الأربعاء 08 أيار 2024 الموافق 29 شوال 1445
آخر الأخبار

'لأنه المرض مش عيب بس اخفاؤه جريمة انسانية': تحية تقدير لكل تصرف واع باحتضان مصابي كورونا في لبنان ودعمهم حتى شفائهم، حيث لا داعي للتكتم على الاصابات او انكارها !

ياصور
"وباء فظيع"... بهذه الكلمات جسدت منظمة الصحة العالمية حال فيروس كورونا الذي انتشر في العالم أجمع ولكن.... هو مرض كغيره من الامراض المنتقلة بين البشر... لا يبخس من الانسان قيمته الأخلاقية ولا يجرده من حقوقه الوطنية... ومجدداً، اكد المتابعون لملفات مصابي كورونا أن بالحب يقوى الانسان... في غرف العزل الباردة تلك، تعطيك المحبة دفعاً لتقاوم كائنا لا يرى بالعين، ولكن رسائل المودة تلامس القلب وتنعش الروح ليقاوم المريض من أجله ومن اجل من يحبهم.... فكيف له ان ينتصر اذا ما ترك وحيدا منبوذاً متهماً بجرم لم تقترفه يداه؟

"لأنه المرض مش عيب"... تحت هذه العبارة تم تعميم بعض صور المصابين بفيروس كورونا في بعض المناطق اللبنانية، بينما سارع البعض الآخر لاخفاء "نبأ الاصابة" وكأنه وصمة تطال شرف العائلة او البلدة.... بينما سطر اهالي برجا، مثلاُ، آية في الوعي والتصرف المسؤول عندما بادروا لنشر صورة واسم بعض المصابين في البلدة، ومنهم "نور" و"وسام" طالبين من الذين خالطوهم او احتكوا بهم أن يبلغوا المعنيين ويلتزموا الحجر الصحي حفاظاً على صحتهم وطالبوا المتابعين بالدعاء لهما بالشفاء العاجل....وبينما جسد أهل الشابة "لارا" في كرعبيدا في البترون مثالاً يحتذى عندما اعلنوا ثبوت اصابة ابنتهم بالفيروس ودعوا من احتك بها ان يتواصل مع خلايا الأزمة، مؤكدين أنهم انفسهم يلتزمون الحجر الصحي حماية لأنفسهم ولأحبائهم وللمواطنين.... نجد ان في بعض الحالات من يخفي الاصابة حتى بعد وفاة المريض، او يتقاذف تهم "مصدر العدوى" وكأنها كتلة من نار ستصيب حاملها بندبة "المرض".... البعض اخفى الاصابات وكتم العوارض دون ان يدري انه بذلك يقترف سلسلة لا متناهية من الجرائم: بحق نفسه حارماً اياها من العلاج المبكر لانقاذه، بحق احبائه وابناء منطقته الذين قد تنتقل اليهم العدوى اذا لم يلتزم من تلقاء نفسه بالعزل والحجر، بحق وطنه الذي سيحرمه حقه في الاحصاء الشامل وتقدير الحالات مع الموارد لمكافحة انتشار الفيروس وتسخير الطاقات المتلائمة مع الحاجات.... والبعض رفض وجود اشخاص قرروا بوعي ومسؤولية ان يلتزموا الحجر الصحي المنزلي لحماية اهالي بلدتهم....

في لبنان، بعد اكثر من اسبوعين على تدابير التعبئة العامة لمكافحة انتشار كورونا التي استنفر لها الجادون المخلصون في التفاني في سبيل الوطن مشكورين، نقف عند مفترق طرق... بين ان تتصاعد وتيرة الانتشار ونفقد السيطرة عليه، والنموذج الايطالي ماثل امامنا حياً كما الاسباني والانكليزي والاميركي والفرنسي وشتان بين قدراتنا المادية والاستشفائية وقدرات الدول العظمى على ما كانت تصنف.... وكذلك يمثل امامنا بارقة امل من اقصى الشرق حيث احتوت الصين العدد الاكبر من الاصابات وسيطرت على الانتشار المحلي للفيروس بفضل وعي شعبها وتكافلهم وتضامنهم فيما بينهم... مهما كبر او عظم البلاء، بآيات المحبة والرحمة التي أنزلها الرحمن الرحيم على عباده، بوعيهم وحسهم بالمسؤولية الانسانية والأخلاقية والوطنية ، لا بد سنعبر ونغدو أقوى مما كنا... سيشفى مرضانا بوحدتنا وعزيمتنا على التزام توجيهات التعبئة العامة وعلاجهم وبجهود الطاقم الطبي والتمريضي والاسعافي كما بجهود المعنيين في الحكومة والوزارات، الجمعيات والأحزاب المسؤولة قولا لا فعلاً....
تم نسخ الرابط