الشاب عصام (25 سنة) شهيداً للقمة العيش في لبنان: مع نهاية يوم عمله الطويل، صعد على السلم لتركيب لوحة أحد المحلات، فسقط وقضى بضربة قوية على رأسه

سقوط قاتل
عند الساعة السابعة من مساء الأربعاء الماضي حلّت الفاجعة على عائلة خليل، التي كانت تنتظر عودة ابنها من عمله، فإذ به يصلها خبر إطباق عينيه للأبد، وبحسب ما شرحه صديق الضحية لـ"النهار" أنّ "لا أحد يعلم الى الآن سبب سقوطه عن السلم، إلا أن ما هو أكيد أنه أصيب بنزيف داخلي نتيجة سقوطه من علو نحو 3 أمتار، نقل إلى مستشفى طرابلس الحكومي، ليصدم الجميع أنه سلّم الروح"، وأضاف "عصام كغيره من الكثير من الشباب، كرّس حياته في البحث عن لقمة عيش كريمة، حلم بتأمين مستقبل زاهر، وإذ بكل شيء ينتهي في غفلة".
انتهاء الأمل
حاول ابن بلدة عيات في عكار ومن سكان القبة أن يعيش الحياة بحلوها ومرّها لكن للأسف تذوق من كأسها المرّة أكثر، وذلك نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد، ومع هذا كما قال صديقه: "كان راضياً بقضاء الله وبما كتبه له، فقد كان شاباً هادئاً وحكيماً، أمل أن تتحسن الظروف مع الأيام، لكن لم يُكتب له أن يعيش ليصل إلى حلمه وأمله، رحل وهو في عزّ الشباب".
"بذور" لا تموت
في الأمس شُيِّع خليل إلى مثواه الأخير وسط حزن عمّ كل محبيه، وكما قال صديقه "خسرنا الأخ والرفيق، الذي لم يتوانَ يوماً عن مساعدة كل من قصده، عمل خلال مسيرته القصيرة في الحياة على زرع بذور سيرة حسنة وها هو اليوم يحصد ثمارها بعد غيابه ألا وهي محبة الناس"، وختم "من الصعب علينا أن نتقبّل فكرة موت شخص غال علينا، فكيف إن كان الوداع فجائياً، فمن كان بيننا بضحكته وروحه الجميلة غادرنا من دون أي مقدمات، عسى الله أن يبدله داراً خيراً من داره، وأن يصبرنا على فقدانه".