لقاء فكري حواري تحت عنوان ' الامام الصدر باعث نهضة عابرة للطوائف' في النبطية
المصدر : سامر وهبي
المصدر : سامر وهبي
تاريخ النشر : 05-09-2022
إحياء للذكرى الرابعة والاربعين لإختطاف السيد موسى الصدر ورفيقيه نظم " مركز حوار الاديان في لبنان" لقاءا فكريا حواريا تحت عنوان " الامام الصدر باعث نهضة عابرة للطوائف" وذلك في قاعة مركز كامل يوسف جابر في مدينة النبطية بحضور مدير مكتب الرئيس نبيه بري النائب هاني قبيسي ، المسؤول الاعلامي المركزي في حزب الله محمد عفيف، المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان السيد كميل باقر، رئيس اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، رئيس المركز المريمي في لبنان والعضو المؤسس في الهيئة الحبرية العالمية الاسلامية المسيحية في الفاتيكان الاب وسام ابو ناصر، رئيس مركز حوار الاديان والثقافات في لبنان السيد الدكتور علي السيد قاسم، المستشار الاعلامي في مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز في لبنان الشيخ عامر زين الدين ،عضو المكتب السياسي لحركة امل الدكتورة شاهناز ملاح، المسؤول التربوي في حركة امل في الجنوب الدكنور عباس مغربل، رئيس جمعية وعد عكار الاجتماعية في لبنان الدكتور احمد عكاري، مدير مركز كامل يوسف جابر الثقافي المحامي جهاد جابر، وشخصيات وفاعليات.


بعد آيات بينات من القران الكريم للمقرىء محمد محيدلي، وترانيم من الانجيل المقدس للاب الياس ابراهيم، ثم النشيد الوطني افتتاحا، وكلمة ترحيب وتعريف من للاستاذ ماهر شعيب ، ألقى رئيس مركز حوار الاديان والثقافات في لبنان السيد الدكتور علي السيد قاسم كلمة قال فيها: في كلام لامام الوطن القائد السيد موسى الصدر قاله في كنيسة الكبوشية:
أن الاديان عندنا كانت واحدة، لان المبدأ الذي هو الله واحد والهدف الذي هو الانسان واحد. وعندما نسينا الهدف وابتعدنا عن خدمة الانسان، نبذنا الله وابتعد عنا فاصبحنا فرقا وطرائق قددا، والقى بأسنا بيننا فاختلفنا ووزعنا الكون الواحد، وخدمنا المصالح الخاصة، وعبدنا آلهة من دون الله، وسحقنا الانسان فتمزق".
وقال: عنوان لقائنا {الامام الصدر باعث نهضة عابرة للطوائف}
هناك أربعة ثوابت في وثيقة الامام الصدر الحوارية شكلت جوهر الرسالة الجامعة بين الإسلام والمسيحية وهي :
1- الايمان المشترك المسيحي الاسلامي بالله الواحد. ولو تعددت التعبيرات عن الله، فالله واحد لا يحده تعبير واحد.
2- الدين واحد، ولو تعددت الديانات فنجده يتحدث عن ديانتين عالميتين تحملان رسالتين ويصل الى القول بـ"دين الله الحق".
3 - ان الديانتين المسيحية والاسلامية جُعلتا لخدمة الانسان وصون كرامته وحقه في الحياة الفضلى والسلام والمحبة والوئام، وجعلتا أيضً لاعمار الارض والنهوض بها.
4- تدعو كل من الديانتين الى قيم روحية ومبادىء خلقية مشتركة، وتدعوان الى التقارب بين المسلمين والمسيحيين والافادة المتبادلة من العبر على مبدأ القيم.
من هنا عندما نشير إلى التعددية الثقافية والفكرية التي استطاع الامام الصدر أن يبعث من خلالها نهضةً عابرة للطوائف يأتي ذلك من خلال التركيز على الحوار بين أتباع الأديان وهو المصطلح الذي يشير إلى التفاعل التعاوني البنَّاء والإيجابي بين الأفراد من مختلف المعتقدات والتقاليد الدينية وغيرها من التوجهات الروحية والأفكار الإنسانية على مستوى الفرد وكذلك المؤسسات والهيئات الدينية.
وقال: عبارة ((الحوار بين الأديان)) تشمل معنى صحيحاً ومعنى باطلاً يحتاج كل منهما إلى بيان وتوضيح, وقبل البدء ببيان المنهج الصحيح في الحوار بيـن الأديـان, أودُّ الإشارة إلى أن "الحوار بين الأديان" - بالمنهج الصحيح - مطلبٌ ملحٌ لتوضيح الصورة الصحيحة لعقائد الإسلام والمسيحية وآدابهما وأحكامهما, وهو وسيلة من وسائل دعوة أهل الأديان عموماً, وأهل الكتب السماوية لرسالاتهم بشكل خاص .
