الخميس 03 تموز 2025 الموافق 08 محرم 1447
آخر الأخبار

في أزمة كورونا.. خبراء صينيون يكشفون عن أسرار مستشفيات مؤقتة

ياصور
يعتبر مستشفى مؤقت "سفينة نوح" للكثيرين في ظل جائحة كورونا. وقال الأكاديمي في الأكاديمية الصينية للهندسة وانغ تشن الذي يطرح هذا المصطلح إن المستشفى المؤقت يشكل مفهوما جديدا، إذ يتم تحويل مستشفيات كبيرة ومؤقتة من مبان عامة (مثل الملاعب ومركز المعارض) لاستقبال المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة أو متوسطة ويتم عزلهم عن العائلات والمجمعات السكنية، إضافة إلى توفير الرعاية الطبية وتشخيص الأمراض والأغذية والمأوى والأنشطة الاجتماعية.

تم تحويل ثلاثة مواقع بمدينة ووهان، بؤرة تفشي فيروس كورونا في الصين، إلى مستشفيات مؤقتة في 5 فبراير الماضي، وخلال الأسابيع الثلاثة التالية، تم إنشاء 13 مستشفا مؤقتا آخرا تم تصميمها لاستيعاب ما مجموعة 13 ألف سرير إجمالا. لغاية 10 من مارس الماضي، توفر هذه المستشفيات التي عملت لمدة 35 يوما خدمات الرعاية لما يقرب من 12 ألف مريض مصاب بالفيروس. مع الهدوء التدريجي للوباء في ووهان، يقترب معدل استخدام الأسرة من الصفر، وأغلقت المستشفيات المؤقتة جميعها بحلول 10 مارس.

وانغ تشن، الأكاديمي في الأكاديمية الصينية للهندسة.

في 2 أبريل، نشرت مجلة "ذا لانسيت" الطبية مقالة ركزت على إنشاء الصين مستشفيات مؤقتة وتشغيلها. شارك في استكمال هذه المقالة فريق وانغ تشن والمعهد العالمي للصحة العامة التابع لجامعة هايدلبرغ الألمانية.

لماذا إنشاء مستشفى مؤقت؟

أشار وانغ في المقالة إلى أنه خلال تطور الوباء في ووهان، تعرض النظام الطبي المحلي لضغط مرتفع. في مطلع فبراير، لم يكن لدى المستشفى المعين لعلاج مرضى كوفيد-19 في ووهان أسرة كافية، لذا اضطر آلاف المصابين بأعراض خفيفة ومتوسطة أن يرسلوا إلى منازلهم للعزل والمراقبة.

ليس من الممكن عزل العدد المتزايد من مرضى كوفيد-19 في مستشفيات بووهان، كما أن العزلة العائلية ليست مناسبة إذ تعرض أفراد أسرة المريض للخطر، وقد يرزح المرضى تحت ضغط نفسي كبير إذا كانوا معزولين في المنزل؛ لذا كانت الصين بحاجة إلى طريقة جديدة للسيطرة على الوباء في الووهان. اقترحت الحكومة والخبراء إنشاء مستشفى مؤقت: مرافق رعاية صحية تقدر استيعاب كمية كبيرة من المرضى ويمكن بناؤها بين عشية وضحاها، لتوفير العزل والتشخيص والرعاية الطبية والمراقبة وتحويل التشخيص والإسكان والفعاليات الاجتماعية.

أحوال التدفق للمرضى في المستشفيات المؤقتة خلال الوباء في ووهان.

يتم بناء مستشفيات مؤقتة في الأماكن العامة، كما تقوم هذه المستشفيات أيضا بإنشاء "ثلاث مناطق وممرين" لتجنب العدوى، وهي منطقة النظافة والمنطقة التي يحتمل أن تكون ملوثة ومنطقة التلوث وقناة العاملين الطبيين وقناة المرضى.

