زوارق الموت... نتيجة تجارة الحظ والمغامرة والشيطان.... بقلم جعفر قرعوني
لو تأملنا فعلا وبواقعية في حقيقة دوافع هؤلاء الناس الذين، يقررون خوض مغامرة غير محسوبة، بل فيها خطر كبير الإحتمال، فهم يدركون أن أصحاب المراكب لاتهمهم أبدا حياة الزبائن، وأنهم قد افلتوا أنفسهم من أية مسؤولية. وحتى قبل مغادرة القارب يرون حمولته الغير آمنة وتجهيزاته المتهالكة. فلماذا يصرون على المغامرة والمخاطرة؟؟؟ !!!
لا شك أن هناك دافع نفسي يطغى على تفكيرهم.... ألا وهو نفس العامل الذي يدفع المقامرين أو المدمنين على شراء أوراق اليانصيب على الإستمرار !!!!
إنه نفس العامل الذي يدفع لاعبي القمار على عبادة الكازينو حتى نهاية ونفاد كل ما يملكون.....
إنه أمل الإمساك بالحظ!!
بدون فلسفة، يمكن أن نعرف أن الحظ والصدفة يلعبان دورا ما في تقرير مصائر الناس، ولكن الحظ والصدفة ليسا مستقلين عن تقدير الله عز وجل ولطفه وعقوباته.
قديما قال لي أحدهم "المؤمن لا يغامر". وفهمت يومها ما يعني، وأن هناك فرق بين الإقدام والمغامرة. وان الإقدام يكون عندما لا يكون هناك خيار، وعندما يكون خيار يجب أن نحسن الخيار.
اليوم وللأسف، يموت الكثيرون على طريق الطمع في كسب سريع والحلم في دخول جنة أوروبا فيقامرون بحياتهم وحياة عيالهم.
هذه ظاهرة خطرة وخطرها داهم لأن حوادث الغرق المتكررة لم تردع المغامرين ولم تنههم عن الوقوع في هذا الخطأ المميت.
يا ناس... يا بشر... المغامرة مقامرة وحرام ، وتجارة الحظ وحده هي تجارة الشيطان ومن أسلحته الفتاكة.
حظ النجاح يأتي لا محالة عندما يقترن بمقومات وقدرات يكتسبها الإنسان بعد تنمية قدراته التي تستدرج اهتمام الآخرين به فيضعونه في المكان الجيد.
علينا أن نعرف قدرنا كي لا نهلك.
طبعا، هناك مسؤولية المجتمع والحكومات الفاسدة خاصة في مجتمعاتنا، والتي جذرت الجهل والتخلف والفساد في بنية الإنسان ووضعته على درب الشيطان وسهلت له طريق الإنحراف والضلال. إضافة إلى الأنانية وفقدان الشهامة وترك عمل الخير والاهتمام بالفقراء والمعوزين.
أقول هذا وكلي ألم لما أراه من مآس تدمي القلب.
اللهم أفرغ علينا صبرا....
جعفرقرعوني