اللبنانيون يتهافتون على شراء الخزنات ومبيعاتها زادت 50%... نقلوا حسابات المصرف الى بيوتهم
وحال إيفا، ربة المنزل الخائفة على مستقبل أفراد عائلتها، في ظلّ أوضاع لبنان الاقتصادية المضطربة، يشبه حال غيرها من اللبنانيين الذين تهافتوا على شراء خزنات نقد حديدية غير قابلة للسرقة وللحريق. وهذا الأمر تسبب بارتفاع نسب بيعها في المحلات، ليزيد عن الـ50 في المائة، مقارنة مع الأيام الماضية.
وهذه الخزنات يمكن تثبيتها بشكل خفي في خزانة الثياب، أو في أي مكان آخر يختاره صاحبها ليحفظ فيها أمواله كمودع صغير. فالغالبية خافت على مصيرها، بعد أن أقفلت المصارف أبوابها في وجوههم، وإثر تعرض الجسم المصرفي في لبنان إلى مشكلات جدية لتأمين السيولة. كما أن امتناع عدد كبير من البنوك عن تسليم الناس مبالغ كبيرة من الدولارات، وفي ظل إيقافها عمليات التحويل إلى الخارج في سياسة داخلية تتبعها حالياً، ساهم بتهافت اللبناني إلى هذه الوسيلة ليؤمن أمواله، وتكون بمثابة "القرش الأبيض في اليوم الأسود" الذي ينقذه من الآتي الغامض. وبذلك، تحول اللبناني إلى "مدير بنك" من نوع آخر يستحدثه تحت سقف منزله، ويديره على سجيته، موفراً على نفسه الطلعات والنزلات التي تشهدها السوق المصرفية اللبنانية حالياً.
وفي جولة سريعة على محلات بيع هذه الخزنات الحديدية في بيروت، نلاحظ أنّ هذه السوق تنقسم إلى فئتين: واحدة منها تبيع الخزنات التجارية ذات الأسعار المقبولة، وثانية محترفة تبيع خزانة النقود المصنفة "رفيعة المستوى" المعروفة بـ"Haut de gamme" في عالم التأمين. ونلاحظ أيضاً أنّ بعض محلات بيع الأدوات الإلكترونية استحدثت قسماً خاصاً بها".