الإثنين 13 أيار 2024 الموافق 05 ذو القعدة 1445
آخر الأخبار

المترفون والأعداء لن يسألوا عن الشعب.... نكون أو لا نكون.... بقلم جعفر قرعوني

ياصور
من دون أي شك، النفط اللبناني والغاز مصيره هو الكساد ولفترة لا يعلم مداها إلا الله...
لست من هواة التشاؤم ولا اتعاطى التهويل ولا الضحك على النفس.
كما أن الصورة واضحة وضوح الشمس. ليس هناك في الصورة ما يوحي بأي بصيص أمل في انفراج في وضع لبنان ومعاناة شعبه.
لبنان سقط منذ عقود سقوطا إقتصاديا مدمرا ولكنه لم يشعر به إلا منذ ثلاث سنوات، علما بأن بعض الأصوات كانت تحذر. وكل التحذيرات كانت تدفع المستفدين من السقوط للإسراع في اغتنام الفرص للاستحواذ على أكبر كمية من المال والأملاك اللا شرعية قبل أن يعلن الإفلاس فجأة.
واليوم، وبكل وقاحة، نفس المسؤولين عن الإنهيار والارتطام والمأساة المهولة، استطاعوا أن يخدروا الشعب ويعيدوا انتخابهم بالوسائل المعروفة وبالتزوير الأخلاقي وبنسخة لقيطة من شيء يشبه الديمقراطية!!
والأبشع من كل هذا هو أن نقيض الطغمة الحاكمة هم مجموعة من المضللين الذين يريدون استرجاع الامتيازات التي سلبها منهم الطائف المعفن وأعطاها لغيرهم ولمن صار يفترض أن له امتياز ويريد السلطة كاملة له، والاثنان يوظفان كل ما يمكن لتمكين أنفسهم!! وهم يستهبلون جمهورهم وبكل وقاحة. فاليمين الذي تاريخيا لم يطق كلمة "عرب" صار أكثر البشر عروبة بقدرة قادر، طبعا لأن العروبة صارت نقيض عروبة عبد الناصر! وصار طعمها صهيونيا.
والذين كانو عروبيين بلعوا ألسنتهم ويئسوا من العودة إلى الماضي الوطني. وهمهم صار الإستيلاء على السلطة.
تبقى المقاومة التي نجحت في رؤيتها على أنها لا تطمع بالسلطة وأن علة وجودها هي الدفاع عن الوطن ضد العدو المجرم. وظني هو أنها لن تطلب السلطة لأن هذا لم يكن هدفها يوما.
باختصار... لبنان في حالة انهيار وفي حالة ارتطام.
وبدون أدنى شك، أمريكا وحلفاؤها في المنطقة يديرون المأساة اللبنانية ومنذ سنوات. ومن أخطر ما حققوا مؤخرا هو أن يتم الترسيم والوعد بالبلد النفطي والخلاص الموهوم، قد تم على يدي أمريكا وهذا امعان في التضليل وفي تدمير ما تبقى من لبنان.
نحتاج إلى قيادة وطنية حقيقية جامعة تمسك بزمام الأمور، تؤمن بالمساواة، وتعادي إسرائيل وتطرد أمريكا ... فهل هذا ممكن؟
عندنا نفط كما عند غيرنا من الدول التي تعاني كما نعاني من الفساد والتناحر والتبعية، ما حرمهم من مجابهة الفقر والحرمان.

المشكلة ليس وجود النفط والغاز...
انها مرة أخرى: نكون أولا نكون !!!

جعفرقرعوني
تم نسخ الرابط