دراسة علمية تؤكد أن بحر صور من أكثر الشطآن أماناً للسباحة ومن الأقل تلوثاً في لبنان... ماذا عن باقي المناطق؟
تاريخ النشر : 22-07-2022 16,4,19
"يبدو أنه ما زال هناك بعض المتنفس للبنانيين في شاطئ البحر للسباحة، رغم التلوث المزمن منذ عشرات السنين، جراء تحويل الصرف الصحي إلى مياه البحر. فقد أظهرت الفحوص المخبرية التي أجرها "المركز الوطني لعلوم البحار التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية" وجود 24 موقعاً جيداً إلى جيد جداً للسباحة من أصل 37 نقطة مرجعية يعتمد "المجلس" لإجراء الفحوص البكتيرية في المياه.

المواقع النظيفة
وأفاد التقرير، الذي صدر عن المجلس يوم أمس، بأنه "تم اختيار المواقع وفقا للمعايير البيئية التي تعتمدها منظمة الصحة العالمية من أجل تحديد التلوث الشاطئي وأثره على الصحة العامة. وهي مواقع جغرافية محددة تتيح مقارنة النتائج عبر السنوات بما يسمح أيضاً بدراسة تطور الحالة البيئية للشاطئ اللبناني وفق معطيات علمية دقيقة. وتتضمن هذه المواقع: مسابح شعبية، نقاط بالقرب من مصبات الأنهر، شواطئ صخرية ورملية عامة وخاصة، نقاط قريبة من معامل صناعية، و نقاط قريبة من مصبات الصرف الصحي. هذه المحطات الشاطئية الـ37 تمتد على طول الساحل اللبناني من أقصى الشمال في عكار إلى أقصى الجنوب في الناقورة.

وأظهر التقرير أنه "استناداً إلى الفحوص البكتيرية في المياه تبيّن أن 24 موقعاً من أصل 37 جيدة إلى جيدة جداً، وهي موزعة على امتداد الشاطئ اللبناني من الشمال إلى الجنوب. وتتميز هذه المواقع بتدني التلوث البكتيري والعضوي كما أن تركيز البكتيريا البرازية أقل من النسب المسموح بها".

التوزع الجغرافي للمواقع
وأضاف التقرير أن الحالة البيئية العامة لمياه هذه المواقع جيدة إلى جيدة جداً، وينصح بالسباحة فيها، وهي: طرابلس: بجانب الملعب البلدي. أنفة: أسفل دير الناطور، وتحت الريح. الهري: شاطئ ذو منفعة خاصة. سلعاتا: الشاطئ الشعبي. البترون: الحمى. عمشيت: الشاطئ الشعبي. جبيل: شاطئ البحصة الشعبي. جبيل: الشاطئ الرملي. الفيدار: أسفل جسر الفيدار. العقيبة: مصب نهر إبراهيم. البوار: شاطئ عام. الصفرا: أسفل شير الصفرا. جونيه: شاطئ المعاملتين. بيروت: عين المريسة (بين مرفأ الصيادين الجديد والريفييرا). الدامور: شاطئ ذو منفعة خاصة. الجية: شاطئ ذو منفعة خاصة. الرميلة: شاطئ ذو منفعة خاصة. الأولي: الشاطئ شمال مصب نهر الأولي. الغازية: الشاطئ الشعبي. الصرفند: الشاطئ الشعبي. عدلون: الشاطئ الشعبي. صور: شاطئ المحمية الطبيعية. الناقورة: شمال مرفأ الناقورة.

ملوثة وحذرة جداً
وكشف التقرير عن وجود 7 مواقع من أصل 37 ملوثة إلى ملوثة جدا ولا تصلح للسباحة. فهذه المواقع ملوثة بكميات كبيرة من البكتيريا البرازية، والمستويات أعلى من المسموح بها. والمواقع هي: طرابلس: المسبح الشعبي. جونية: المسبح الشعبي الرملي. الضبية: جانب المرفأ. أنطلياس: مصب نهر أنطلياس. بيروت: المنارة (أسفل منارة بيروت) وشاطئ الرملة البيضاء الشعبي. صور: شاطئ المطاعم.

إلى ذلك، يوجد 6 مواقع من أصل 37 حذرة إلى حرجة وغير مأمونة. فنسب التلوث البكتيري في مياهها تعتبر متوسطة وتتعرض للتلوث بشكل متقطع أو ظرفي وهي: عكار: القليعات. المنية: شاطئ ذو منفعة خاصة. طرابلس: الميناء مقابل جزيرة عبد الوهاب. البترون: شاطئ البحصة العام. خلدة: شاطئ ذو منفعة خاصة. صيدا: الشاطئ الشعبي.

