بعد دخول موكب الخرّيجين يتقدمهم معاونة المدير السيدة نهى حيدر والناظر الأستاذ سهيل منصور وعدد من معلميهم، استهلّت المناسبة بالنشيد الوطني اللبناني بعدَها رحّب عريف الحفل الدّكتور داود مهنّا بالحضور مهنّئاً التلاميذ على ما أنجزوه، ومن ثم ألقى مدير المدرسة الأستاذ محمد كفل كلمةً توجّه فيها إلى التلاميذ المقبلين على مرحلة جديدة في حياتهم قائلاً:

” موعدُنا اليومَ ككلِّ عامٍ مَعَ الفرَحِ الآتي من شبابيكِ الأحلامِ، موعدُنا مَعَ الميناءِ التي رستْ فيها نجومٌ وذابَتْ لأجلِها شموعٌ.” 

وتوجّه إلى رئيس المدرسة الأُستاذ قسم كفل قائلاً: عَهْدُنا لكَ، سُمِّرَتْ حُروفُهُ بِقِيَمِ المحبَّةِ والعطاءِ كما الأمسِ، نُعاهِدُكَ على أن نعملَ بما أُوتينا من قوَّةٍ وعزمٍ، وأنْ نبذُلَ كُلَّ الطاقاتِ في سبيلِ بقاءِ رِفْعَةِ هذه المؤسَّسةِ، ستبقى لنا وصاياك البوصلةَ التي نهتدي بها ادامكَ اللهُ لنا دَعْماً وَعَوْناً لخدمةِ الأجيالِ”

وإلى لجنة الأهل في المدرسة قائلاً: نُعاهدُكُمْ أن تَبْقَى ليسه حناويه في بيوتِكم، بيتاً وحِضْناً للجميعِ، مهما عَصَفَتْ بنا المِحَنُ والصِّعابُ

وإلى الخريجين قائلاً: " أحبائي الخريجينَ أنتم فخرُنا وعزُّنا، أنتمُ مرايا الضَّوءِ المنبثقِ من حروفِ أَسمائِكم، تذكَّروا أنَّ الكلمةَ هي زَرْعُكُمْ، فمن طابَتْ كلماتُهُ صَلُحَ زرعُهُ، وَإنْ خَبُثَتْ يبِسَ زرعُه، فعليكم أنْ تختاروا.

آمنوا بِقُدُراتِكم الدفينةِ، حافظوا على أصدقائَكم، فهم نعمةٌ من نِعَمِ الحياةِ، ومن فرَّطَ بِهمْ فكأنهُ فرَّطَ بهبةٍ من هباتِ الرحمن كونوا أوفياءَ للوطنِ وللأرضِ، دمتم على المحبَّةِ والتّسامُحِ، أبناءً صالحينَ لأهلِكم وَوَطَنِكُمْ."

وإلى الحضور ، قائلاً: “في نهاية كلِّ عام دراسِيِّ، نُوَدِّعُ عاماً ونستقبلُ آخَرَ، نودِّعُ سنواتٍ عجافاً مَرَّتْ، ونستقبلَ أخرى، ندفعُ فيها ثَمَنَ أخطاءِ الماضي، أخطاءً رُبَّما ارتكَبَها آخرونِ، شركاءُ لنا في الوطنِ، هي سنواتٌ عِجافٌ، أثقلَتْ كاهِلَنا، جفَّفتْ موارِدَنا، أَهدرَتْ طاقاتِنا، هَجَّرَتْ مُبدعينا، لكنَّها لم تقتُلِ الأملَ فينا، لم تقضِ على طموحاتِنا، لم ولن تنالَ من أحلامنا لأن إيمانَنا بوطنِنا نابعٌ مِنْ إيمانِنا باللهِ والحياةِ، لِنبقَ متَّحِدينَ، متعاونينَ، لِنُدافعْ عن لبنانَ وطنِنا الحبيبِ بالقلمِ في وَجْهِ الجهلِ والتعصُّبِ والفسادِ بالمحبَّةِ والتَّعاونِ والتعاضُدِ في وجهِ البُغْضِ والمحسوبيَّةِ، تيقنوا أنَّ لبنانَ سيقومُ ,وسيبقى أرضًاً طاهرةً شعبًا ومقاومةً وجيشًا لا تهزمُهُ المحنُ، ستبقى ليسه حناويه شمسَ علمٍ لا تَغيبُ"...

بعد ذلك كرّم رئيس المدرسة الأستاذ سهيل منصور لبلوغه سنّ التقاعد، كما كرّم الأستاذ الياس حداد على جهوده وعطائه والذي اختار مغادرة المدرسة للسفر إلى خارج البلاد، وتمنى لهما دوام التوفيق والصحة.

ثمّ ألقت التلميذة آية حسين كفل كلمة الخرّيجين توجّهت فيها بالشكر لأولياء الأمور على تعبهم وسهرهم، وللمعلمين وإدارة المدرسة على تفانيهم وعملهم الدؤوب طيلة العام الدراسي وتمنت لزملائها دوام النجاح والتقدّم وخاصةً أنه سيتفرّق الأحبة كلُّ حسب توجّهاته واختصاصه..

كما ألقى التلميذ معين عدنان عامر كلمة مؤثّرة عبر فيها عن شريط الحياة الذي مرَّ منذ دخوله المدرسة في قسم الروضات وصولاً إلى لحظة تخرّجه منها، مع كلّ ما رافقه من ذكريات مع أصدقاءهِ وزملاءهِ الذين ربطتهم علاقة الأخوّة مدى الحياة، مستذكراً علاقتهم الوطيدة بالأساتذة والمعلمات وناظري الأقسام على اختلافهم..

وقد كرّم مدير المدرسة الأستاذ محمد كفل التلاميذ الذين تفوقوا في المدرسة وبدرجة ممتاز خلال المرحلة الثانوية: المرتبة الأولى- لمى إبراهيم أبو خليل (والتي نالت المرتبة السادسة في الجنوب والتاسعة في لبنان في الامتحانات الرسمية)، آية حسين كفل (نالت درجة ممتاز في الامتحانات الرسمية)، وعلي يوسف مديحلي (نال درجة ممتاز في الامتحانات الرسمية).

الحفل الذي انطلق في تمام الساعة السابعة عصراً احتضن الذكريات الجميلة والآمال بمستقبلٍ واعدٍ في وطنٍ يحلمون ببنائه بسواعدهم وطموحاتِهم، اختُتِم وسط فرحِهِم ودموع فرحِهم وفرح أولياء أمورهم وأساتذتهم بعد اخذ الصور التذكارية وتوزيع الشهادات على التلاميذ وأختتم اللقاء بحفل كوكتيل على شرف التلاميذ وذويهم.

وقد أحرز التلاميذ النتائج الآتية في الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة للعام الدراسي 2021-2022

عدد الدرجات: 54 درجة :     ممتاز: 16 تلاميذاً        جيدجداً: 24 تلميذاً             جيد: 14 تلميذاً 

مباركٌ لهم ولنا ولِكلّ الناجحين في وطننا الحبيب لبنان

كلّ عام وأنتم بخير