مدارس تتوعّد الأهالي: زيادة الأقساط 50% العام المقبل!
يأتي ذلك في وقت لا تزال فيه المدارس تدفع اشتراكاتها لصندوقَي التعويضات والضمان الاجتماعي وفق سعر الصرف 1500 ليرة مقابل الدولار، لصعوبة وضع آلية وتحديد قيمة الاشتراكات لصندوق التعويضات بالدولار، نظراً إلى أن هناك تفاوتاً بين كل مدرسة وأخرى في دفع المساهمة بالدولار للمعلمين، ولأن المبلغ الذي تصرّح به المدرسة في ما يخص الرواتب، سواء في صندوق التعويضات أو في الموازنة التي ترفعها إلى وزارة التربية، قد لا يكون دقيقاً. وكانت المدارس غذّت الصندوق لدعم رواتب المتقاعدين، تطبيقاً للاتفاق - البروتوكول بين نقابة المعلمين واتحاد المؤسسات التربوية الخاصة من جيوب التلامذة، ففرضت زيادات على الأقساط بدأت بـ 900 ألف ليرة (المبلغ المطلوب من المدارس دفعه، سنوياً، لصندوق التعويضات عن كل تلميذ)، وتجاوزت في بعض الأحيان 3 ملايين ليرة عن كل تلميذ، ما شكّل باباً جديداً للكسب المادي. وتخلّفت 54% من المدارس عن الدفع للصندوق، ومنها مدارس كبيرة، فلم يتجاوز المبلغ المجمّع 120 مليار ليرة من أصل 180 ملياراً لدفع ستة رواتب عن كانون الثاني وشباط وآذار، أي أن المتقاعدين سيتقاضون راتباً تقاعدياً واحداً في آذار ولن يتقاضوا الرواتب الستة. وهناك خطر بأن تُنسف المبادرة من الأساس، وأن لا تلتزم المدارس التي التزمت بالدفعة الأولى بالدفعة الثانية التي تستحق في 15 نيسان.
علماً أن وزير التربية كان هدّد باتخاذ إجراءات بحق المدارس المتخلّفة عن الدفع، إلا أن شيئاً من هذا القبيل لم يحصل حتى الآن.
مدارس كبيرة تنكث بالاتفاق لدعم صندوق رواتب المتقاعدين
المدارس ترفض ضم المبالغ التي تتقاضاها بالدولار إلى الموازنة كما ترفض التصريح عنها، وهذا، بحسب رئيسة اتحاد لجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة لمى الطويل، «مخالف لمبدأ الشفافية»، عازية التلويح بزيادات للعام المقبل إلى أن هذه المدارس «لا تزال محميّة من المسؤولين السياسيين والمراجع الدينيين الذين يدعمونها ويغطون مخالفاتها القانونية ويشرّعون قوانين تمكّنها من التهرب من التدقيق والمحاسبة المالية الرشيدة». وتضيف: «سنكون أمام مواجهة صعبة العام المقبل، وسيتحمل مسؤوليتها كل من تسوّل له نفسه إلغاء دور الأهل الرقابي».
إلى ذلك، يعيش صندوق التعويضات وضعاً كارثياً. ففي وقت بات فيه الحد الأدنى للأجور 18 مليون ليرة، لا تزال المدارس تدفع 6% على رواتب تراوح بين 1,5 مليون ليرة و4,5 ملايين، فيما يغطي الصندوق مصاريفه التشغيلية من كهرباء وماء وإنترنت وغيرها على سعر 90 ألفاً. وللمفارقة، فإن رواتب موظفي الصندوق باتت تشكل، بحسب مديره جورج صقر، 35% من المداخيل التي توازي اليوم 400 ألف دولار، في حين أنها كانت تمثل قبل الأزمة 4%.