ولهذا قام بالحوار بين الأديان الأنبياء الكرام في حواراتهم الكثيرة مع أقوامهم بطرق مختلفة وأساليب متعددة..
اضاف: على ضوء التعددية الثقافية وفي ظل الانقسامات الحادة في عالمنا العربي والإسلامي انطلقنا في مركز حوار الأديان والثقافات في لبنان من خلال عدة عناوين :
1_ إنشاء مركز متخصص في الحوار بين الأديان والثقافات حيث مهمته ما يلي :
أ_ إختيار مجموعة من الباحثين لكتابة المقالات والأبحاث العلمية التي تعالج هذه القضايا الفكرية وتثبت القيم المشتركة بين الاسلام والمسيحية وتعمل على الرد عن الشبهات المعاصرة .
ب_ عقد المؤتمرات والندوات الفكرية المتخصصة في حوار الأديان والمذاهب المتعددة في لبنان وخارجه .
ج_ تعزيز اللقاءات الإسلامية - الإسلامية ، والإسلامية -المسيحية على مبدأ "الطوائف نعمة والطائفية نقمة" والتي تؤسس لمنهج التواصل الممنهج وفقًا للأطر التي تزيل نقمة المذهبية والطائفية وتعزز قيمة الطوائف المتعددة، وذلك إنطلاقًا من تعبير قوله تعالى:
《إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ》
_ العمل على توحيد المكتبة الإسلامية المسيحية وإعتماد النصوص المحققة مع الإشارة إلى أننا نعيش في عالم رقمي حيث تَدفُق المعلومة الجاهلة أو الخبيثة غيرُ محدود ولا يسعنا التصدي بالحَجب أو بالمنع بل بتنمية الحس النقدي عند المتلقي كي يميز الخبيثَ من الطيب.
_ طرح المواضيع الخلافية على طاولة النقاش الهادئ بين المتخصصين من رجال الفكر والدين وإعتماد توصيل الوجوه الفكرية والدينية الهادئة والمتزنة في طرح الإختلافات بين المذاهب مع إبداء الإحترام للجميع .
_ إمكانية الإسقاط التاريخي على المواضيع الجامعة مثلًا (يزيد الطاغية على الكيان الإسرائيلي _ معسكر الإمام الحسين "ع" وكل من التحق به على المقاومين الفلسطنيين)
_ عدم تحميل اي طائفة أو مذهب مسؤولية السابقين وقبول الإختلاف على أساس الغِنى المعرفي .
_ تقديم الخطاب الحداثوي الذي يبين الموقف الإسلامي والمسيحي من المستجدات العلمية ( حقوق الإنسان - الحرية - الديموقراطية - الهندسة الجينية)
_ تهذيب الخطاب الإسلامي والمسيحي من الشوائب الطائفية من خلال كشف ملابسات زيف بعض رجال الدين المأجورين ووعاظ السلاطين وتقديم خطاب إعلامي إسلامي مسيحي موجه ومنظم وموحد بما يواجه التحديات ويملأ الفراغ .
أخيرًا لن ننسى فلسطين القضية المركزية التي هي بحاجة ماسة لوحدة الأمة ولكن السؤال الذي يطرح كيف تتحقق الوحدة الإسلامية والمسيحية من أجل فلسطين في ظل الإنقسام العربي الذي نعيش ؟
تتحقق الوحدة من خلال تعميق الدراسات الجامعة في الحياة المجتمعية والسياسية وتثبيت معالم محور المقاومة .
والعمل على حمايتها من خلال نبذ الفكر التكفيري ونشر التوعية حول الإسلام الحقيقي وتقبل الاختلافات في العادات المجتمعية وتحول العلاقات السياسية من الهدف الاقصائي والهيمنة المذهبية الى استراتيجية التعاون مع صون القوى،وضرورة مد اليد صوب المسلمين وغير المسلمين من غير العرب لا سيما في أفريقيا واسيا ودول أوروبية ،والعمل على شد أواصر تحالفات محور المقاومة مع الفرقاء المسلمين وغير المسلمين..
