وباء كورونا مادة الحديث اللبناني والعربي والعالمي........................ بقلم زياد العسل
اليوم يشكل وباء كورونا مادة الحديث اللبناني والعربي والعالمي على حدّ سواء لأنه طال أكثر من ثمانين دولة حول العالم، بعضها بدأ يتمكنمن علاجه وتطويقه والبعض الآخر ما زال عاجزاً عن ذلك، كحال الدولةاللبنانية التي تقرّ وتعترف في أماكن عديدة بعجزها وعدم قدرتها علىالاستمرار والتخوّف من عدم القدرة على حماية الشعب المغلوب علىأمره، والذي يموت عشرات المرات يومياً، انْ بالكورونا وانْ بالجوع أوبالبطالة أو بسواها من مزايا هذا النظام السيّئ الذكر.
ولكن المثل الشعبي يقول «لا تنام بين القبور لكي لا ترى مناماتموحشة»، فمن هنا تكمن مسؤولية الإنقاذ الأولى علينا لناحية عدمالإختلاط والتخفيف من الزيارات الإجتماعية والذهاب للمناسبات العامة هذه المدة، إضافة للتعقيم، والتبليغ عن أيّ حالة يشتبه بها في المحيطالسكني والإجتماعي الذي نعيش فيه، والإصابة ليست عاراً او عيباً بلهي شأن بديهي يمكن ان يصيب أيّ إنسان بغضّ النظر عن الزمانوالمكان والإجراءات الوقائية، وتحديداً هذا المرض الذي لا تظهرعوارضه قبل أربعة عشر يوماً بعد الإصابة، إضافة لمعرفتنا الوثيقةبعدم قدرة الدولة على علاج الحالات الكثيرة التي يحتمل ان تصابنظراً لعدم وجود مواد أولية وأجهزة مختصة في هذا الإطار.
اضافة لهذا المشهد تتخوّف مصادر متابعة للوضع اللبناني من اندلاعثورة جياع في الأشهر المقبلة جراء الوضع الإقتصادي والنقدي والإجتماعي الخطير الذي وصل اليه اللبنانيون، حيث تؤكد المعطياتأنّ نصف الشعب اللبناني أضحى تحت خط الفقر إضافة لحوالى النصفأيضاً من الشباب اللبناني الذي أجبر على مغادرة عمله جراء الظروف القائمة.
أمام هذا المشهد القاتم يبقى السؤال الذي يدور في الشارع اللبنانيوعلى ألسنة المتعبين والمعوزين هو كيف سيكون شكل الأيام المقبلة؟وهل من عمل جدي للوقاية من كورونا والحدّ من انتشارها، وهل منفرصة حقيقية للإنقاذ أم ان لا بديل عن لغة الشارع التي يمكن لها في لحظة الجوع أن تفجر الوضع العام بشتى أبعاده وأن تنقل البلاد لنهج ومسار آخر؟
زياد العسل