تلفزيون لبنان استضاف في برنامج 'لبنان اليوم' مجموعة شخصيات عكارية

وتحدث رئيس بلدية تكريت عبد الله غية عن الجانب الإنمائي وغياب مؤسسات الدولة، ومدى تأثير ذلك على أغلب القطاعات التنموية في عكار. ولفت غية إلى أن المنطقة لا يتم التعامل معها كباقي المحافظات بسبب التجاذبات السياسية على الرغم من أنها تتمتع بقوى بشرية مُقتدرة، بالإضافة الى وجود شريحة من الخبرات والمؤهلات في المنطقة. وقال أن المنطقة تحتاج إلى سد الفجوة التعليمية نتيجة عدم توافر الخدمات التعليمية في كل المجالات، وذلك على الرغم من وجود شريحة طلاب كافية تستدعي إقامة المزيد من المدارس والجامعات والمهنيات. كما تحدث غية عن اهتمام بلدية تكريت بالتعاون مع الجهات الدولية المانحة والجمعيات والمنظمات غير الحكومية لسد العجز الإنمائي الناتج عن غياب المؤسسات الرسمية. ووجّه الشكر الى المحافظ عماد لبكي على جهوده لتغطية العجز على مستوى المحافظة، كما شكر اللواء محمد خير على متابعته الحثيثة لبناء المبنى الجديد لمهنية تكريت الرسمية (معهد زايد للعلوم النفطية في عكار).
أما مدير معهد تكريت الفني الرسمي المهندس زياد الصانع فتناول أهمية التعليم المهني في محافظة عكار، ونوّه بالسياسة التي تعتمدها المديرية العامة للتعليم المهني والتقني بشخص المديرة العامة الدكتورة هنادي بري، ومدى حرصها على دعم المعاهد المهنية في المناطق النائية والمحرومة. وركّز على أهمية استكمال خطة بناء وتأهيل وتجهيز مبان جديدة للمعاهد المهنية في المحافظة، وخصوصا استكمال تمويل المرحلة الثانية من الخطة. واستعرض المشروع المنفّذ في معهد تكريت الفني الرسمي تحت إشراف المديرية العامة للتعليم المهني والتقني، والذي موّلته منظمة Concern Worldwide. وقال أن المشروع شمل على مدى نحو عام تدريبا على مهن صيانة وبرمجة الأجهزة اللوحية الذكية والتمديدات الصحية للأبنية الخضراء الصديقة للبيئة والكهرباء الخضراء بالإضافة إلى الرسم الهندسي على الكمبيوتر. وأشار الصانع إلى التحوّل الحاصل في المنطقة من المجال الزراعي إلى الصناعات الخفيفة والمهن الحرفية.
أما المهندس محمد بشار العبدالله فقال أنه على الرغم من ضعف قدرات المؤسسات الحكومية في المنطقة وإطلاق بعض المشاريع المتواضعة، إلا أن ثمة مسؤولية إضافية على مؤسسات الدولة تجاه المنطقة. وشدّد على أهمية إطلاق المبادرات واستكمال ما تم إطلاقه منها، خصوصا تلك التي يقف خلفها أصحاب المشاريع التنموية سواء من لبنان أم من بلدان المهجر، والذين لم يقصّروا في السابق تجاه البلدات والقرى والمجتمعات المحلية. كما تطرق المهندس محمد العبدالله الى الحملة التي أطلقها "نزرع من أجل اقتصاد وطن" منذ اكثر من شهر، والتي استهدفت دعم المواطنين في منطقة تكريت والجوار. وشملت هذه المبادرة توزيع السلال الزراعية التي تضمّنت البذور وشتول الخضار والحبوب. وكان الهدف من هذه الحملة تحفيز المواطن للاتكال على قدراته، وعدم انتظار المساعدات الغذائية. وختم العبدالله موجهّاً التحية لشباب وشابات كشاف التربية الوطنية في تكريت الذين واكبوا هذه الحملة من بدايتها إلى نهايتها.
أما الناشط الاجتماعي المحامي فواز زكريا فقد تطرّق إلى عدد من المشاريع الإنمائية التي يجب إطلاقها في عكار المحرومة من المشاريع. وتناول القدرات والمقوّمات الطبيعية والاقتصادية والبشرية التي تتمتع بها المنطقة، والتي تستطيع عكار من خلالها دعم كل الاقتصاد الوطني لا الاقتصاد المحلّي فحسب. وركّز على إهمال الحكومات المتعاقبة المستمر للمنطقة، مشيرا إلى أن الحكومات الوحيدة التي اهتمت بعكار كانت تلك التي ترأسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ونوّه المحامي فواز زكريا بالمبادرة التي أطلقها رجل الأعمال محمد بشار العبد الله في بلدة تكريت "نزرع من أجل اقتصاد وطن". وتم عرض فيلم عن المبادرة تحدث فيه العبد الله وعدّد أسباب اطلاق المبادرة في تكريت. كما شكر زكريا المغتربين على مبادراتهم الإيجابية تجاه أبناء منطقتهم في هذه الأيام العصيبة التي يمر فيها الوطن، مثمّنا التفاتتهم إلى المحتاجين والعائلات المتعففة لتخفيف أعباء وتكاليف الحياة اليومية في ظلّ الغلاء الفاحش لأسعار المواد الغذائية.