وقال: إن المسجد الأقصى لن يتم تحريره منفردا فالقدس وبيت لحم وكنيسة القيامة أيضا بوصلة تحريره موجودة لدى المسلمين والمسيحيين.والمحور المقاوم كما في العراق وسوريا حافظ على المقدسات السنية والشيعية والمسيحية كذلك هو في فلسطين لذلك نتقدم بالإقتراح التالي على مستوى التسمية بإطلاق عنوان يوحد الجهود الفكرية ويكرس الايجابية ويُنظم المُختلف وهو :
{الوحدة الإسلامية المسيحية المُستدامة ما قبل وما بعد تحرير المسجد الأقصى}.
ختامًا نعود إلى الإنسان المعذَّب في لبنان لكي ننجو من عذاب الله. نلتقي على الإنسان المستضعف المسحوق والممزق لكي نلتقي في كل شيء، حيث نلتقي في الله تكون الأديان واحدة.
يشهد التاريخ للبنان، بلد اللقاء، بلد الإنسان، وطن المضطهدين ومأمن الخائفين. وفي هذه الأجواء العصيبة التي يمر بها بلدنا ، نتمكن من أن نستمع إلى النداءات الأصيلة السماوية .
ها هو السيد المسيح في محبته الغاضبة يصرخ:
“لا! لا يجتمع حب الله مع كره الإنسان”
فيدوّي صوته في الضمائر، فيرتفع صوت آخر لصاحب الأمر والزمان بلسان جده نبي الرحمة
“ما آمن بالله واليوم الآخر من بات شبعانًا وجاره جائع”.
ويتفاعل الصوتان عبر الزمن، فإذا بالصدى يرتفع على لسان الحبر الأعظم
فيقول: “إن المسيح والفقير شخص واحد”.
وفي رسالته الشهيرة “ يغضب لكرامة الإنسان، ويقول كالمسيح في الهيكل: “عظيمة كانت التجربة بأن تدفع بالعنف مثل تلك المُذِلات للكرامة الإنسانية”.
ويقول: “أحطّ إنسانية هي الأنظمة الغاشمة، تنجم عن استغلال حق الملك والسلطان، عن امتصاص حقوق العمال وجور المعاهدات”.
هل يختلف هذا الصوت عما ورد في الأثر الإسلامي الثابت عند الهدف: “أنا الله عند المنكسرة قلوبهم. أنا كنت عند المريض عندما عدته، وعند الفقير عندما ساعدته، ومع المحتاج عندما سعيت لقضاء حاجته”.
أرادنا الله أن نكون دعاة سلام واعين لمسؤولياتنا لا أن نعبد أنانياتنا وأهواءنا ومصالحنا لا نعبد صنميات الجهل والمال والشخصانيات
نحن نعتبر أن أول خطوات السلام تبدأ بإستئصال الشر التكفيري والصهيوني والعمل على تهدئة الخطاب الديني وتأصيله واحترام الآخر والإبتعاد عن صب الزيت المذهبي والطائفي..
وندعو الله أن نعيش الأمن والأمان في لبنان وأن يلهم الساسة القدرة على تشكيل حكومة تحترم كل مكونات الشعب اللبناني وتعالج الأزمات المتعددة من أجل الجميع ونسأل الله أن يلهم العراق الحبيب وسوريا الصمود واليمن الجريح وسائر الأوطان التي تقف في وجه الإستكبار العالمي القدرة على معالجة إشكالياتهم والتصدي للأعداء المتربصيين بالبلاد والعباد.

