6 أساليب للتخلص من الألم... استخدم عقلك!
لذلك يتجه العالم للعودة إلى الطبيعة والطرق التقليدية لتخفيف الألم التي أثبتت فعالية كبيرة في تسكينه، إذ أظهرت الدراسات أن للعقل البشري العديد من الطرق لخداع الألم والتغلب عليه وعلى ما يطلق عليها ذاكرة الألم، وهي الذكريات التي يخزنها العقل في أوقات الألم الشديد أو المزمن.
التنفس العميق
دون أن نشعر نجد أنفسنا نتنفس بعمق أثناء الألم كأن التنفس العميق سيعمل على طرد الألم، لذلك أصبحت تقنية التنفس العميق متداولة مؤخرا في العديد من المجالات العلاجية والتأملية بعد أن أثبتت فاعليتها، لذا هي أول التقنيات التي يجب تعلمها للسيطرة على الألم، لأنها وسيلة سهلة وغير مكلفة للاسترخاء ويمكن تنفيذها في أي مكان ولا تستغرق سوى بضع دقائق.
يسمى هذا التنفس أيضا التنفس عن طريق البطن، وهو يعمل على تخفيف الألم وإرخاء العضلات المتوترة.
يفضل أن يكون التنفس العميق في مكان هادئ ومريح، مع اختيار الوضع المناسب للشخص سواء الجلوس أو الاستلقاء، إذا كنت جالسا يفضل الحفاظ على استقامة الظهر وفرد الساقين، ثم إغلاق العينين ووضع إحدى اليدين أسفل الضلوع مباشرة واليد الأخرى على صدرك، ثم البدء في التنفس المنتظم الهادئ.
يمكن استخدام طريقة أخرى، وهي 3 عدّات في كل مرحلة، 3 عدات (ثوان) للشهيق، و3 عدات لكتم النفس، و3 عدات للزفير. تساعد هذه الطريقة على التركيز مع عملية العد وإبعاد العقل عن التفكير في الألم.
خذ نفسا عميقا وبطيئا من خلال الأنف، وراقب حركة بطنك وهي ترتفع وتنخفض تحت يدك. بعد ذلك، احبس أنفاسك لثانية أو اثنتين، ثم أخرج الزفير ببطء من خلال الفم، واستمر في مراقبة ارتفاع وانخفاض بطنك تحت راحة يدك للتأكد من أن الهواء يصل إلى بطنك.
مع تكرار حركة التنفس المنتظم أكثر من مرة، يصل الشخص إلى إيقاع هادئ يشعر به في جسده ويشعر معه بتراجع الألم وتخفيف التوتر المصاحب له.
الموسيقى
تمثل الموسيقى إحدى المتع التي تطلق مادة الدوبامين التي تُشعر الإنسان بالمتعة مثلها مثل متعة تناول الطعام أو الاستمتاع بشيء ما، لذلك ترتبط الموسيقى ارتباطا وثيقا بمحفزات تخفيف الألم، مما يجعل الاستماع إلى الموسيقى المتناغمة أحد طرق تخفيف الألم.
عامل آخر يعزز قدرة الموسيقى على تخفيف الألم نابع من قدرتها على تشتيت الانتباه بعيدا عن الألم، خاصة مع الأشخاص الذين يشعرون بالقلق المستمر، لأن الموسيقى تساعد في تقليل التوتر وخفض ضغط الدم المرتفع وتخفيف توتر العضلات.
اليقظة
تعتمد تقنية اليقظة على الانغماس بكامل الوعي في نشاط معين، يمكن لكل شخص اختيار النشاط الذي يفضله بشرط أن يكون الذهن حاضرا بالكامل ومدركا لمكان وجود الشخص وما يفعله، محاولا الانفصال عما يشوش عليه في المحيط.
تعود بنا اليقظة إلى هنا والآن، وأهم ما يميز تلك التقنية أنها صفة يمتلكها الإنسان بالفعل، لكن عليه فقط تعلم كيفية الوصول إليها.
يمكن ممارسة تمارين اليقظة مباشرة بعد تمارين التنفس، ولا تقتصر اليقظة على التمارين والتقنيات الذهنية فقط، بل تمتد لأي نشاط نمارسه وننغمس فيه بالكامل مثل القراءة أو الرسم أو تناول الطعام، إذ نتعلم من خلال اليقظة أن نستعمل حواسنا لإدراك العالم من حولنا، سواء الملامس أو الروائح أو الأطعمة أو الألوان حتى نبتعد عن مشاعر الألم تدريجيا ولا نركز أفكارنا عليه.
التفكير الإيجابي
عندما نكون مرضى نميل غالبا إلى التركيز على ما لا يمكننا القيام به، لذلك يفضل إعادة تدريب الذهن على التركيز على ما يمكننا فعله حتى لا نغرق بالكامل في عالم من التوقعات السلبية عن الذات.
تتطلب هذه التقنيات الممارسة المستمرة لتصبح فعالة، ولا يمكن فصلها عن التقنيات السابقة (التنفس العميق واليقظة)، لأن هذه الإستراتيجيات تشترك معا في محاولة استخدام العقل لتوجيه الجسد والسيطرة على الألم. ومع الممارسة المستمرة ستزداد قدرة الشخص على تحمل الألم، ويتطلب الأمر طاقة ومجهودا أقل لتخفيف مزيد من الألم.
ad
الرسم والتلوين
يساعد الرسم والتلوين على تقليل إدراك الألم عن طريق إبعاد الذهن عن المنبه المؤلم، ليس مجرد إلهاء عن الألم، لكنها طريقة لتعلم الاسترخاء وتغيير الحالة المزاجية بحيث لا يتحكم فيها الألم.
لسنا بحاجة لأن نكون فنانين ممارسين للفن، كما أننا لسنا بحاجة إلى أدوات فنية باهظة التكلفة، لكن يكفي بعض الأوراق البيضاء والألوان البسيطة سواء الأقلام الملونة أو الألوان المائية، والتركيز على محاولة تمثيل الألم على الأوراق، أو حتى التلوين في كتب التلوين الخاصة بالكبار، والتركيز على الدرجات اللونية المختلفة على الأوراق لتجاوز مشاعر الألم والتخلص منها.
"الجزيرة"