" لا يزال سعر الذهب يتّجه صعوداً. وأمس تجاوز، مجدّداً، أعلى رقم قياسي له مسجّلاً 2342 دولاراً للأونصة الواحدة. وهذا الارتفاع المتواصل يحصل بسبب مجموعة من العوامل لم تتغيّر بعد. فانعدام الاستقرار العسكري والسياسي، دولياً، لا يزال قائماً مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، واشتداد الحرب الإسرائيلية على غزّة، بالاضافة إلى ارتفاع احتمالات الحرب الشاملة في المنطقة وخصوصاً بعد الاعتداء الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في دمشق. كل هذا يسهم في زيادة الاستثمار الخاص في الذهب، بهدف حفظ القيمة، وخوفاً من أي خضات عسكرية قد تنعكس على قيمة العملات.ويأتي كل هذا مع التوجّه العام للمصارف المركزية الكبرى في العالم، لزيادة احتياطاتها من الذهب. ففي شهر آذار، ارتفع حجم احتياطي الذهب لدى المصرف المركزي الصيني للشهر السابع عشر على التوالي وأصبح يملك نحو 72.74 مليون أونصة من الذهب. والمسار نفسه سارت عليه المصارف المركزية في تركيا والهند وبولندا وقطر. كما أن صعود الخطاب الذي يتحدّث عن إنشاء عملات مشتركة مدعومة بالذهب، وخصوصاً بين دول الـ«بريكس»، انعكس إيجاباً على سعر الذهب.
يشار إلى أن هناك دولاً أقدمت بالفعل على إنشاء عملات مدعومة بالذهب، مثل زيمبابوي التي أعلنت منذ ثلاثة أيام عن دخول عملة جديدة إلى السوق مدعومة بالذهب، وذلك لمواجهة معدلات التضخّم المرتفعة التي تعانيها. ويتزامن كل ذلك مع استمرار موجة التضخّم العالمي التي بدأت منذ نحو سنتين ولم تنحسر بعد، إذ يعدّ الذهب معدناً حافظاً لقيمته على المدى الطويل، فيتجه الأفراد والمستثمرون لاستبدال جزء من أصولهم النقدية بالذهب.