وأوضح التقرير أن التلوث البكتيري الذي تم تحديده بوضوح في المواقع التي تمت دراستها، يعود بشكل رئيسي إلى مياه الصرف الصحي وعصارة المكبات الرئيسية التي تلوث مياه الشاطئ اللبناني، في ظل التقصير المستمر بعدم معالجة المياه المبتذلة قبل وصولها إلى الشاطئ، أو كون القليل من محطات التكرير لا تزال في مرحلة التكرير الأولي، وتعمل بشكل جزئي ومن دون طاقتها.

التلوث البلاستيكي
استعان المجلس الوطني للبحوث العلمية لإنجاز هذا المسح، بالتسهيلات التقنية المتطوّرة التي توفرها الباخرة العلمية "قانا"، وبالجهاز العلمي والفنّي في المركز الوطني لعلوم البحار. بالإضافة الى عدد من مشاريع التعاون مع المنظمات الدولية التي توفر إمكانيات لوجستية ومادية لإجراء المسوحات والتحاليل المخبرية على مدار السنة.
وأشار التقرير إلى أن "المركز الوطني لعلوم البحار التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية بدأ بمسح التلوث البكتيري والعضوي والملوثات الأخرى الكيميائية والمعادن الثقيلة على طول الشاطئ اللبناني منذ 38 سنة وازداد عدد النقاط التي يتم مسحها من 6 نقاط في منتصف الثمانينات من القرن الماضي إلى 37 نقطة مرجعية خلال العام الحالي 2022. كما توسعت مروحة التحاليل لتشمل أيضا تحليل بعض أنواع الأسماك المتواجدة في بحر لبنان والخصائص الفيزيائية للمياه بالإضافة إلى التلوث البلاستيكي، مؤخراً".

الثروة السمكية
ولفت التقرير إلى أن "النتائج أظهرت أن المياه السطحية في بيروت وصور تحوي كميات كبيرة من القطع الميكروبلاستيكية ولكن مياه بيروت هي الأكثر تلوثاً. إن الكميات التي وجدت في هذه الدراسة هي أكثر من ضعفي ما وجد في أماكن أخرى من المتوسط".

وحذر من "استهلاك أسماك النّفيخة Lagocephalus sceleratus، وهو نوع ذو سمية عالية وهذه الأسماك الغازية تنتشر على طول الشاطئ اللبناني من المياه الضحلة وحتى عمق 40 متراً، وهي تعتبر أحد أكثر الأنواع الضارة والسامة"، موضحاً أن التكاثر الكثيف لقناديل البحر أمر طبيعي بين تموز وآب وقد تختلف أعدادها أو كثافتها من سنة إلى أخرى حسب اتجاه التيارات وحركة الموج والرياح المسيطرة وعوامل التغير المناخي، خصوصاً ارتفاع الحرارة.

وأكد أن الأسماك المحلية التي يتم اصطيادها بعيداً عن مصبات الصرف الصحي أو الصناعي هي سليمة، غير ملوثة وصالحة للاستهلاك بأمان، من ناحية تركيزات المعادن الثقيلة (كادميوم، رصاص، وزئبق).

وكشف التقرير أن "تحاليل المعادن الثقيلة (فناديوم، رصاص، نحاس وكادميوم) في رسوبيات البحر على طول الساحل اللبناني أظهرت معدلات تركيز منخفضة تقل عن النسب المقبولة عالمياً، باستثناء رسوبيات منطقة الدورة البحرية التي أظهرت مستويات مرتفعة جداً من الكاديوم والرصاص. بينما أظهرت رسوبيات منطقتي شـمال صور وعكار معدلات مرتفعة من الرصاص فقط".

من ناحيتها، شددت الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية تمارا الزين، خلال حفل إطلاق التقرير السنوي الثامن والثلاثين حول "الواقع البيئي للشاطئ اللبناني"، على أن هدف المجلس الأول هو تقديم رصد علمي موثوق، يتيح للحكومة والسلطات المعنية وفي طليعتها الوزارات والبلديات، وضع سياسات عامة ناجعة ومستدامة لا ترقيعية وموقتة. وأشارت إلى أن "فريق المجلس سيباشر العمل على تحويل هذه النتائج إلى منصة رقمية تفاعلية، تتيح الوصول السريع لكل المعطيات. ويطمح، إذا ما توافرت الإمكانات المادية والبشرية، لرصد أكبر عدد ممكن من النقاط كي تكون نتائجنا أكثر شمولية وتغطية".

المدن

   

اخر الاخبار