الثلاثاء 10 كانون الأول 2024 الموافق 09 جمادى الثانية 1446
آخر الأخبار

كيف نحمي أنفسنا من الأعاصير؟

ياصور
يشهد عام 2023 موجة كبيرة من الأعاصير والفيضانات المدمِّرة، كان آخرها إعصار ليبيا في الذي ضرب في 10 أيلول الحالي، رغم التوقعات بأنه لن يكون الأخير لهذا العام الحافل بالكوارث.
وتعيش ليبيا كارثة غير مسبوقة بسبب إعصار «دانيال» الذي يعد أقوى الأعاصير المسجَّلة التي تضرب حوض البحر الأبيض المتوسط، وتسبب بفيضانات كبيرة في مدينة درنة الليبية، كما أسفر عن مقتل أكثر من ألفي شخص.
وحسب فريق من الباحثين بقيادة علماء جامعة ولاية أيوا الأميركية، فإن نشاط الأعاصير المدارية يرتفع وينشط عاماً بعد عام. مما يعني أن المناطق الساحلية في العقود القادمة قد تتعرض لأعاصير مدارية هائلة لم يشهدها التاريخ.
اكتشف الباحثون أنه مع مرور الوقت، يمكن أن تزداد الأعاصير المدارية في شمال المحيط الأطلسي وشواطئ البحر الأبيض المتوسط بنسبة 66 في المائة وذلك خلال فترة النشاط القوية في نهاية هذا القرن.
وأمام هذا الواقع، وبما أننا لا نستطيع إيقاف العاصفة الاستوائية أو الإعصار، يمكننا اتخاذ خطوات لحماية أنفسنا وعائلاتنا في حال حدوثها.
وقدم مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC) عدة نصائح للبقاء بأمان خلال العواصف والأعاصير، مشددة على أنه من المهم اتباعها قبل وفي أثناء وبعد الكوارث.
وأوصت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، باتخاذ خطوات أساسية مسبقة، حال اقتراب حدوث عاصفة أو إعصار، بما في ذلك وضع خطة شخصية طارئة، للتعامل مع الكارثة المحتملة.
وشدد جون مور، خبير الأرصاد الجوية والمتحدث باسم هيئة الأرصاد الأميركية في حديث لقناة «سي بي إس»، على ضرورة أن تكون مستعداً بخطة لكيفية التعامل مع موسم الأعاصير.
وقال إن «إنشاء خطة اتصال هو شيء يمكنك القيام به بشكل جيد قبل أن تتأثر بالعاصفة، أي بمَن ستتصل إذا كان عليك الإخلاء؟ مَن الذي ستمرر المعلومات إليه؟ هل ستتواصل جميع أفراد عائلتك بنفس الطريقة إذا انفصلتم يا رفاق في أثناء الإخلاء؟».
وأكدت «سي دي سي» ضرورة تخزين المواد الغذائية الأساسية في المنزل والسيارة، بالإضافة إلى الإمدادات الطبية، وفهم المخاوف الصحية والطبية لكبار السن.
وأوضح مور أن الأطعمة التي يجب تخزينها هي تلك غير القابلة للتلف (الماء، والأدوية، والبطاريات، وشواحن، وراديو، ومشاعل، ونقود).
ونصحت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) بأن «يكون لدى الشخص ما يكفي من الطعام والماء والدواء غير القابل للتلف يكفي كل فرد في العائلة لمدة 3 أيام على الأقل».
وشددت «سي دي سي» على أهمية متابعة واتباع التعليمات الصادرة عن سلطات الأرصاد الجوية، وعدم تجاهل أوامر الإخلاء، إن لزم ذلك.
كما أشارت إلى ضرورة الاستعداد للإخلاء وعدم تجاهل احتمالية الاضطرار إلى الإخلاء أبداً.
كما أوصت «سي دي سي» بطباعة المستندات المهمة (مثل أرقام هواتف الطوارئ ومعلومات التأمين) قبل وقوع الإعصار، إذ يمكن أن يؤدي انقطاع التيار الكهربائي في أثناء وبعد الإعصار إلى منع الأشخاص من الوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت عندما يكونون في أمسّ الحاجة إليها.
أيضاً لفت مور إلى أهمية تجهير المنزل، «مثل تعزيز المزاريب وتقليم أو قطع الأشجار التي قد تسقط في أثناء الرياح العاتية».
ماذا تفعل عند وقوع الإعصار؟
أما في أثناء وقوع الأعاصير، فتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بالابتعاد عن مياه الفيضانات، واتباع التحذيرات بشأن الطرق التي غمرتها المياه.
وأكدت أيضاً ضرورة عدم قيادة السيارة في المناطق التي غمرتها الفيضانات، كون السيارات أو المركبات الأخرى لا تحمي من المياه، وإنما يمكن أن تنجرف أو تتوقف في المياه المتحركة.
يُنصح أيضاً بإزالة الأشياء التي يمكن أن تُقذف من أماكنها بفعل الرياح الشديدة، مثل المظلات وعصيّ تعليق الملابس المغسولة خارج المبنى وذلك قبل اقتراب الإعصار واشتداد سرعة الرياح.
ويمكن تحقيق قدر أكبر من الأمان عن طريق إبقاء النوافذ في المنازل مغلقة، كما يُنصح بتغطية زجاج النوافذ بورق مقوَّى أو كرتون أو وضع شريط لمنعها من التناثر.
وحذرت «سي دي سي» من استخدام الأجهزة الكهربائية المبللة.
ونبهت أيضاً من الاقتراب بالقرب من المباني المتضررة، وقالت: «لا تدخل المبنى المتضرر حتى تحدد السلطات المحلية أنه آمن. يمكن للأعاصير أن تُلحق الضرر بالمباني وتجعلها غير آمنة».
ماذا تفعل بعد الإعصار؟
بالإضافة إلى الاستعداد للإعصار، من المهم اتخاذ خطوات للبقاء آمناً بعد انتهاء الإعصار، حسب «سي دي سي».
وأوصت «سي دي سي» بتجنب المناطق التي غمرتها الفيضانات، مشددةً على ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل وفي أثناء وبعدها.
في حين أن من الطبيعي أن البقاء خارج المبنى عند اقتراب الإعصار ينطوي على خطورة فإن هناك خطورة أيضاً في المشي أو قيادة المركبات بعد ذلك، وذلك وفقاً لهيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية.
وتضيف الهيئة أن الأشياء التي تطايرت أو قُذف بها بفعل الرياح الشديدة من الممكن أن تكون باقية في الطريق أو على الأرصفة وجوانب الطرق. ومن الممكن للأشخاص أن يتعثروا بها أو يعرّضوا أقدامهم وأرجلهم للإصابة بجروح. وعند القيادة، يمكن للمركبات أن ترتطم بالركام الموجود على الطرق ويمكن لذلك أن يؤدي إلى وقوع حوادث، كما يمكن للأشياء الصغيرة أن تتسبب في ثقب إطارات المركبات.

المصدر: مواقع-المنار
تم نسخ الرابط