علي... كيف نحبك ونحن نجهلك؟.... بقلم جعفر قرعوني

ولعل ما قاله النبي الاعظم عنه هو انه ما عرفه الا الله ورسوله. وهذا القول يكفي لكي يعود كل باحث ادراجه خاىبا مقصرا فاشلا. علي عصي على الفهم والاحاطة بأدواتنا الوضيعة القاصرة.
ولكن السؤال، لماذا هذا الضياع؟
لعل فهم هذا الأمر يبدأ من فهم كنه الله نفسه. فلو اعتمدنا كلام علي عن التوحيد في خطبته الشهيرة، فهو يشرح كيف اننا نبتعد عن التوحيد كلما حاولنا فهم او وصف الخالق بأدوات فهمنا الضعيفة، وعلي هو مخلوق رباني لا يمكن فهمه بفكرنا الضعيف دون الاساءة الى ماهيته الحقيقية.
نعم، لم يعرفه الا الله والرسول الاعظم.
علي هو حجة الله على عباده. وهذا لأنه كامل من الوجهة الروحانية الايمانية والا لما صلح ان يكون حجة الهية. ولكن في نفس الوقت، كماله الروحي هو رحمة لله على العباد لأنه مثل ومقياس يمكن الوزن به ولا يمكن الوصول اليه، ينحدر عنه السيل ولا يرقى اليه الطير. وهذه رحمة اننا لا يمكن ان نصل اليه والا لما فتحت الجنة لأحد.
لذلك، فإن علي لا يقارن بأحد الا محمد المصطفى ع. ومقارنته بأي احد آخر هي سوء تقدير.
لم نعرفه حقا. فقط رأينا القليل جدا منه وما سمحت لنا عيوننا واسماعنا وبصاىرنا الضعيفة. ومع ذلك ما صدر منه ملأ الخافقين تعليما وارشادا ومثلا اعلى.
ولعل ما حاولت ان اقوله، ولا أعلم إن أفلحت، هو ما جذب و أسر العالم في هذه الشخصية الفذة العابرة لكل الكيانات البشرية. فلا تضيعوا الوقت في التعامل معه إلا في التأمل ومحاولة ان نعيشه ولو للحظات في عمرنا.
جعفرقرعوني