قبيسي
ثم ألقى النائب هاني قبيسي كلمة قال فيها: لقاء مبارك في مدينة المقاومة والتحرير في جنوب العزة والكرامة نجتمع لنقاش امرا في غاية الاهمية لقائد مؤسس باعث لثورة ومطلق لمقاومة اوصلتنا الى العزة والكرامة والانتصار الامام القائد سماحة السيد موسى الصدر الذي بحث في مشاكلنا ونادى لمعالجتها اكانت على المستوى الداخلي او على المستوى الخارجي في زمن تخلى فيه الكثيرون عن القضية الاقدس قضية فلسطين وحدد الامام العدو الخارجي للبنان بإسرائيل ووصفها بأنها الشر المطلق الذي لا نهاية له
وقال: والخطاب العام اليوم هو العدالة الالهية والايمان سائرين بها لان بعض المتقوقعين الذين لا يتحدثون الا بلغة طائفية لانصل من خلالها الا للتفرقة والتشرذم والابتعاد عن هذه اللغة ومساعدة الناس والنظر في شؤونهم وشجونهم هو يؤدي الى النصر والعزة والكرامة وهكذا انطلق الامام الصدر بكسر قيود التقوقع وحطم جدرانها محددا المخاطر التي تحيط بنا ليدلنا على طريق النصر والتحرير نعم الطائفية كما قال الامام هي الخطر الاول على وحدتنا وقيامة بلدنا واذا اردنا ان ننتصر في لبنان علينا ان نتوحد وعلينا أن نبني وطن العدالة والمساواة الذي لا يميز بين الاديان ولا الطوائف ولا المذاهب فينتج قضية وطنية نؤمن بها جميعا وكما قال الامام إن افضل وجوه الحرب مع اسرائيل هي الوحدة الوطنية الداخلية وللاسف في بلدنا قلة ممن يبحثون عن الوحدة بل اغلبهم يبحثون عن الفرقة والاختلاف والتقوقع والبعض ينادي بالتقسيم والشرذمة في بلد صغير تحيط به المؤامرات من كل حدب وصوب وحدد الايمان بتأسيس حركة لخدمة المؤمنين لاي طائفة انتموا مخاطبا الانسان بالمؤمن لاي ديانة انتمى هذا هو امامنا وامام الوطن وهذا ما تركه لنا سماحته وما احونا في بلدنا الى فكر الامام والى انسانيته التي تعالج هموم الانسان بقضية واحدة هي العدالة التي تحقق الانتصار للرسالات السموية وتهزم الصهيونية وتحمي الوطن والمواطن من كل المخاطر التي تواجهه على جميع المستويات وفي كل الاتجاهات

باقر
وألقى المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان السيد كميل باقر كلمة قال فيها:
کثیراً ما تحدّث الخطباء ومحبّوا الإمام موسی الصدر طوال کلّ هذه السنوات حول عطوفته ورحمته ومحبّته للإنسان، وقیمة الإنسان في فکره ورؤیته وسلوکه وتصرّفاته. کان یقول «اجتمعنا من أجل الإنسان»، وکان یعمل ویشتغل من أجل الإنسان وحرّیة الإنسان وکرامة الإنسان. ولذلك، الکلّ یعرفه أنّه رجل الحوار واللقاء والتعایش والدعوة إلی کلمة سواء والتجنّب عن الخلافات والنزاعات والتعصبات القومیة والطائفیة الجاهلیة. وهذا هو الإنسان الإنسان، والإنسان الشریف، والإنسان المؤمن.
لکن قلّما تطرّقوا إلی البعد الثوريّ الحرکيّ في الإمام، وهو البعد الذي کان یدفعه دائماً للدفاع عن الإنسان. الإمام موسی الصدر في الحقیقة کان الإنسان الثائر من أجل الإنسان. وإلا فهناك کثیر من أدعیاء حقوق الإنسان الذین لم ولن یُحرّکوا ساکناً من أجل الدفاع عن الإنسان. الإنسان الثوري المجاهد هو المدافع الحقیقي عن الإنسان والإنسانیة، وهو المناضل المخلص الصافي الذي مستعدّ لبذل حیاته في سبیل الدفاع عن حرّیة الإنسان وکرامة الإنسان.
وقال: إنسانیة الإنسان مرهونة لثوریته، فکلّما یکون الإنسان ثوريّاً أکثر سیکون إنساناً أکثر، ویکون محبّاً للإنسانیة أکثر، ویکون مستعدّاً للتضحیة من أجل الإنسانیة أکثر وأکثر، والعکس صحیح. کلّما یکون الإنسان عاشقاً أکثر یصبح ثوریّاً أکثر. لأنّه لا یتحمّل الظلم ومعاناة الناس، ولا یرضی بأن یعیش الإنسان دون کرامته وحرّیته، فیغضَب وینهَض ویهتِف ویتحرّك ویثور، ویصبر ویناضل ویقاوم ویجاهد لیعیش الإنسان کما أراد الله أن یعیشَ حرّاً سیّداً مکرّماً.

اضاف: الإمام موسی الصدر الذي عرفته لیس إمام الحوار والتعایش والتهدئة فحسب، وإنما هو إمام الثورة والغضب أیضاً. هو مصداقٌ بارزٌ للآية الکریمة: «محمّد رسول الله والذین معه أشداء علی الکفار رحماء بینهم». لا یخدم الإمام من یحاول أن یُخفيَ من صورته بعدَها الثوري ویقدّم صورة ناقصة منه. جاذبیة صورة الإمام موسی الصدر وجمالیتها تکمن في أنّها تشتمل علی کلا البعدین بشکل متوازن ومدروس. کلّ إنسان بفطرته وجِبِلّته وطبیعته یحبّ هذه الصورة التي تشتمل علی هذين الجانبين وهذين البعدين الأساسیّين: الرحمة والشدة. العاطفة والغلظة. اللیونة والقوّة. الحوار والثورة.

