تهديداتٌ غربيّةٌ لـ ميقاتي!
وعلمت «الأخبار» أن موقف المقاومة الذي أُبلغ إلى ميقاتي وآخرين على تواصل مع جهات خارجية أكّد أن التهديدات، بمعزل عن جديتها أو كونها استعادة لموجة التهويل، «لن تغير شيئاً في قرار استمرار مساندة غزة ميدانياً»، وأن المقاومة وجّهت في الأيام القليلة الماضية رسائل ميدانية إلى العدو تؤكد أنها مستعدة لمواجهة أي محاولة لتوسيع الجبهة، لناحية العمق والأهداف وحتى الأسلحة. كما عُلم أن قرار المقاومة هو عدم الدخول في سجال مع أحد داخلياً حول هذا الأمر، وستترك للرئيس نبيه بري إدارة الاتصالات على قاعدة أنها لن تترك غزة وحيدة، خصوصاً إذا كان العدو يستعد لجولة إجرام جديدة في رفح.
كذلك أدرجت مصادر مطّلعة التهديدات الجديدة في إطار التهويل الذي يتزامن مع جولة سيبدأها وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في المنطقة السبت المقبل، مذكّرة بأن سيجورنيه نفسه حذّر بري لدى زيارته لبنان مطلع شباط الماضي من «ضربة إسرائيلية خلال ثلاثة أيام أو أسبوع كحد أقصى». وتبدأ جولة سيجورنيه السبت في بيروت حيث يناقش مقترحات فرنسية «منقّحة» لإعادة الاستقرار إلى الحدود بين لبنان وإسرائيل.
كذلك لفتت المصادر إلى أن «الاتفاق الذي حمله هوكشتين معه سابقاً مقبول مبدئياً، وتم التوافق على أغلب نقاطه وهي 14. وهو لم يشدّد يومها على فكرة ربط الساحات لأن زيارته تزامنت مع كلام عن قرب التوصل إلى هدنة في غزة». وأشارت إلى أن التهويل يأتي في ظل استعداد العدو الإسرائيلي لدخول رفح بغطاء أميركي كامل في هجوم قد يستمر أكثر من ستة أسابيع، وهو يحتاج إلى وقف حرب الاستنزاف على «جبهة الشمال» في ظل عجزه عن فتح جبهتين معاً. لذلك، بحسب المصادر نفسها، التحذيرات الفرنسية المستجدة والكلام الأميركي العالي السقف «محاولة للضغط على لبنان لإغلاق جبهة المساندة، ما يذكّر بالأسابيع الأولى من الحرب عندما تزاحمت الوفود العربية والغربية المهوّلة على لبنان».
وحول تضمّن الورقة الفرنسية المعدّلة ثلاثة بنود تختصر القرار 1701 وتُطبق على ثلاث مراحل، قالت المصادر إن كل ما تنص عليه الورقة «لا يقدّم ولا يؤخّر، إذ إن المرحلة الأولى فيها تتحدث عن وقف الأعمال العسكرية في الجنوب، وهذا لن يتحقق إلا بوقف الحرب على غزة. وما دامت المقاومة في لبنان لن تتنازل عن هذا السقف، فهذا يعني أن كل الأوراق غير قابلة للتطبيق».
الورقة الفرنسية لا تقدّم ولا تؤخّر لأنها تبدأ بوقف الأعمال العسكرية في الجنوب وهو ما لن يحدث
ميدانياً، واصلت المقاومة أمس عملياتها، واستهدفت رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على المدنيين وتحديداً مجزرة بلدة حانين حيث استشهدت سيّدة وطفلة تبلغ من العمر 11 عاماً، وأصيب 5 مدنيين، مستعمرة شوميرا (بلدة طربيخا اللبنانية المحتلة) بعشرات صواريخ الكاتيوشا، ومبنى يتواجد فيه جنود العدو في مستعمرة أفيفيم، وتجمّعاً لجنود العدو في حرج نطوعة، وموقعَي رويسات العلم والراهب بالأسلحة الصاروخية.
وتم الإعلان عن حالة تأهب في مستوطنات الحدود الشمالية، وأُغلقت الطرق في المنطقة الحدودية أمام حركة المرور، ومُنع الدخول إلى المستوطنات المجاورة للسياج. فيما أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية إلى أن «حزب الله أوضح عدة مرات أنه لن يتسامح مع الأذى الذي يلحق بالمدنيين، وفي أغلب الأحيان كان رد فعله أكثر قسوة ضد إسرائيل في الحوادث التي أُصيب فيها مدنيون لبنانيون». ونقلت القناة 12 عن العقيد احتياط في جيش الاحتلال كوبي ماروم أن «هناك مأزقاً استراتيجياً في الشمال، وإنجازاً هائلاً لحزب الله على صعيد الوعي»، مشيراً إلى أن «نيران الجيش الإسرائيلي لا تنجح في تحقيق الإنجاز الاستراتيجي (…) فرغم مرور 7 أشهر على الحرب، كيف لا يدمّر الجيش البنية التحتية لحزب الله؟». كما لفت إلى «تفكّك المجتمعات في الشمال، حيث أصبح رؤساء المجالس يقفون كالمتسوّلين على باب وزير المالية (…) وأمام هذا الواقع خسرت إسرائيل الشمال». فيما وصف قائد وحدة «اليمام» السابق في جيش الاحتلال دافيد تسور نتائج التصعيد عند الحدود مع لبنان بـ«الكارثة الفظيعة».