عن مأساة الثلاثاء المروعة في صور: 'ماهر' (33 سنة) زف قريبه عريساً في خطبته وعاد ليلقى حتفه في حادث مروع ويزفه الأهل عريساً الى السماء

دائماً ما نسمع كبار العمر يطلبون منا أن نعيش كل يوم بيومه... أن نحيا كل لحظة بلحظة.... أن نختزن ذكريات جميلة لما نعيشه الآن... فلا ندري ماذا يخبئ القدر في جعبته التي عادة ما تعصف بالمآسي في حياة الكادحين لتزيدهم قهراً على قهر... وها هو الشاب ماهر حسين المحمود (الشهير بـ"هزاع") يرحل بصمت عن "صخب" الحياة....

كانت ليلة عاصفة ماطرة لم تثنِ "ماهر" (36 سنة) عن ما خططه لتلك الليلة... لا بد أن يتابع عمله على سيارته التي شهدت على ايام كفاحه وعمله كسائق تاكسي.... ولكن ليلة الامس، كانت مميزة بالنسبة له... تأنق واستعد لحفل خطوبة صديقه... احتفل معه ومع الاصحاب... وعلى وقع الزغاريد الجنوبية ووقع موسيقى الدبكة، ودع "ماهر" المحتفلين... هنأ صديقه وغادر...

ركب سيارة التاكسي وتابع عمله... متجهاً الى صور من منطقة "الشبريحا"، خط له القدر نهاية مأساوية... تحت وابل الامطار الغزيرة التي أغرقت الطرقات، تفاجأ "ماهر" بسيارة BMW واصطدم بها مباشرة... 9 ضحايا كانوا بين السيارتين، أصيبوا جميعاً بجراح إلا أن جراح "ماهر" كانت أبلغ من أن تداويها جهود المسعفين، فأسلم الروح.... وكأن بالفجيعة غالباً ما تنتقي الكادحين المجاهدين في سبيل لقمة عيشهم، حتى اذا ما رأت ثغرهم يبتسم، أقسمت أن تبدل فرحهم حزناً...

موقع يا صور وقد آلمه النبا المؤسف يجدد العزاء لذوي الفقيد الغالي سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهمهم الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.