وقال: بالأساس، في عالم یسوده الظلم والفساد، فعلاً لا یمکن الدفاع عن الإنسان إلا باستخدام القوّة. الاستکبار العالمي والشیطان الأکبر الذي یحرم الشعوب عن حقوقها وینهب ثرواتِها ویقتل أطفالَها لا یفهم الیوم لغةً إلا لغةَ القوة والمقاومة. والإمام موسی الصدر کان مؤمناً بهذا المبدأ، ومن منطلق هذا الإیمان وهذه العقیدة قام بتأسیس حرکة المحرومین وأفواج المقاومة اللبنانیة لکي یستعید حقوق شعبه بقوّة المقاومة. ولم يبق ولم يقتصر الإمام في ثوريته على نطاق لبنان فحسب، بل قام بإيجاد علاقة عميقة مع قائد الثورة الإسلامية في إيران سماحة الإمام روح الله الموسوي الخميني وكوادر الثورة في إيران.

وقال: والیوم نحن المجتمعون هنا في ذکری تغییبه، نجدّد العهد والوعد معه أننا سنبقی في هذا الدرب، وسنستمرّ في هذا الطریق، ولن نتخلّی عن الثورة والمقاومة من أجل الإنسان.

وألقى رئيس اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود استهلها بالحديث عن اعتصام العاملية الشهير الذي اقامه الامام الصدر منتصف السبيعينات ، وهو لو ان اللبنانيين انذاك مسلمين ومسيحيين فهموا فحوى هذا الاعتصام المستند على قوله تعلى " ولا تزر وازرة وزر اخرى"، ان اخطأ مسلح في حي الغوارنة او في تل الزعتر حينها فهذا لا يعني المدني في القاع او في عيناتا او في دير الاحمر ، اعتصام بث فكرة عظيمة وانا برأيي المتواضع وهذا قمة ما فعله الامام الصدر " لو ان اللبنانيين فهموه وحولوه الى عمل لانطفأت الحرب اللبنانية في مهدها انذاك ، ولو ان القادة المقاومة الفلسطينية فهموا قول الامام الصدر مخاطبا السيد ياسر عرفات في الاونيسكو " ان شرف القدس يأبى ان لا يتحرر الا على ايدي المؤمنين ، لكان الامر مختلفا تماما ولظلت المقاومة الفلسطينية تحمل رايتها الى اليوم، وهنا بعد اخر في وقتها كان من شبه المستحيل التحدث عن الامام الصدر في طغيان الفكر اليساري المادي في ذلك الوقت ولو ان اللبنانيين ايضا فهموا وعملوا على توحيد النظر اواخر ال1968 في ثانوية صيدا الرسمية للصبيان المسماة اليوم ثانوية مصطفى الزعتري ، دعوناه اليها انذاك وتحدث لنا عن مجموعة اعلامية اوروبية ، واظنها بلجيكة في ذاك الوقت ، استخدمت لتصور مآسي الجنوب ، تحدث عنها ثم قال ان هذه المجموعة قضت ليلة او ليلتين في جونيه اوفي مكان اخر وقالوا - اي البعثة- ان الفيلم الذي يصور مآسي الجنوب وقبا ان نأخذه الى اوروبا اعرضوه هنا ، لان الجمهور هنا لا يعي ماذا يحصل في الجنوب ، يجب ان تكون المعاملة واحدة .
وقال: ولو ان اللبنانيين او الدعاة و الاسلاميين فهموا ما قاله لنا الامام الصدر في مسجد العمري الكبير في صيدا في مولد النبوي الشريف وقد دعاه الشهيد معروف سعد دون التشاور مع الوقف السني ولا الشيعي ، كانوا غضبانين حينا كيف يتجاوزهم، وغص المسجد بحضور لم ارى مثله في ذلك الوقت، ومن جملة ما قال " ان الناس او المجتمع يريدون لنا ان نكون ديكورا - واشار حينها الى جدران المسجد- يريدون لنا كذلك ونحن لا نريد ان نكون تزيينا للمجتمع ، نريد ان نكون فاعلين
وقال: هذه الافكار وغيرها من الامام الصدر لو وضعت في مكان التنفيذ لتغيرت مسيرة لبنان دون اي مبالغة ، هذا رجل بحجم لبنان بل بحجم الامة يحمل افكارا تتجاوز الحدود الجغرافية والانتماء الطائفي والمذهبي وقد عبر عن ذلك فعلا لا قولا ويكفي ما سمعناه عنه في هذا المجال في كنيسة الكبوشية في بيروت.
