الإثنين 13 أيار 2024 الموافق 05 ذو القعدة 1445
آخر الأخبار

مصيبتنا ليست في النظام.... بل في غياب القدوة... بقلم جعفرقرعوني

ياصور
النظام ونوع النظام وأدواته لا يكفي لكي تعمر البلاد وتنعم العباد.
الناس هم الذين يحققون السعادة وليس النظام. نعم... الصدق وصون العهد واحترام الوعد والوفاء والإخلاص في القول والوعد، والضمير والإيمان بالقيم. هذه القيم كلها هي التي تبني الأوطان.
قديما قال لي أستاذ صديق في سلك المحاماة: القانون لا يأتي بالعدالة... بل القاضي هو الذي يحقق العدالة. ما القانون إلا مجموعة من الاتفاقيات بين الناس، والتي يبتكرها الناس لتسهل حياتهم.
نفس القصة في الحكم....
النظام ونوعه قد يكون ما يكون، وهو مجموعة أمور اتفق عليها أطياف الشعب. وما يجعل البلد يمشي هو وفاء الناس لعهودهم.

لا شك أن سبب مصائبنا في لبنان هو سوء تشخيص المرض.
كل من يقول أن المشكلة هي الطائفيه ويريد أزالتها هو بعيد عن الواقع وقد يهدف الى خداع وضرب المعاجز، لأنه يعلم جيدا أن الطائفية هي حقيقية لا يمكن نفيها. والأهم هو أنها ليست سبب المأساة....
السبب هو الكذب والاحتيال والنوايا السيئة، والفساد الأخلاقي.
أوليس لهذا السبب فشل اتفاق الطائف؟ لا بل وولد ميتا !!
اتفاق الطائف بنزعه الامتيازات من طائفة ومنحها لأخرى ألهب المشاحنات وكرسها. هذا الاتفاق جاء بغالب ومغلوب ومابين بين، ووضع لبنان تحت رحمة القدر.
واليوم ما نراه من خبيصة الحكم الذي لا نعلم ان كان شرعيا أم لا، وما نراه من تدخل سافر من هنا وهناك. فمثلا يسرح البخاري ويمرح، فيجهض المسعى الأوروبي ويحشر زبانية المصالح في الأونيسكو ليسوق الطائف. كما نشهد جوقة الدعوة لضرب المقاومة.
كل هذا لا يبشر بخير....
المضحك جدا هو أن معظم الزعماء حتى الذين يدعون أنهم ضد الطائفية، هم أحرص الناس عليها لأنها سبب وعلة وجودهم في "خلقتنا"....فهم بطائفية وبدون طائفية فاسدون.
ما نحتاجه هو أناس نثق بمصداقيتهم ومناقبيتهم....
الحق أنهم غير موجودين ومن ظهر منهم قد حرقناه كما حصل في العهد المنصرم.
وين الأوادم؟
والحق أقول: بما أن الشعب لم يحرك ساكنا ضد سارقي شرفه وحقه وحق أولاده في العيش الكريم فلا بصيص نور....

جعفرقرعوني
تم نسخ الرابط