الأربعاء 08 أيار 2024 الموافق 29 شوال 1445
عاجل
آخر الأخبار

للراغبين بالهجرة إلى ألمانيا: هذا ما ينتظركم!

ياصور
نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تقريراً استبعدت فيه أن تكون أنغريت كرامب-كارينباور-"أ.ك.ك"، التي انتُخبت رئيسة لـ"الحزب المسيحي الديمقراطي"، "أنجيلا ميركل ثانية"، على الرغم من تشابه أسلوبهما.

واعتبرت المجلة أنّ قالب كرامب-كارينباور يشبه قالب ميركل ولكن قلبها مختلف، مبينةً أنّ كل تحليل يقول إنّ الأولى ستكون خليفةً للثانية يسيء فهم الظروف التي ستواجهها والهوية السياسية التي ستعمل بها.

عن كرامب-كارينباور، ألمحت المجلة إلى أنّ صفتها ككاثوليكية وأم لـ3 أولاد آتية من ألمانيا الغربية سابقاً تنسجم مع الفكرة الداعية إلى الحفاظ على صورة الحزب التقليدية بالمقارنة مع ميركل المنحدرة من "ألمانيا الشرقية"، مشيرةً إلى أنّه يُعتقد بأنّ "أ.ك.ك" ستنجح في رأب التصدعات التي أصابت "الاتحاد المسيحي" في عهد ميركل وفي إعادة المنشقين عنه إلى "حزب البديل من أجل ألمانيا" (يمين متطرّف)، الذين ارتفعت أعدادهم بالمقارنة مع العام 2017.

كما تطرّقت المجلة إلى شعبية "أ.ك.ك" في أوساط "الديمقراطي الاجتماعي" و"الخضر"، إذ نقلت عن عضو في الأخير قوله: "إذ انتخب الاتحاد الديمقراطي المسيحي امرأة مرتين على التوالي، فهذا يظهر أنّ الأحزاب الأخرى قادرة على القيام بالمثل، ولكنها لا تفعل. وهذا يكشفها على حقيقتها".

إلى ذلك، أضافت المجلة أنّ بعض المحافظين يأملون في أن تستخدم "أ.ك.ك" ورقة "الكاثوليكية" لاستعادة أصوات اليمين المتطرّف، علماً أنّها تعارض الزواج المثلي وتعديل قانون الإجهاض وتؤيد إجراء تغييرات في سياسة ميركل للهجرة.

في المقابل، كشفت المجلة أنّ "أ.ك.ك" لا تحظى بشعبية في أوساط اليسار ويرفضها بشكل قاطع بعض الناخبين في "البديل"، معيدةً السبب في ذلك إلى العدائية التي يكنّها هؤلاء للنساء. وشرحت المجلة أنّ عدد الرجال المنتمين لـ"البديل" هو الأكبر بالمقارنة مع الأحزاب الألمانية الأخرى، ناقلةً عن معلّقة سياسية ألمانية قولها إنّ مشاعر العدائية التي واجهتها ميركل خلال السنوات الثلاثة الفائتة تعود إلى الذكورية والتساؤلات حول سياسات الهجرة.

وعلى الرغم من التقارب بين أسلوبها وأسلوب ميركل، أكّدت المجلة أنّ "أ.ك.ك" ستضطر إلى تأييد "أولويات محافظة بشكل صريح" وربما حتى التراجع عن بعض سياسات "معلّمتها"، ملمحةً إلى إمكانية تغيير "اليسار" من مؤيديها رأيهم بشأنها.

وفي هذا السياق، أكّدت المجلة أنّ لـ"أ.ك.ك"، التزامات سياسية محافظة اجتماعياً، وشدّدت على أنّه سيصعب تجاهل هذا الواقع ما إن تتزّعم "الاتحاد المسيحي" الهش، مستبعدةً دخول "الخضر" إلى "الاتحاد" إذا اعتمدت سياسة هجرة ولجوء متشددةً أكثر بالمقارنة مع ميركل.

وعليه، خلصت المجلة إلى أنّ نجاح ميركل الطويل الأمد تحقق بفضل مزيج قناعاتها الليبرالية الحقيقية في بعض المسائل والدعم الملتزم من اليمين-الوسط، مشككةً في قدرة "أ.ك.ك" على اختبار نجاح مماثل في ظل افتقادها لهذين العنصريْن وانقسامات "الاتحاد" ومساعي اليسار الذي بات أكثر معارضةً إلى النهوض ونمو شعبية "البديل".
تم نسخ الرابط