جمعية الإمام الصادق(ع) لإحياء التراث العلمائي تُكرّم مفتي بعلبك الراحل العلامة الأديب الشيخ علي النقي زغيب

وبعد تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، تحدث الشيخ يزبك فأشاد بالمواقف التاريخية والجريئة التي قام بها مفتي بعلبك العلامة الشيخ علي النقي زغيب، وهو من أسرة علمية ووالده الشيخ حسين زغيب المعروف بشمس العراقين، حيث تتلمذ الشيخ علي النقي على يد والده، وعلى بعض مدرّسي تلك المدرسة في يونين، وهاجر إلى دمشق وأكمل دراسته هناك لظروفٍ فُرضت عليه، وكان إلى جانب الفقه أديباً شاعراً، ويتقن اللغات العربية، والفرنسية، والتركية.
وعن الأوضاع اللبنانية المتردية قال سماحته: المشكلة عندنا، أنه كلما اقتربنا من تشكيل الحكومة نعود الى التعقيدات التي عاقت تشكيل الحكومة، وكأن المسؤولين لا يعرفون أوضاع الناس ولا يحملون همّهم، فهناك الملفات الكثيرة التي يُعاني المواطن من إهمال الدولة لها كالنفايات والكهرباء وغيرها.
وأضاف الشيخ يزبك، ماذا ينتظر المسؤولون حتى يحلّوا مشكلة الحكومة التي هي أكثر من ضرورة لحلّ مشاكل الناس وحل الأوضاع الإقتصادية المؤلمة للناس؟
بدوره الشيخ بغدادي أكد على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، كونها حاجة مُلحّة في حلّ الأوضاع المعيشية القاسية على الناس، خصوصاً أنّ لبنان ليس بعيداً عن الأوضاع المتردية في المنطقة.
وأضاف الشيخ بغدادي، على المسؤولين في لبنان أن يستفيدوا من النصائح الصادقة لسماحة الأمين العام لحزب الله، بالتعالي فوق المصالح الضيقة، والتفكير الجدّي بمصالح الناس ومصلحة البلد، حيث الملفات الكثيرة العالقة من كهرباء ونفايات وملف النازحين السوريين والتي لا تخصّ طائفة بعينها، فالبلاء إذا نزل عمّ، حيث بات المواطن اليوم يئنّ تحت الضغط المعيشي المتردّي.
وحول المحتفى به العلامة زغيب، اعتبر سماحته أنه كان شخصية إستثنائية في مرحلة معقدة من العهد الفرنسي، واستطاع أن يحصل على منصب الإفتاء للشيعة في بعلبك، حيث أراده أن يكون معبراً في إطار وحدة المسلمين، والتقريب بين المذاهب الإسلامية، كما كانت عليه بعلبك آنذاك، من التعدد المذهبي، بحيث لو تُرك هذا المنصب بأيدي وعاظ السلاطين، لأخذوا المنطقة باتجاه الفتنة بين المسلمين.
من جهته، أشاد رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس بدور جمعية الامام الصادق (ع) لإحياء التراث العلمائي في إحياء هذا التراث الذي هو تاريخنا المشرق، معتبراً أنّ تكريم اليوم لمفتي بعلبك العلامة الأديب الشيخ علي النقي زغيب (طاب ثراه)، والذي تفتخر به بعلبك، كأول مفتي لها ولمنطقتها، إنما نكرّم أنفسنا بتكريمه، فهو جمع بين العلم والأدب وعطاؤه العلمي والأدبي والاجتماعي جديرٌ بالبحث والدراسة، فكان عالماً فقيهاً وأديباً ومسؤولاً أمام شعبه.
