على مشارف الشهر السابع، تترنح الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ومعها جبهة الإسناد المفتوحة في جنوب لبنان، بعد تعثر العديد من جولات التفاوض للوصول إلى هدنة مؤقتة أو طويلة الأمد.
الاصطدام الاول الذي يعزز مشهدية التشاؤم كان ضرب الاحتلال بالقرار الاممي الداعي الى وقف الحرب واطلاق النار الفوري خلال شهر رمضان بعرض الحائط وازدياد منسوب التهديد داخل فلسطين وعلى الجبهة الجنوبية .
ما يجعل كيان الاحتلال امام مواجهة مع المجتمع الدولي مع غطاء ملتبس من الولايات المتحدة التي امتنعت عن التصويت بصورة تشبه الفيتو .وهذا ما عزز ايضا استشراف مرحلة قد تكون اكثر تعقيدا نتيجة تعنت الاحتلال وسط انقساماته الداخلية وبدأ كر سبحة الحكومة .ولكن ما يجري
في مسارات الميدان وخاصة على جبهتي لبنان وفلسطين، يكثر الحديث والكلام، لكن كرة النار تكبر تدريجيا وإن كانت مضبوطةً على قاعدة ما يسمى قواعد الاشتباك. فتطورات المشهد الميداني لا تنذر بقرب تسوية في غزة مسحوبة على جبهة الشمال مع لبنان.
يبقى الترقب الحذر عنوان المرحلة وسط انشغال إقليمي بالبحث عن مخارج لوقف النار في قطاع غزة، والأمل معقود أن ينسحب ذلك على جبهة جنوب لبنان.
مصادر مواكبة قالت: «إن مشهد المدنيين في غزة وحصارهم بات أكبر من حجم استيعاب الدول النافذة في هذه الحرب، سيما وأن مأساة الغزّيين أصبحت تتصدر اهتمامات الرأي العام الدولي. أما داخل كيان الاحتلال الاسرائيلي فالمشهد ينذر بالانفجار بعد اتساع حركة الاعتراض على سياسة نتنياهو وخاصة إخفاقه في تحرير الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، وهذه ورقة ضغط أخرى على طاولة المفاوضات» .
وفي وقت تبدي الأوساط المتابعة خشيتها من تلاشي فرص الوصول إلى حل نهائي يكفل عودة من نزح جنوبا وهجر في غزة إلى بلداتهم وديارهم رغم الدمار، يبقى الأمل معقودًا للوصول إلى حل يستشرفون من خلاله خريطة الأيام القادمة لترميم ما دمرته آلة القتل الاسرائيلية، او أقله الوصول إلى هدنة وإن كانوا لا يحبذونها.
فالكل متوجس من اتساع رقعة المواجهة وذهاب الأمور إلى حرب تخرج عن السيطرة من جهة، وتستدعي دخول دول محور المقاومة بشكل أكبر فيها من جهة ثانية .
وهنا يبرز التساؤل عن ضياع فرصة الهدنة ووقف الحرب، وخاصة في لبنان، في ظل انعدام شبه كامل لخطة الطوارئ التي وضعتها حكومة تصريف الأعمال منذ أشهر؟
من أين تأتي بالأموال ولبنان يرزح تحت وطأة أزماته المالية والاقتصادية؟
صارت كل السيناريوهات محتملة ومطروحة، فإذا لم يحقق العدو ذلك بالدبلوماسية كما يصرح دائما فخيار الحرب مفتوح، أقلّه جوا وبوتيرة أعلى من الوضع الحالي. وإذا ما قرر العدو بعد التوافق على هدنة ووقف للحرب في غزة، أن يشمل ذلك جنوب لبنان، فهذا لا يعني أن حساباته مع لبنان أقفلت، بالتالي خشية الأهالي من التعايش مع حالة اللاستقرار سيكون أقرب الحلول.
إذن، تبدو الأوضاع على حافة الهاوية، ومع أن مشروع القرار الملتبس من واشنطن لمجلس الأمن، واصطدامه بالفيتو الروسي الذي اعتبره ممرا لمصلحة سياسية شخصية تتعلق بالسباق الانتخابي في أميركا، ما يدعم الاعتقاد ببقاء المشهد الميداني متفجرًا على أوسع رقعة بين دول المحور من جهة و»إسرائيل» وحلفائها من جهة أخرى.
وبالتالي، يمكن القول إن كل السيناريوهات المفترضة واردة، ويبقى السؤال الأهم :
- هل ستؤسس الحرب المفترضة إلى مرحلة جديدة عنوانها إعادة تموضع المتحاربين، أم أنها ستطلق بداية تغيير سياسي وديمغرافي يستند على نتائجها؟
- أين موقع الكيان من الحرب الكبرى إذا ما حصلت؟
- وأين موقع المقاومة ومحورها فيما لو ذهبت الأمور إلى المواجهة المكروهة من طرفي الحرب؟