السبت 05 تموز 2025 الموافق 10 محرم 1447
عاجل
آخر الأخبار

الصين تستخدم التكنولوجيا لتخفيف حدة الفقر وزيادة دخل المزارعين والرعاة!

ياصور
تعتبر منطقة شينجيانغ بحقولها العشبية الشاسعة ومناظرها الخلابة أحد أهم مراعي الأغنام الطبيعية التي تنتج أصوافا في الصين، كيف يمكن الاستفادة من مزايا الموارد الطبيعية لمساعدة سكان المناطق الفقيرة مثل جنوب شينجيانغ للتخلص من الفقر؟ قاد تيان كه تشوان، الباحث في أكاديمية شينجيانغ لعلوم الحيوان، فريقا من الباحثين إلى الصفوف الأمامية، واستكشفوا نموذجا جديدا وخبرات جيدة مدعومة بالعلوم والتكنولوجيا لمساعدة السكان المحليين في التخلص من الفقر.

تنفيذ التدابير البناءة والهادفة لتخفيف حدة الفقر طبقا لحالة كل أسرة

يقول ميماتي روزي، أحد الرعاة في محافظة باتشو التابعة لمنطقة شينجيانغ بشمال غربي الصين "عندما وصل تيان للمرة الأولى إلى هنا، لم نكن نعرف الكثير عن تكنولوجيا تربية الماشية، ولم نكن على استعداد لرفع تكلفة تربية الحيوانات، لكن تيان ظل يشرح لنا بصبر، بعدما أطعمنا الخراف عالجناها وفقا للطرق التي علمنا إياها، أصبح هناك زيادة في عدد قطيعي من عشر إلى أكثر من 30 غنما، وزاد دخلي السنوي من أقل من 3000 يوان إلى أكثر من 8000 يوان."

منذ عام 2017، تعمق فريق الباحث تيان في منطقة شينجيانغ الجنوبية واستغل الوسائل العلمية والتكنولوجية لمساعدة السكان المحليين في مكافحة الفقر. في الوقت الحاضر، حققت صناعة الأصواف الطبيعية في شينجيانغ نجاحا كبيرا، وبدأت تخطو تدريجيا خطواتها في المسار الصحيح، حيث زاد دخل السكان المحليين، وازدادت ثقتهم في القدرة على التخلص من شبح الفقر.

يعتقد تيان أن شينجيانغ بوجود الكثير من المراعي غالنية، ويمكن استغلال الأغنام لإنتاج اللحوم والأصواف في آن واحد، ولكن مع كل تلك المميزات لم يتم تطوير تقنية تربية الأغنام بشكل علمي، حيث كان رعاة الماشية يتبعون طرق تقليدية للغاية، وفي الشتاء، إذا لم يكن هناك ما يكفي من الأعلاف، يتم بيع الأغنام بثمن زهيد، وفي بعض الأحيان لا يتم علاج الأغنام في الوقت المناسب، وبذلك لا يحقق الرعاة مكاسب مادية جيدة.

لذلك، قاد الباحث تيان فريقه البحثي إلى إحدى المراعي الميدانية، بالإضافة إلى توفير تدريب موحد للرعاة، كما ذهب إلى كل المراعي للتعرف على المشاكل والعوائق الفعلية التي تواجههم، ثم حل المشاكل، بما في ذلك الوقاية من الأوبئة التي تصيب الأغنام وتحسين جودة الأعلاف.

نشر المعرفة العامة حول التربية العلمية ومساعدة الرعاة على تغيير أفكارهم التقليدية

استخدام التكنولوجيا في تلك المراعي، كان يصعب تنفيذه، حيث كانت اللغة هي العائق الأول، بعض الرعاة لا يجيدون اللغة الصينية، عندما دخل الباحث تيان القرية للمرة الأولى، دعا الرعاة الذين يجيدون الصينية ليساعدوه في الترجمة، لكن بعض مصطلحات التربية العلمية لا يمكن ترجمتها، فمن أجل التغلب على هذا العائق، جلب الباحث تيان بعض الفنيين الذين يجيدون اللغة الأويغورية، وعززوا تدريجيا التواصل مع الرعاة.

عند تعديل طريقة التربية، غالبا ما يكون من الضروري ضخ بعض المال في المراحل الأولى، وكان هناك بعض الأسر الفقيرة التي ترفض ذلك، فكان تيان يقوم بحساب الدخل المتوقع ويشرح لهم ذلك بأسلوب سهل، عندما بدأ الراعي ياشينج طونيزي في التعلم ،لم يكن سريع التحصيل، ولم يكن لدى الباحثين أدنى مشكلة في ذلك، بل كانوا يعلموه شيئا فشيئا كيفية القضاء على الحشرات، وما الأدوية التي يمكنه استخدامها، وكيفية قص الصوف، ومقدار تغذية الأغنام اليومي... بعد ثلاث سنوات من التربية، أصبح ياشينج "متخصصا" في تربية الأغنام ذات الصوف الناعم، وزاد دخله السنوي من 5000 يوان في الماضي إلى 65،000 يوان الآن.

"معظم الناس يريدون معرفة ما سيجلب لهم ذلك من منفعة، فنتائج زيادة الدخل أفضل طريقة لشرح ذلك، قمنا باختيار بعض الرعاة من النماذج الناجحة كعائلات نموذجية، عندما يرون المحاصيل الجيدة والأغنام السمينة، سيتبعهم الآخرون"، قال الباحث تيان إن مساعدة الفقراء عن طريق العلم والتكنولوجيا تحتاج إلى الصبر والمثابرة.

تأهيل "المزارع التقني بين الرعاة" وتضييق المسافة بين المزارعين والتكنولوجيا

يعيش الباحث تيان في شينجيانغ منذ سنوات عديدة، ويرى أنه يجب إيلاء اهتمام خاص للتدريب التقنيية للمزارعين للمساعدة في التخفيف من حدة الفقر.

يجب على الباحثين التوجه إلى الخطوط الأمامية، ومع ذلك، أفاد العديد من المزارعين أن الخبراء اعتادوا تعليم المزارعين نظريات صعبة للغاية ولا يسهل فهمه، لذلك، بالإضافة إلى تدريب المزارعين مباشرة، من المهم أيضا تدريب تقنيي للمزارعين المحليين، وعادة ما يكون تقنيو المزارعين مزارعون يشاركون في عمل تقني في المنطقة المحلية، ولا يحتاجون إلى التنقل بين المدينة والقرية، علاوة على ذلك، يتمتع تقنيو المزارعين بمكانة كبيرة بين المزارعين والرعاة المحليين، ويفهمون الصعوبات العملية للأسر الفقيرة.

قال الباحث تيان: "لدى تقنيو المزارعين بعض الأسس التقنية، يمكن تدريبهم بسرعة ويمكنهم التعلم بسرعة، كما يمكنهم الجمع بين التكنولوجيا والطرق التقليدية، وهو أمر يسهل الترويج له على وجه الخصوص،" وأضاف: "هناك مرعى أغنام في مدينة إيلي، يعمل تقنيي المزارع والرعاة هناك بشكل متوازن، حيث يعيشون ويأكلون معا، عندما يواجهون مشاكل، يمكن حلها في وقتها، مما يرفع إلى حد كبير حماسة الرعاة للتربية، يمكن القول إن تقنيي المزارع بمثابة الجسور والروابط بين المزارعين والرعاة والعلم والتكنولوجيا."
تم نسخ الرابط