الأحد 05 أيار 2024 الموافق 26 شوال 1445
آخر الأخبار

مهنة سيئة في لبنان... محترفون أقوى من الدولة!

ياصور
" كتب نادر حجاز في موقع mtv:

يكاد لا يمرّ يوم من دون خبر أمني عن سرقة في إحدى المناطق اللبنانية، فالسرقات أصبحت من يوميات اللبنانيين ومصدر قلق دائم. إلا أن اللافت هو الاحترافية التي تُنفَّذ بها، ما يؤكد أن عصابات منظّمة تقف خلفها وليست مجرد تصرفات عفوية بحجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة. فالسرقة هذه الأيام أشبه بمهنة، لكنها مهنة سيئة بطبيعة الحال.

ورغم أن أرقام "الدولية للمعلومات" أشارت في آخر تقرير أمني نشرته في كانون الثاني 2023 الى أن الشّهر الأخير من العام 2022 شهد استمراراً في تحسّن المؤشّرات الأمنيّة، إذ جاءت حصيلة العام 2022 إيجابية مقارنة بالعام 2021، وتسجيل تراجع في جرائم سرقة السيارات، بنسبة 23.4% وجرائم السرقة بنسبة 19.7%، إلا ان الواقع على الأرض يبدو مختلفاً.

فمنطقة جرد عاليه، مثلاً، تعاني كغيرها من المناطق اللبنانية من السرقات المتنقلة. فمنذ أيام سُرق "باص" مدرسي في بلدة العزونية، رغم أنه كان مركوناً أمام أحد المنازل قرب الطريق العام، حوالى الساعة 11 ليلاً. ولم يكتف السارقون بفعلتهم، بل قاموا بتخدير الكلاب ليتمكنوا من تنفيذ سرقتهم.
وفي صوفر، سُرقت سيارة مركونة قرب الطريق العام أيضاً، في وضح النهار، وتعود ملكيتها لجندي في الجيش اللبناني. ومنذ أسابيع أيضاً سُرق منزل بكامل أثاثه من بلدة عين دارة في ساعة متأخرة من الليل.
هذا الى جانب السرقة الرائجة هذه الأيام والتي تستهدف الأسلاك الكهربائية، حيث سُرق حوالى 12 ألف متر من النحاس بين بلدات بتاتر والمنصورة وبحمدون، وللأسف لم يتوقّف أحدٌ من المتورطين.

يشير رئيس اتحاد بلديات جرد عاليه كمال شيّا الى أن أحد الأسباب للسرقة يمكن أن يكون الفقر المدقع الذي يعانيه اللبنانيون، لكنه يذهب أبعد من ذلك واضعاً إصبعه على الجرح، لافتاً الى أن "أفراد عصابات السرقة هم "شغّيلة"، أو بالأحرى عمّال سرقة، وهناك مَن يعملون لحسابهم ويقبضون ثمن أعمالهم وسرقاتهم"، معتبراً أن "لا أحد بإمكانه الدخول الى أي منطقة لبنانية بدافع السرقة من دون غطاء".

ودعا شيّا عبر موقع mtv الى ضرورة رفع الغطاء عن "الزعران" وإلقاء القبض عليهم لنيل عقابهم ووضع حد لهذه الأعمال، كاشفاً عن خطوة قيد التجربة بدأوا بها في صوفر من خلال إطلاق فريق "متطوعو صوفر"، والذي يضم 80 شاباً من أبناء البلدة، يقومون بالحماية الليلية بالتنسيق مع البلدية والاتحاد لإبلاغ القوى الأمنية في حال تسجيل أي حركة مشبوهة، في محاولة للجم عصابات السرقة، الأمر الذي يحصل أيضاً في معظم القرى المجاورة في محاولة لمنع استمرار السرقات المتزايدة.

قد يبدو الأمر بمثابة أمن ذاتي، إلا أنه مع تفاقم الأوضاع وبلوغها مرحلة مقلقة أصبحت فيها السرقات تحصل بكل وقاحة و"على عينك يا تاجر"، يصبح تحرّك الأهالي مشروعاً لحماية أرزاقهم وأملاكهم ".
تم نسخ الرابط