ثلاث خصائص

رغم أن المستشفى المؤقت له بعض النماذج التاريخية، مثل مستشفى ميداني للطوارئ وملجأ الطوارئ وجناح لعزل المرضى وغيرها من السوابق المختلفة، لكن بالمقارنة مع المرافق المستخدمة للسيطرة على طوارئ الصحة العامة، يعتقد الخبراء أن المستشفى المؤقت هذه المرة يتميز بثلاث خصائص.

هذه الخصائص الثلاثة تجعل المستشفيات المؤقتة مناسبة بشكل خاص للاستجابة لحالات طوارئ الصحة العامة، مثل كوفيد-19.

الخاصية الأولى هي سرعة البناء بفضل استخدام البنية التحتية الموجودة. تم تحويل الدفعة الأولى من المستشفيات المؤقتة الثلاثة بووهان في غضون 29 ساعة لاستيعاب أربعة آلاف سرير.

الخاصية الثانية تتمثل في القدرة العالية لاستيعاب المرضى. بمجرد التحويل إلى المستشفى، سيتم زيادة القدرة الطبية المحلية بشكل كبير.
الخاصية الثالثة هي التكلفة المنخفضة لبناءها وتشغيلها. جميع المرضى لديهم نفس التشخيص للقبول من قبل المستشفى على درجة ابتدائية مما يقلل تعقيد الرعاية، كما أن لدى جميع المرضى أعراض خفيفة أو متوسطة فقط.. من خلال عزل وعلاج المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة ومتوسطة، تتمكن المستشفيات المؤقتة في ووهان من تخفيف العبء على المستشفيات ذات المستوى الأعلى التي يعالج فيها حالات شديدة.

الصين ترسل خبراء إلى دول أخرى للمساعدة في بناء مستشفيات مؤقتة

كما قال وانغ وخبراء آخرون في المقالة أن الأدلة الوصفية المبكرة تشير إلى أن المستشفيات المؤقتة هي السبب الرئيسي للسيطرة على الوباء بنجاح. منذ 18 فبراير، أي بعد 12 يوما من بدء المستشفى المؤقت الأول بقبول المرضى، انخفض عدد الحالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا الجديد في ووهان تدريجيا. مع استمرار انخفاض الإصابات الجديدة، علقت الصين جميع مستشفيات مؤقتة.
بالإضافة إلى ذلك، رغم أن وضع الوباء تحسن تدريجيا في الصين إلا أن الجائحة تنتشر على مستوى العالم الآن، حيث تواجه بلدان آخرى نقصا في أسرة المستشفيات التقليدية لتقدم الرعاية للعدد المتزايد من المصابين بكوفيد-19.

بدأت الصين في مساعدة دول مثل إيطاليا وإيران وصربيا كجزء من التعاون الدولي، حيث قامت بترجمة جميع أسس الإدارة والمبادئ السريرية للمستشفيات المؤقتة الصينية إلى لغات البلدان الأخرى التي ينمو فيها الوباء بسرعة، كما أرسلت خبراء متخصص في بناء المستشفيات المؤقتة وتشغيلها لتقديم خدمات استشارية للحكومة المحلية.

وأكد الخبراء أن الدول الأخرى التي تواجه جائحة كوفيد-19 يجب أن تنظر في استخدام المستشفيات المؤقتة كجزء من استجابتها لطوارئ الصحة العامة. ويعتقد الخبراء أنه من خلال إنشاء المستفشيات المؤقتة، يمكن للعديد من البلدان تعزيز استجابتها لجائحة كوفيد-19 والأوبئة والكوارث المستقبلية.

وأشار الخبراء إلى أن تصميم وبناء الأماكن العامة الكبيرة في المستقبل يجب أن يجمع بعض الوظائف لتعزيز إمكانية لتحويلها إلى مستشفيات مؤقتة. على سبيل المثال، يمكن استخدام المعدات الداخلية القابلة للإزالة السريعة وأن يكون المدخل كبيرا بما يكفي لتمرير أسرة المستشفيات ونظام التهوية الذي يمكن التقليل من خطر العدوى.
تم نسخ الرابط