الثلاثاء 01 تموز 2025 الموافق 06 محرم 1447
آخر الأخبار

حسين أبو النمل.. رحيلٌ لفكر وقلم فريد

ياصور
نعت العديد من الجهات والشخصيات الفلسطينية واللبنانية الباحث والمناضل حسين أبو النمل، الذي برحيله مثّل خسارة للشعبين اللبناني والفلسطيني معًا.

وقال مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال إن حسين أبو النمل "رحل بصمت خفيفاً نظيفاً، معجوناً بأوجاعه بمأساته وتناقضاته واشكالياته وأسئلته السهلة الممتنعة.

ووصف عبد العال أبو النمل بـ "المدافع الشرس عن فكرته وأحيانا الجريء بلا كوابح والذي لم يروض أبداً، أراد ان يعطي فاجتهد، وأن تخالفه الرأي ولم تتفق معه، يرتد إلى نفسه ويقاطعها، ينسحب بعنف أو يهجم بعنف، وبينهما يدرك في باطنه، أن العزلة لا يمكنها ان تصنع الشخص الذي لا يخطئ، وأن الكرامة ليست حالة حصرية، طالما هي شرط و هدف النضال".

وأوضح أن أبو النمل "رحل وحيدًا غريباً فقيراً في صومعته، على منضدته الأخيرة بين أرفف مكتبته، خندق البحث والكتابة والدراسة والتأليف، حيث رأسماله الأجمل و إرثه الباقي، عقل مشتعل وقلم قاطع وإيمان راسخ للمعنى العميق للفكرة و جدية الانتماء للغاية العظيمة".

من جهته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أبو علي حسن: "أبكيك يا صاحبي، فأنت صديق العمر ورفيق النضال، كنا معا في البدايات نحمل على كواهلنا ذلك الحلم العظيم والثقيل؛ حلم الوطن والعودة، كنا شباب لا تفارقنا الحيوية والنشاط، وأكتافنا تتحمل ثقل هذا الحلم العظيم، فلا نهدأ ولا نتعب ولا نشكو ولا نيأس".

وأضاف "كنا معا في البدايات في عام ١٩٧١ يوم أن كان النضال له طعمه الخاص، وكنا معا يوم أن أصدرنا نشرة، الثورة مستمرة، الطلابية ردا على دعاة التسوية ومؤتمر جنيف عام ١٩٧٤، وكنت أنت صاحب الاقتراح واختيار اسم النشرة".

واتبع "استمرت علاقتنا إلى ما قبل رحيلك بشهرين حين منعني وباء كورونا من زيارتك والاطمئنان عليك، وحين التقينا قبل شهرين كان جسدك لا يقوى على الجلوس ومع ذاك كان ذهنك صافيًا متقدًا وتحاورنا في كل شيء كعادتنا في السياسة والفكر والتاريخ وهموم الوطن، وعلى مدار ثلاث ساعات وأنت تقدم الفكرة تلو الفكرة ونختلف ونتوافق وننضج الفكرة".

بدوره، قال رئيس تحرير مجلة الهدف وسام الفقعاوي "تلقيت بحزن شديد نبأ رحيل الصديق المفكر والكاتب المتنوع الانشغالات الدكتور حسين أبو النمل ولعل رحيله في هذا الظرف بالذات خسارة مضاعفة فقد عرفناه على مدى عقود ملتزماً بالكلمة الحرة والحرف النظيف وكانت بوصلته فلسطين دائماً".

بينما قال الكاتب عبد الحسين شعبان "تعازينا الحارة وتمنياتنا بحياة خالية من المكاره والأحزان وصبراً جميلاً، أشد على آياديكم ومعاً في الطريق إلى فلسطين وعاصمتها القدس الشريف".

من جهتها، نعت لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الباحث والمناضل حسين أبو النمل، قائلة إن رحيله في هذا الظرف العصيب خسارة للشعبين اللبناني والفلسطيني معًا.

وقالت اللجنة في بيان لها اليوم الجمعة: "لقد عرفت لجنة الحوار أبو النمل مساهما في نقاشاتها ومشاركا في حواراتها وأبحاثها وكاتبًا على صفحات نشرتها جسور الحوار والعودة".

وأضافت "ناضل أبو النمل في صفوف وقيادة شعبه في أحلك الأوقات التي مرت عليه، لكنه أيا كان الموقع الذي يشغله ظل حريصاً على إعادة النظر بتجربة الحرب الأهلية 1975/1990 وبما يقطع الطريق على القراءات المتهورة إلى أي ضفة سياسية انتسبت".

وأوضحت أن لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني "خسرت برحيله فكرًا وقلمًا مسؤولاً عمل جهده في تكريس علاقات الأخوة والمصالحة بين الشعبين".

وبيّنت "اللجنة وتؤكد للأخوة الفلسطينيين في أرضهم ودول الشتات أنها ستظل على رسالتها في الدفاع عن حق هذا الشعب في العودة إلى أرضه وبلاده والعيش بكرامة في ظل سيادة الدولة اللبنانية وقوانينها".

في حين قال الصحافي اللبناني قاسم قصير: ربطتني بأبو النمل علاقة معرفة ومودة ونشاط وتعاون من أجل فلسطين والوطن العربي والبحث عن الحقيقة وبناء جبهة عربية وإسلامية لمواجهة العدو الصهيوني وهو القادم من الفكر الماركسي والتجربة القومية واليسارية والعلمانية ولكن كان منفتحا على التيارات ولا سيما المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين",

وأضاف قيصر "كانت تربطه علاقة مميزة بالعلامة المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله وعمل لترتيب لقاء بينه وبين مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور جورج حبش وكما شارك في العديد من اللقاءات الحوارية مع كوادر إسلامية واشتركنا سويا في العديد من المؤتمرات والندوات حول فلسطين والعالم العربي".

ونعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بمكتبها السياسي ولجنتها المركزية، رفيقها السابق وأحد أعلام الفكر والثقافة في فلسطين والوطن العربي، حسين أبو النمل، الذي وافته المنية ظهر اليوم الجمعة، في بيروت، بعد صراع طويل مع المرض.
تم نسخ الرابط