فرنسا تشهر سلاح القانون... دفاعاً عن الصهيونية

تحاول الدعاية الإسرائيلية الاستناد إلى نصوص قانونية لمحاربة «المقاطعة»
حظي خطاب مساواة العداء للصهيونية بالعداء للسامية بأول اعتراف رسمي فرنسي سنة 2004 عبر التقرير الذي أعدّه جان كريستوف روفان لوزير الداخلية، والذي يصف فيه «العداء الجذري للصهيونية بعداء غير مباشر للسامية»، لكن المرة الأولى التي أقدم فيها رئيس فرنسي على مثل هذه المساواة كانت سنة 2017. ففي خطاب ألقاه في 16/7/2017 بحضور بنيامين نتنياهو، أكد إيمانويل ماكرون تصميمه على «عدم تقديم تنازلات للعداء للصهيونية لأنها الشكل المستجدّ للعداء للسامية». ظن البعض آنذاك أن الأمر لا يتعدى ارتكاب ماكرون هفوة سياسية، لكن المؤرّخ دومنيك فيدال جزم في كتابه «معاداة الصهيونية =معاداة السامية؟ ردّ على إيمانويل ماكرون»، أن المساواة بين جناية (العداء للسامية) وموقف سياسي (العداء للصهيونية) تمثّل إنكاراً لوقائع التاريخ وخطأ سياسياً. ويذكر المؤلف أن الصهيونية بقيت تياراً هامشياً في مرحلة ما بين الحربين، لأن «الأغلبية الساحقة بين اليهود، 90% إلى 95% من يهود العالم، لا يؤيّدون مشروع تيودور هرتزل وذلك منذ عقد المؤتمر الصهيوني العالمي الأول سنة 1897 وإلى سنة 1939». هذا لا يعني بالطبع أنهم كانوا معادين للسامية، إلا إذا اعتمدنا الخطاب المؤيد لإسرائيل الذي يتهمهم بـ«كره الذات». ويحذر فيدال أن مثل هذه المساواة ستفضي إلى إعادة الاعتبار قانونياً لمفهوم جريمة الرأي للمرة الأولى منذ حرب الجزائر.
بالخلط المتعمّد بين العداء للصهيونية والعداء للسامية، يحاول أنصار إسرائيل منع أي نقد لسياسة تل أبيب وتجريم حركة المقاطعة «BDS»، التي تسببت في خسائر لها بعشرات مليارات الدولارات سنوياً. الدعاية الإسرائيلية تحاول الاستناد إلى نصوص قانونية لمحاربة حركة باتت تُصنَّف على أنها «تهديد استراتيجي أساسي» من تل أبيب التي استصدرت قانوناً في آذار 2017 يحظّر دخول المواطنين الأجانب الذين يدعون للمقاطعة.