وقال: هنا استحضر كلام الامام علي كرم الله وجهه وعليه السلام ورفع شأنه عندما قال لقوم يحبونه ويسيرون معه لكنهم خالف أمره فقال لا رأي لمن لا يطاع" ، لو اعطت سيدي الامام لكان لبنان شيئا اخر ولكان العرب شيئا اخر ولكان المسلمون شيئا اخر ، ولكانت امتنا شيئا اخر ، هذا لا يعيبك ابدا ويعيبنا ، وعزاؤنا ان المقاومة اليوم في لبنان وفي فلسطين تحمل روحك وافكارك وسموك وتعاليك عن الجراح وعن الخصومات وعن الفئويات والطائفيات والعصبيات على انواعها وان النصر بإذن الله على هذا الطريق ، قريب بإذن الله

ابو ناصر
ثم ألقى ئيس المركز المريمي في لبنان والعضو المؤسس في الهيئة الحبرية العالمية الاسلامية المسيحية في الفاتيكان الاب وسام ابو ناصر كلمة قال فيها: في خضم الاقتتال بين اللبنانيين عام 1975، حاور الاعلامي فؤاد الخرسا الامام موسى الصدر سائلا اياه عن مساعيه في سبيل تهدئة الأمور، وتحدث الامام عن لبنان أمانة الله والانسان والتاريخ، وعن لبنان التجربة الغنية لمستقبل الانسانية في التعايش الاسلامي المسيحي، وتوجه أخيرا الى الأخوة في الوطن الواحد ليكونوا أمناء عليه
الأمانة:
اسمحوا لي أن ألقي الضوء على على التوصيف الذي أعطاه سماحة الامام موسى الصدر للبنان، مخاطبا" خاصته وأبناء دينه ومعتقده، فقد قال أن لبنان هو أمانة في أعناقكم، وكلنا يعلم أن الأمانة أداء الحقوق والمحافظة عليها، وهي أحد اخلاق الاسلام وأساس من اسسه، وهي الفريضة العظيمة التي رفضت الجبال والسماوات والأرض حملها وحملها الانسان، ففي الاسلام أمر الله بأداء الأمانات، وما لقب النبي محمد بالصادق الأمين الا دليل على موقع وأهمية الأمانة في حياة كل مؤمن، وأسمح لنفسي القول أنه لا تكتمل مسيرة الايمان في حياة المؤمن الا باعتماد الأمانة بوصلة لأداء الفرائض واذا كانت الأمانة مدماك من مداميك الدين الاسلامي الصحيح، فالسيد المسيح نوه ودعا الى اعتماد الأمانة في اتباع تعاليمه، فقال في انجيل متى 25 لتلاميذه، "أيها العبد الصالح الأمين، كنت أمينا" على القليل فأقيمك على الكثير، أدخل الى فرح سيدك"، للدلالة على اهمية فضيلة الأمانة في عيش التعاليم
السماوية، ومدى خطورة التفريط بها
واضاف: سماحة الامام موسى الصدر، ذهب الى أبعد من الأمانة كفريضة دينية للحفاظ على لبنان، فأضاف الأمانة للانسان وللتاريخ، وهنا مكمن قوة الرسالة التي أراد سماحته ايصالها الى الجميع، فالأمانة للبنان اللون والمكون الديني الواحد لا معنى لوجوده، فقد دعا وبوضوح أن تشمل الأمانة الانسان كل الانسان اللبناني على اختلاف مشاربه ومذاهبه وأديانه، وتشديده على الأمانة للتاريخ يضيء بشكل كامل على حرصه على التعايش الاسلامي المسيحي كما كان في الماضي، وكما يجب أن يستمر في
المستقبل، فلبنان هو التجربة الغنية لمستقبل الانسانية في التعايش الاسلامي المسيحي كما قال سماحة الامام موسى الصدر،
