المربي والاديب انطوان الحويس ... الضحية السابعة لفايروس كورونا في لبنان ورحيله يترك حزناً كبيراً في الاوساط اللبنانية المختلفة

خطفك مرض العصر لأنه لا يعرف عمرك المعنوي المليء بالعطاء، مرض يخطف الكبير في العمر حتى ولو كان كبيراً في القيمة.
أنطوان حويس.. إسمٌ يختصر قامة… وشخصية فريدة بكل معنى الكلمة. ترعرعت بين يدي العلم وتفوقت في الوطنية، فما كان منه إلا أن يأتي بالبذور التي اكتسبها من بلاد الغرب، ويزرعها في أرض وطنه، لتصبح جذورها علماً، لتنبت عملاً، لتزهر في مدرسة المحبّة…
نعم لقد كانت المحبة.. كلمة تجمع أسمى معاني الإنسانية. منذ أشهر احتفلت بمرور ٤٠ سنة على إنشاء مدرستك، أو بذرة العلم التي سقيتها من عمرك لتصبح حديقة منتجة .
حديقة لا تشوبها شائبة، تزهر مع كل ربيع “محبّة”.. وفي الخريف تُسقط أوراقها الصفراء، لكن ربيعها أتى هذه المرة أسوداً لا أخضر.. أرض المحبّة التي زرعتها اسودّت مع غيابك المفاجئ.
لن نتمكن من وداعك كما يليق بك، ولن تتمكن أرض المحبة وأبناء المحبة من احتضانك للمرة الأخيرة. سيحتفل بالصلاة لراحة نفسه غداً السبت في كنيسة مار مارون في الجميزة ولكن العائلة طلبت المواساة من المنازل بسبب الظروف الصحية الراهنة.
في زمن لا عناق فيه ولا عزاء، ها هم يودعونك من بعيد، كل الأجيال التي زرعت فيها المحبة لتبقى راسخة متمسّكة بالحلم الأساسي.. حلم أنطوان حويس.


