الموت يغيب المناضل القومي ناجي أبو خليل في باريس...أحب صور وناضل من أجلها في وجه القوى الرجعية ومات وفياً لمبادئه الوطنية والقومية والانسانية

كان الراحل واحداً من ألمع الشخصيات الوطنية في منطقة صور خلال فترة المد القومي في خمسينيات القرن المنصرم. وكان له بصمات مضيئة على هذا الصعيد، لاسيما من خلال حركة القوميين العرب، التي لعبت دوراً محورياً في نشر الوعي القومي والثوري حينذاك. وكان له مشاركة فاعلة في ثورة 1958، يوم وقف مناضلو المدينة في وجه القوى الرجعية.
أحب الراحل ناجي أبو خليل مدينته صور، وبقي هواها راسخاً في أعماق قلبه حتى النفس الأخير، وبقي الحنين يسكنه شوقاً إلى بحر المدينة وشاطئها، حيث أمضى فترة شبابه برفقة بقية أقرانه من أبناء صور. هذا الحنين دفعه إلى الإيصاء كما كتب إبن شقيقه الدكتور أسعد أبو خليل، بنثر رماده في مياه بحر صور. وفي هذا دليل على مدى حب وتعلق الراحل ناجي أبو خليل بمدينته، وشغفه بها وببحرها، الذي سيظل طيف ناجي أبو خليل يسكن صفحات مياهه، وستظل صورة هذا الرجل الوطني الكبير مرسومة بين طيات أمواجه وفوق صخوره الأزلية.
غادر ناجي أبو خليل هذه الحياة بصمت، تماماً كما يغادرها كل الأنقياء الذين لايجيدون التلون والتبدل والتغير الفكري والعقائدي. فهو ظل وفياً لمبادئه وقناعاته القومية واليسارية، ولم يبدل حرفاً واحداً من قاموسه السياسي، رغم تبدل الدنيا من حوله. وهذه نقطة إضافية تدلل على عظمة هذا الرجل وشموخ قامته ونقاء سيرته. وليس ذلك غريباً على من كان رفيقاً وصديقاً للدكتور جورج حبش والمناضل وديع حداد والكاتب غسان كنفاني. حيث عايش الراحل كل هؤلاء العظام، وكان قريباً منهم بشكل كبير.
موقع يا صور وقد آلمه النبأ المؤسف يتقدم من ذوي الفقيد الغالي باحر التعازي القلبية سائلين المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته وان يلهمهم الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.



