الإمام موسى الصدر... سر حب الناس له... بقلم جعفر قرعوني

السيد الصدر كان واقعيا في كل جوانب حياته وأفكاره. ففي الدين لم يكن ليضفي على نفسه أي منزلة روحية، واكتفى بأنه عالم دين يهدي المؤمنين ويشارك المفكرين، فلم يدع القداسة ولم يدعها له أحد. وهنا فتح الباب للروحانيات وآمن بالإنسان وكرامته، وإن لا يحتكر أحد رحمة الله ومحبته للخلق. فأحس الجميع بعطفه. لقد كانت طلته وابتسامته تأسر من يراه وكانت سماحته تعلو قامته وتزرع الأمل في كل من يراه. لقد كان فعلا يؤمن أن الواقعية ضرورة لسلام البشر فلا فرصة خلاص للبعض دون الآخرين.
الصدق...
لقد كان صادقا وصريحا. لم يجامل أبدا على حساب ثوابته في كل المجالات. لا في المعتقد ولا في غيره. بل كان متسامحا ويكره التعصب. ولأن التعصب في الواقع هو رفض الحوار ورفض الاعتراف بالآخر، كان الإمام يدعو للحوار بين كل الناس وعلى جميع المستويات. وقد ظهر صدقه وعدم مجاملته عندما كان البعض يتهجم عليه، فكان يشعرهم بالخجل من جهلهم وصغر نفوسهم. لقد كان لديه تسامح الواثق الصليب النبع.
الشجاعة...
وهي ليست فقط في عدم الخوف من عدو أو متربص أو خسارة، ولكن أيضا أهم من هذا، عدم الخوف من الجديد ومن إعمال الفكر ومد اليد للآخر المختلف ومحاربة الانعزال والدعوة للمساواة بين الناس في المواطنية.
لقد ملك الإمام موسى الصدر القلوب بواقعيته وصدقه وشجاعته. ولو تأملنا جيدا لعرفنا أن هذا النهج وهذا الاسلوب في الحياة هو ترجمة فعالة لروحية الاديان السماوية. وهذه الترجمة تترك في النفوس أثرا بليغا ودائما.
ولهذا نتذكر الإمام السيد موسى الصدر.
جعفرقرعوني