ألزم المؤمنين بالحفاظ على لبنان وصيغته الفريدة في التاريخ والانسانية، فالمحافظة على لبنان هو فريضة وليس واجبا" أخلاقيا" ووطنيا" فحسب، والسعي الى حفظ التعايش الاسلامي المسيحي هو واجب ديني ليس أقل وهنا لا بد لي أن اقتطف من الكلمة التي وجهها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الى أبناء الكنيسة اللبنانية أثناء زيارته لبنان عام 1997 وخلال توقيعه (رجاء جديد للبنان) فقال : أسقطوا كل جدران الخوف والتفرقة فيما بينكم ومواطنيكم من غير المسيحيين، وعودوا لبناء وطن كان لأجدادكم حلما" ونموذجا"، وسيبقى للعالم أجمع كما اسميته وطن الرسالة،
وقال: أن يطلق قداسة البابا لقب وطن الرسالة على لبنان، تسمية لا تأتي من بعد بروتوكولي أو رسمي أو سياسي، بل تحمل في
طياتها البعد الروحي الرسولي النبوي، توجيه يدعو فيه قداسته الى نبذ التفرقة والتقسيم بل الى الوحدة في الاختلاف لما في هذه
الوحدة من غنى ومن اشعاع انساني وروحي وثقافي
وختم: وبالعودة الى ما تمناه سماحة الامام المغيب على اللبنانيين جميعا" في بداية الحرب الأهلية المقيتة، أن هذا الوطن أمانة في أعناقكم أرضا" وبشرا" وتاريخا"، وعلى مسافة زمنية من اثنين وعشرين عاما" على امانة الوطن الرسالة، التي حملها قداسته لأبناء الكنيسة،اسمحوا لي أن أسأل حضراتكم: الوطن الرسالة؟؟؟ ألا يحق لنا أن نسمي وباعتزاز، الامام موسى الصدر، امام الوطن والرسالة ، امام لبنان؟؟؟

زين الدين
وكانت كلمة المستشار الاعلامي في مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز في لبنان الشيخ عامر زين الدين قال فيها:
نجتمعُ اليومَ كإخوةٍ كلٌ يأتيَ من عقيدةٍ وموقعٍ، ايماناً بشخصيةِ الامامِ السيدِ موسى الصدر، وإحياءً لذكرى غيابٍ امتد لاربعةِ واربعينَ عاماً وكأن التاريخَ توقفَ مذ ذاك الحين، واستذكاراً لمواقفِ قادةٍ كبارَ جعلوا القلمَ يذرفُ حبرَ الحقيقةِ مهما كانت مرةً، ونَذوقُ الأمرّينَ: على الغيابِ من جهة، وعلى زمنِ العبثِ الاكبرْ بكلِ القيمِ والمبادئِ والبُنى والنُظمِ والايديولجياتِ والقوانينِ والدساتيرِ ومقوّماتِ وطنٍ لطالما بذلَ في سبيلهِ التضحياتِ ليكونَ نهائياً لكلِ ابنائهِ.
وقال: نأتي الى الجنوبِ الصامدِ من جبلٍ مؤسسٍ للكيانِ، هو النبضُ لوطنِ التنوّعِ والأخوّةِ والتسامحِ والعيشِ الواحدِ، نأتي من دربِ النضالِ المشتركِ مع قوافلِ المجاهدينَ، حيثُ الترابُ المجبول بعشقِ الشهادةِ، نأتي الى جبلِ عاملْ مصدرِ الاشعاعِ الى العالمِ، علماً ثقافةً وحضارة، نأتي الى ارضِ مقاومةٍ بوجهِ عدوٍ متربصٍ ، مقاومةُ شعبٍ وكما اراده ليس قبائلَِ ولا عشائرَ بل كوادرَ، ووروداً وشموعا.
انني اذ اتقدمُ من مركزِ حوارِ الاديانِ والثقافاتِ في لبنان رئاسةً واعضاءَ، بالشكرِ على اتاحةِ هذه الفرصةِ، لنستعيدَ معانيَ تلكَ الشخصيةِ الفذة التي لم تكن باعثةً للنهضةِ وعابرةً للطوائفِ فحسب، وانما قيادةً دينيةً كانت من صنّاعِ السلامِ الحقيقيينَ ممن عملوا على تحطّيمِ جدرانِ التفرقةِ فسَمتْ بهُم الانسانيةُ، وجعلوا من المسلمينَ والمسيحيينَ عائلةً واحدةً بمقتضى القولِ: "الحرياتُ الدينيةُ تاجُ الحريات.
