الخميس 03 تموز 2025 الموافق 08 محرم 1447
آخر الأخبار

عـصرُ القـُرود .... بقلم الشيخ غازي حمزه

ياصور
عـصرُ القـُرود

_هي الجنةُ ليست سـوُقاً للخُضار . والنـارُ ليست فرناً للشـوية. فالنارُ أهلها يتكلمـون ويتلاعنون .وفيها شـجر وحميم وماء . والجنة فيها لبن وعسل وزيادة عن ذلك. هكذا يتسلل إليك بكلماته الرائدة. المفكر والباحث مصطفـى محمـود. فالموت عنده ليس أمراً سلبياً . إنما الناس تخاف على الحياة وليس منه.

والمرأة قد تم تحويلها إلى كائـن بدائي وسلـعة تجارية. ومحلاً للشهوة من متسـول للجسد الحيـواني.الذي يتم تزينهُ من خلال الشكل الخارجي. كي يقع التزاوج فيما بعد بصحـبة الجنـابة. بمعنى مجانبة الوعـي وإغماء العقل .لذا يجب الحفاظ على الشهـوة في مواردها. بمعنى الترك وتنظيم الصفات. وإن الرحمة أهم من الحب . بينما الشهوة لحظة عابرة من بين لحظات فيها غفلة .

والإنسان في صراعه مع الوقت. يعيشهُ وهمياً وحقيقياً. فعقارب الساعة هي توهم زمني. لحقيقة يعيش فيها كل شخص بنبضات قلبه.

وإن رحلة الإنسان مليئة بالمغالطات والأوهام التى نشأ عليها في مساحات من دون تفكير أو بذل جهد. بل يكتفي الأغلب فيها. من دون وعي .او معتمداً على أفكار الأخرين . وقلة من يستندون على الذات. وإن الإنسان يعيش حالات من العراك مع كل ذلك.

وان للوجود صيرورته بين . الأنا والحب والزيف. بمعنى الحياة والموت وتبدُل الموازين والأولويات.في العمق الداخلي للانسان. بما يحملهُ من صدق في إيمانه وعمله.

وأن اخطر انواع الخصوم والأعداء .في رحلة الحياة. هو حجب العلم والمعرفة .والشح في المعلومة والتوجيه. كي لا يتسنَ للناس من المشاركة في الحياة بكل مواردها.

فبينما يتقدم العلم في جهة من العالم سنجد في الجهة الثانيه تأخراً.حتى تصبح سمتهُ الإستهلاك المتوحش. والتفاخر ببعض العادات .وفي حقيقتها استيراد.

ومن المؤسف ان للانسان رحلات يبادر اليها من دون ان يشعر .ويكتسب صفات من دون ان ينتبه. واصعب تلك الرحلات في عمره. الإرتحال الى الداخل. من خلال سـنوات العمر. وكل الرعب فيها من خلال الخـواطر والأفكار مع المجربات من الأحساس. فهو برحلته قد يتعرف على الأنا بداخله وهـو. حتى يصل إلى اللامحدود .

فالإنسان ليس جسما. وطولا وعرضاً فحسب. بل هو الفاصلة بين عالم الشهود وعالم الغيب. عالم المادة وعالم الروح. لأنه مـزدوج في حقيقته. وقـد تكون أعظم اللحظات حينما يعرف الفرق بين رحلتين. رحلة في الأعماق وأخرى في الأفاق.

أقلهُ حتى يستطيع العقل أن يميز القرود من الناس . ولو أعجبتنا اشكالهم.

اخوكم الشيخ غازي حمزه
تم نسخ الرابط