كلمة وجدانيّة بمناسبة الذّكرى السّنويّة لفقيد العلم والورع والتّقى والجهاد الشّيخ علي فيّاض فتوني ........... بقلم نجله محمّد.
من مدرسة سيّد الأنبياء والأئمّة المعصومين، مدرسة الدّفاع عن الحرّيّة والتّضحية والإباء، ونحن في ذكراهم دائمًا وفي كلّ عام، نستعيدُ ذكرى رحيل الأحبّة والأعزّة.
لذا نستعيد ذكراك يا والدي، ولروحك الطّاهرة أطيب وأسمى سلام وأعذب كلام، أيّها العالم الورع والشّيخ المتألّق بوعظكَ وأفكاركَ الرّوحانيّة، المجلّى في كلّ الميادين، المؤتمن في كلّ دار، وبعلاقاتكَ الرّبّانيّة، بولائكَ للرّسول الأعظم والأئمّة الأطهار (ع)، طوال حياتكَ روحًا وقلبًا خادمهم بمجالسكَ العاشورائيّة الحسينيّة الغزيرة بالعطاء، حاجًّا للبيت العتيق، طالبًا جنّات النعيم، مترجمًا وواعظًا ومرشدًا لإعلاء كلمة الحقّ، كلمة ربّ العالمين وآله الأطهار وصحبه المنتجبين أجمعين.
أيّها الأخوة والأحبّة الحسينيّون..
فقيد الورع والتّقى والدي فقيدكم، أحبّكم وأحببتموه، يفتخر ويعتزّ بوجودكم، لن ننسى مواعظه وإرشاداته; لن أتركَ مالًا ولا جاهًا،بل أترك إخوانًا مؤمنين ومخلصين نبلاء وأجلّاء من هذه البلدة العامليّة، ومن هذا الجبل العامليّ الأشمّ، من أرض المقاومة المجاهدة الغنيّة بالعلم والعلماء والأدباء والمثقّفين والكادحين في سبيل الله والوطن.
في ذكراكَ الأليمة يا والدي، أنعِم بكَ، وبتراثكَ المجيد الّذي تركتَه لنا وللأهل والأحبّة، أبناء البلدة وأبناء عاملة، وعلى مساحة الوطن كلّه.
إنّنا نفتخرُ ونعتزّ أيضًا، وفي ذكراكَ يا حبيبي وقرّة عيني، نحيا جميعًا ونكبرُ وتحيا العائلة في ظلّكَ وإرشاداتكَ وتوجيهاتكَ،عشتَ مرفوع الجبين والكرامة وعلى نهج الرّسول الأكرم والأئمّة الأطهار وصحبه النّجباء.
وأخيرًا وممّا قيل في رثائه:
طُوبى لتُربتِهِ، فاحتْ بحكمتِهِ
من روضةِ العِترةِ الأطهارِ والرُّسلِ
قرأْتُ "فاتحةَ" القُرآنِ مُبتهِلًا
يا ربِّ رُحماكَ بالشّيخِ الجليلِ "علي"
وسلامٌ عليكم ورحمته وبركاته، وأنتم القدوة لنا جميعًا.