وقال: لقد تماهى الامامُ المغيّبُ قدْراً واسعاً مع التاريخِ، لرسمِ ملامحِ المستقبلِ على أسسٍ رساليةٍ واضـحةٍ، فكانَ بحقٍ رسـولَ سـلامٍ وداعٍ للمحبةِ والوحدة والدور الجامع، وأجملَه قولاً: "ليس احداً يقدرَ ان يحددَ لـي دوري فهو من ﷲِ وتـاريخُ وطني وديني"، وما زيارتهَ كنيسةَ الآباءِ الكبوشيين الا خيرُ دليلٍ على تخطيهِ شتّى انواعِ الحواجزِ والمعوقاتِ بنيّةِ التقاربِ بلغةِ العقلِ والمنطقِ والكرامةِ، بما يحملُ من فكرٍ نيّرٍ متحررٍ في إطارٍ اسـلاميٍ بعيـدٍ عـن التزمـتِ والتعصبْ. وتلك كانت أبلغُ دلالةً من رجلِ دينٍ عالمٍ وقائدٍ سعى الى ترجمةِ قولِ اميرِ المؤمنينَ علي بن ابي طالب عليه السلام: الناسُ صنفانْ إما اخٌ لك في الدينِ او نظيرٌ لك في الخلقِ، إنسجاما مع القاعدةِ الذهبيةِ التي ارتكزتْ الى المحبةِ المسيحيةِ والرحمةِ الاسلاميةِ والأخوّةِ التوحيديةِ.

واضاف: أقولُ ذلك ونحنُ نتطلعُ الى دورِ رجالِ الدينِ اليومَ، المؤتمنينَ على جوهرِ ورسالةِ الاديانِ، ماذا تنتظرونَ بعدُ؟! قال صاحبُ الذكرى يوماً: متى ننتفضُ لإنسانيتِنا اولا؟! ها هو وطنُ النجومِ يموتُ، إنسانُه مستضعفٌ مسحوقٌ، وبعضُ الخطاباتِ والعظاتِ تؤججُ المشاعرَ والعصبياتْ، وردد بنبلٍ: ليس ثمةَ شعبٌ صغيرٌ او كبير، بل شعبٌ يريدُ الحياةَ، اذاً فلنتقِ الله في خلقهِ.
ختاماً: فلنهِدمْ جميعاً حواجزَ التقسيمِ والتفرقةِ لنبنيَ معا جسورَ المحبةِ، ونمارسُ المواطنةَ الحقّةْ، ولنصنعُ معاً قانوناً جديداً إسمه الموّدةْ، ودستورا لبناءِ الانسانيةِ.

توصيات
بعد ذلك تلا الشيخ زين الدين التوصيات التي اطلقها اللقاء وهي :
_ تعزيز اللقاءات الإسلامية - الإسلامية ، والإسلامية -المسيحية على مبدأ "الطوائف نعمة والطائفية نقمة" والتي تؤسس لمنهج التواصل الممنهج وفقًا للأطر التي تزيل نقمة المذهبية والطائفية وتعزز قيمة الطوائف المتعددة.
_ العمل على توحيد المكتبة الإسلامية المسيحية وإعتماد النصوص المحققة مع الإشارة إلى أننا نعيش في عالم رقمي حيث تَدفُق المعلومة الجاهلة أو الخبيثة غيرُ محدود ولا يسعنا التصدي بالحَجب أو بالمنع بل بتنمية الحس النقدي عند المتلقي كي يميز الخبيثَ من الطيب.
_ طرح المواضيع الخلافية على طاولة النقاش الهادئ بين المتخصصين من رجال الفكر والدين وإعتماد توصيل الوجوه الفكرية والدينية الهادئة والمتزنة في طرح الإختلافات بين المذاهب مع إبداء الإحترام للجميع .
_ إمكانية الإسقاط التاريخي على المواضيع الجامعة مثلًا (يزيد الطاغية على الكيان الإسرائيلي _ معسكر الإمام الحسين "ع" وكل من التحق به على المقاومين في المحور المقاوم ومنهم الفلسطنيين)
_ عدم تحميل اي طائفة أو مذهب مسؤولية السابقين وقبول الإختلاف على أساس الغِنى المعرفي .
_ تقديم الخطاب الحداثوي الذي يبين الموقف الإسلامي والمسيحي من المستجدات العلمية ( حقوق الإنسان - الحرية - الديموقراطية - الهندسة الجينية)
_ تهذيب الخطاب الإسلامي والمسيحي من الشوائب الطائفية من خلال كشف ملابسات زيف بعض رجال الدين المأجورين ووعاظ السلاطين وتقديم خطاب إعلامي إسلامي مسيحي موجه ومنظم وموحد بما يواجه التحديات ويملأ الفراغ .
إقتراح على مستوى التسمية بإطلاق عنوان يوحد الجهود الفكرية الحوارية ويكرس الايجابية ويُنظم المُختلف وهو :
{الوحدة الإسلامية المسيحية المُستدامة ما قبل وما بعد تحرير المسجد الأقصى

}.
بعد ذلك قدم رئيس جمعية وعد عكار الاجتماعية في لبنان الدكتور احمد عكاري دروعا تقديرية للخطباء .

   

اخر الاخبار