الثلاثاء 01 تموز 2025 الموافق 06 محرم 1447
آخر الأخبار

'ستبحثون عني يوماً ولا تجدون الا الذكريات': 'شربل' رحل حزيناً بعد فراق توأميْ روحه 'جورج وداني'

ياصور
في يوم كتبوا وقالوا "ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل"، ولكنهم ما عرّفوا يوماً الأمل... منّا من خال انه وجده في طموح اكاديمي يحققه أو انجاز مهني يرتقي به، منا من ظن أنه وجده بين ثروات جناها أو بشهرة حققها على امتداد الأوطان... ولكن كلنا ندرك في ساعة الفراق المريرة ان فسحة الأمل هي تلك التي يملؤها احباؤنا بسعيد ضحكاتهم وتعبق فيها آيات محبتهم ودعمهم.... حتى اذا رحلوا، ضاقت الدنيا بما رحبت، وخدشت مخالب الوحدة جميل ذكرياتنا التي حاولنا أن نحافظ عليها في مكنونات روحنا حتى يصرعنا الشوق شهداء على درب الوفاء.... وهكذا رحل الشاب "شربل بشارة".... أغرقه الحزن لوفاة توأمي روحه، فانتصر عشق اللقاء على نبض الذكرى وتجلى في مأتم مهيب...

شباط الماضي حمل المآسي الى بلدة دبل الجنوبية... ففي أوله، غلب الخبيث صديقه الشاب "جورج زينة" الذي صارعه لأيام لم تطل... ثم خطف الموت فجأة صديقه "داني حنا"، عازف الموسيقى والعريف في الجيش اللبناني بعده بأقل من اسبوعين... وخلت سهرات "شربل" وايامه من رفقة صديقيه... ضبط الشاب العشريني ايقاع حياته،فانكب انضباطاً مشهوداً في عمله في قوى الأمن الداخلي، حتى اصبح مثالاً يحتذى به في سلوكه ومناقبيته بين زملائه، كما بين ابناء بلدته دبل الجنوبية.... فهو سليل عائلة عرفت باخلاقها الكريمة ووقوفها الى جانب كل محتاج، أهلت والده ابراهيم بشارة ليتولى رئاسة بلدية دبل في الدورة الماضية، كما أكد مقربون من العائلة لموقع "يا صور"...

ولكن كل ذلك لم يملأ في قلب "شربل" أغواراً من أسى ولوعة نهشت في قلبه الفتي حتى أدمت ما احتفظ فيه من ذكريات جميلة له مع صديقيه... لاحظ اصحابه الحزن في عينيه، فاعتراهم الخوف... طمأنهم فقال، "انا لا اريد الموت، أنا ميت اريد الحياة.... ولكن سيأتي يوم تبحثون عني وعن أحاديثي وعن ضحكاتي فلا تجدون سوى الذكريات"....
بالأمس، أغمض الدركي "شربل" عينيه وارتقى الى الملكوت الأعلى قرب مقر عمله في صور... بالامس، تعانقت روحه مع روحيْ صديقيه... هناك، سيرقد "شربل" بسلام، تاركاً في هذه الدنيا عائلة مفجوعة وأحباء كثر سيزفونه عصر اليوم عريساً الى السماء ويحملونه على أكتاف أعياها الهم وأرهقها الحزن ...
تم نسخ الرابط