـى أن تتجمـدَ في طـرحها الزمني. وانه كان هنالك حُسيــناً وقد قُـتل وانتهـى. ولا تربـط حركتهُ بالإصـلاح والجهـاد. الذي ولدَ من الإنـسان والى الإزل

وعليه :هذا جـُزء من واقـع نعيشهُ ونُعانيه. ومخاض لن تنتهِ معانيه بين راوي ورواية. وقصةٍ وحادثه أو قل بـين ذكـريات وذكـرى

حتى تغمدتها سـيوف الشعبويات وثقافات الحاكمين واساطـير المُحدثين طمعاً بالثـواب المرصـود. من دون مُحاكاة للـواقع أو التذلـيل للصعاب

عاشـوراء ليست تاريخاً بـل طـريقاً وممراً الزامياً لحـركة الإصـلاح المنشـود. من قـِبل المحرومـين والمُستضعفين وليـست أشعاراً وأصفاراً قد جمـدها التاريخ في لحظة من الزمن الرديء

عاشـوراء حركةُ في مهـد الإنسـانية تلدُ مـع الاحرار وليسـت طقسـاً انجبتهُ المحن

فالمُجتمعُ الهـزيل الذي ينكأُ به الحاكم. من خلال أعوانه وأدواته .والمجتمع الرديـف الذي يعيش بداخله مُجافياً للواقع بخذلانه. والمجتمع البديل الذي يُهيمنُ بضجيجه وصُـراخه متجاوزا اللعل والجراح

لا يحتاجُ الا لحركة أصيلة في جوهـرها. تـَدينُ بديـن الله العظيم وتوحـدهُ من دون جماهـير أو كسب للمغانم

الذكريات أو الذكـري: لا تنفع من دون جدية مصحـوبة بالمعرفة ونيـل المكارم وتقـديسُ المُقدسات يكن لطهارتها واستمـرارها والعمـل بها من خلال أهدافها واثارها

عاشـوراء: ليست كغيرها هي حضـارة وثقافة. وليست من الملاحـم التى كان أبطالها من الألهةِ وقد أصطنعتها البشرية بمخزونها الذهني لنفسـها . كي تُلهم شـعوبها الثوابت من خلال الاساطـير والخيال التعجيزي

فهي ليست كملحمة جلجامش عند السومريين أو الألياذة عند الرومان أو المهابارتا عند الهنـود ولا حتى الهائيكي في اليابان

انها عاشـوراء يا اعــزائي: عنـوانها الاصـلاح الذي يستحق دماً بحجم الحُسـين(ع) وأصحابه الأفـذاذ الذين يمتازون بخصال الحمد وصفات المجد وليسـوا عابرين في لحظة من الزمن والجمود من حولهم تضعيفُ وتسخيفُ لحركتهم الأبديه

عاشـوراء ذكـرى لكل مؤمـن كي تنفعه وقضـية لكل حُـر كي تسندهُ .ومعالم ثابته لكل مخلص ومجموعة اساطيـر لكل مُتوهم

فليست هي ذكرى في رزنامة التاريخ بـل ذكريات في قائمة الحيـاة بمناهجها التربوية والاجتماعية حينما يـصبح الرأي العام هزيلاً ضعيفاً يخاف من جلاديه وهم يجلدونه

حركةُ الحسـين( ع) تختط حدود الجغرافيا كما تجاوزت الزمن لتكن مصباحا لكل زمن فيها ظلام

وما بعد ذلك فأن ما يـُعربُ خيرُ مما يـُطربُ
تم نسخ الرابط