أسعار بوالص التأمين تضاعفت!
وبحسب عضو في مجلس إدارة جمعية الصناعيين، فإن سعر البوليصة ازداد أربعة أضعاف، بينما قال صاحب مصنع آخر في طرابلس إن سعر بوليصة التأمين ارتفع من 400 ألف دولار إلى 1.2 مليون دولار. هذا السلوك لشركات إعادة التأمين يضع عراقيل جمّة أمام أي عقود جديدة، وذلك بسبب الكلفة العالية والمدة الزمنية القصيرة. وهي نفسها هذه الشركات التي تهرّبت من دفع ما عليها عندما ضربت جائحة كورونا العالم، وهي أيضاً التي لا تزال تنتظر التحقيقات الخاصة في انفجار مرفأ بيروت لكي تعوض عن المتضررين.
في هذا السياق، يقول رئيس جمعية شركات التأمين في لبنان، أسعد ميرزا، إنه «نتيجة مخاطر الحرب الدائرة اليوم ارتفعت بوالص التأمين إلى 100% وأكثر»، مضيفاً بأن «هذا الارتفاع يطاول كل المناطق، سواء كانت في دائرة الخطر المباشر أو مناطق تعدّ آمنة». وقال ميرزا «إن المشكل الأساسي هو في معيد التأمين. لا نجد شركات إعادة التأمين توافق على تغطيتنا». وأشار إلى أن العوامل مثل مخاطر الحرب أو أعمال العنف السياسية (مصطلح ظهر في لبنان بعد تظاهرات 17 تشرين الأول عام 2019) تطاول كل بوالص التأمين.
خلاصة الأمر هو أن شركات الضمان، نتيجة ضغط من شركات إعادة التأمين العالمية الأجنبية لا يُسمح لها بأن تدرج بند مخاطر الحرب في البوالص الجديدة وذلك لأن الحرب وسلوكها في حوادث أخرى لا يطمئنان أصحاب البوالص القديمة من أن يعوّضوا في حال تعرّض مؤسساتهم لقصف إسرائيلي. تقوم شركات إعادة التأمين بالسلوك المعتاد نفسه عند ارتفاع المخاطر، إن كان في لبنان، أو في البحر الأحمر، أو في أي مكان آخر في العالم. وذلك يعود لسبب واحد وهو أنها شركات ربحية، ما يعني تأمين أرباحها قبل أي شيء آخر.