السبت 02 تشرين الثاني 2024 الموافق 30 ربيع الثاني 1446
آخر الأخبار

إسرائيل بمواجهة مأزق الضفة: “السلطة” أم عملية عسكرية؟ بقلم د. مهدي عقيل

ياصور
لا أزمة التشريع القضائي ولا تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة، يمنع تل أبيب من البحث عن حل لمعضلتها الأمنية في الضفة الغربية، وسط انقسام في الآراء، بين من يدعو إلى شنّ عملية عسكرية في الضفة أو الاستمرار في دعم السلطة الفلسطينية والإكتفاء بالضربات الموضعية.

ضبّاط الشاباك (الأمن العام الإسرائيلي)، يؤيدون وجهة النظر الهجومية، ويعتقدون أنه يجب تغيير أسلوب التحرك الأمني في الضفة، بَيْدَ أن وزير الدفاع، يوآف غالانت، لم يحسم موقفه النهائي بشأن الموضوع. حسبما ذكر ليلاخ شوفال في مقالة له في “يسرائيل هيوم”. ويضيف الكاتب، “ثمة حل آخر يمكن أن تلجأ إليه القيادة الإسرائيلية يجنبها خوض تلك الحرب عن طريق تعزيز قوة السلطة الفلسطينية بالقدر الممكن من أجل فرض حوكمتها على الأرض، وتقليص الحاجة الإسرائيلية إلى العمل داخل المدن ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين” في الضفة. زميله في الصحيفة نفسها المحسوبة على بنيامين نتنياهو تمير هايمن يشاطره الرأي نفسه، ويدعو إلى التعاون الوثيق قدر الإمكان مع السلطة الفلسطينية ضد “حماس”. “فعدم انهيار السلطة الفلسطينية هو مصلحة إسرائيلية واضحة، والبديل أسوأ بكثير”. ومن وجهة نظره، أن ذلك “يتيح التركيز على أعدائنا الذين في هذه اللحظة يراقبون ويفركون اياديهم في متعة كبيرة”.

وما كشفه تقرير القناة 13 العبرية، مساء الخميس الفائت، عن إجراء الحكومة الإسرائيلية “محادثات سرية” مع السلطة الفلسطينية، لاستخراج الغاز من شواطئ قطاع غزة، المعروف باسم “غزة مارين”، بموافقة نتنياهو، يؤكد التبني الإسرائيلي لخيار تقوية ودعم السلطة الفلسطينية وإنعاشها اقتصادياً، أكثر من خيار الذهاب إلى حرب في الضفة الغربية. وفي المقلب الآخر، يرى المحلل العسكري اليميني يوني بن مناحيم في موقع “نيوز ون”، أن شن عملية إسرائيلية واسعة النطاق في الضفة بات ضرورة. ويقول: “ما كان يجب فعله وما زال مطلوباً هو اقتلاع البنية التحتية للإرهاب، أي احتلال مناطق نابلس وجنين مؤقتاً، والقضاء على الإرهابيين وتفكيك البنية التحتية للإرهاب. وكل يوم يمرّ دون أن يشن الجيش الإسرائيلي مثل هذه العملية، تزداد قوة الجماعات الإرهابية وينضم إليها شباب جدد وينتشرون في مناطق أخرى”. لكن زميله في “يديعوت”، يوسي يهوشع، الذي يوافقه الرأي، يرى أن ليس بوسع إسرائيل شن هذه الحرب من دون ذريعة، إذ “تحتاج الى مثل هذه الحملة كي “تنظف” الساحة من “المخربين” ومن الأسلحة. لكن سيصعب عليها أن تشنها دون ذريعة مهمة – عملية تقلب البطن ولا تترك للحكومة مفراً. العملية في فندق بارك في نتانيا، عشية ليل الفصح 2002، والتي أطلقت شرارة حملة “السور الواقي” بعد فترة راكمت فيها إسرائيل القتلى، والثقة التي سمحت لها بالعمل، والآن تقف حكومة نتنياهو أمام تحدٍ مشابه في ظروف داخلية، اقليمية ودولية أقل راحة”. ويحذر يهوشع من “إدخال حماس إلى المعادلة (الحرب)، والذي من شأنه أن يجر رداً في ساحات أخرى ليس فقط في الضفة بل أيضاً في لبنان مثلما رأينا في الفصح الأخير مع فرع المنظمة هناك ومثلما رأينا في “حارس الأسوار” (غزة). ساعتئذ، وهذا ما تتجنبه إسرائيل، سوف تضطر مرغمة لأن تقاتل على ثلاث جبهات، وهذا ما يُعزّز نظرية وحدة الساحات التي يسعى محور المقاومة إلى تثبيتها في صراعه مع إسرائيل”. من جهته، يستبعد المحلل طال ليف رام في “معاريف” أن تؤدي مواجهة واسعة في الجنوب إلى حرب في الساحة الشمالية مع “حزب الله” أيضاً، إذ يرى أن هذا السيناريو ليس هو المتصدر حتى الآن. وبخلاف طال ليف رام، يذهب يوآف ليمور في “يسرائيل هيوم” أبعد من ذلك في تناول “وحدة الساحات” إستناداً إلى “معلومات إستخبارية صلبة” ، ولا يحصرها بثلاث، إنما يضيف إليها ساحة ـ جبهة رابعة، بحيث يرى أن “ميليشيات شيعية” في سوريا تنتظر اللحظة المناسبة لضرب إسرائيل. هذه السيناريوات العسكرية تُرسم، بالتزامن مع تعثر العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية، التي يرى فيها عاموس يادلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقاً، وأودي أفنطال، العسكري والباحث الإستراتيجي، في مقالة مشتركة لهما في موقع “N12″، أنه “من الصعب تخيُّل قوّتنا الاقتصادية والعسكرية والأمنية والتكنولوجية، وقدرة الردع الخاصة بنا، وحرّيّة الحركة، بالإضافة إلى المكانة الدولية والإقليمية ومستقبل إسرائيل ونموها أساساً من دون العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة ويهود الولايات المتحدة”.
تم نسخ الرابط