الجمعة 03 أيار 2024 الموافق 24 شوال 1445
عاجل
آخر الأخبار

أيّها العمّال: لكم وحدكم 'الله يعطيكن العافية'.. ولغيركن!

ياصور
الأوّل من أيّار من كلّ عام، عيد العمّال العالميّ، وفيه يحتفل العمّال في العالم كما في لبنان بعيدهم، وترتفع الأصوات المطالبة بإنصافهم في ظلّ الضّغوط الكبيرة الّتي يتعرّضون لها.

في لبنان، يأتي هذا اليوم، ولا يشبه غيره من السّنوات السّابقة، حيث تعصف بالشّعب اللّبنانيّ أزمة ربّما تكون الأصعب في تاريخه، هذا الأزمة فتكت بالفئة العاملة على كافّة المستويات، في ظلّ انهيار قيمة اللّيرة أمام الدّولار الأميركي، وما زال العامل يكافح بانتظار تحقيق الوعود الّتي تُطلقها له الجهات الرّسميّة بتحسين أوضاعه وفي ظلّ رفع صوت الجهات النّقابيّة بضرورة إيصال الحقوق لأصحابها.

ولأنّه عيد ويوم للإحتفال، فقد جرت العادة أن نقول للعمّال: "كلّ عام وأنتم بخير" و "يعطيكن العافية".

منذ الصّباح الباكر، خرجت علينا بيانات وخطابات وتغريدات وآراء للسّياسيّين الّذين كانوا السّبب الأوّل والأخير فيما وصلت أوضاع وأحوال العامل اليوم في لبنان، فقد فقّروه، وجعلوه محتاجًا ومفلسًا.

لهؤلاء نقول: "الله لا يعطيكن العافية"، لقد أفسدتم بلدنا وشعبنا، ونهبتم وسرقتم الأخضر واليابس، وتحاصصتم فيما بينكم، وتقاسمتم البلد كقطعة جبن، واستحللتم ما حُرّم عليكم.

"الله لا يعطيكن العافية"، فلم تبنوا للعامل مستشفى، ولا جامعة لأولاده، ولا جهات ضامنة تحمي العامل ولا تبتزّه.

"الله لا يعطيكن العافية"، فلم تحترموا الدّستور يومًا، ولا القوانين، ولا القضاء، بل تكالبتم على العدالة، فصرتم فراعنة بلباس مودرن.

"الله لا يعطيكن العافية"، فلا أمن ولا أمان في بلدنا، وهرب المستثمرون، وازداد عدد العاطلين عن العمل، وارتفعت نسبة المهاجرين هربًا من جحيمكم، وبحثًا عن كرامة ولقمة عيش عند الأغراب، وتفكّكت المؤسّسات.

"الله لا يعطيكن العافية"، فقد شرّعتم المحسوبيّات والواسطات، وسرقتم الوظائف وأهديتموها إلى حاشيتكم، فكنتم وكانوا قومًا فاسدين.

في عيد العمّال والكادحين نقول للسّياسيّين: "الله لا يعطيكن العافية، وحلّوا عن سمانا".
تم نسخ الرابط