خطأ التيار الفادح، الى الطائفية در!! بقلم جعفر قرعوني
تاريخ النشر : 07-06-2023 12
أود أولا أن أوضح رأيي أن لا خلاص للبنان مع أي من المرشحين. لبنان يحتاج لأكثر من ذلك. لبنان يحتاج لإعادة إنتاج. و هذا يتطلب الكثير من الوقت والظروف المناسبة. المشوار طويل. وانتظار ملء سدة الرئاسة لن يفضي إلى شيء.
ولكن مع شبه انعدام امكانية التقدم، يجب محاولة فرملة امكانية التدهور والتراجع خاصة عودة الصراع الطائفي والحرب الأهلية.
فما فعله التيار بتفريطه بالتفاهم والتحالف مع حزب الله، وتقاطعه مع القوات وأشباههم يحقق أمران سىيئان للبنان. أولا التمهيد لعودة النزاع الطائفي وثانيا القضاء على أي أمل بامساك اللبنانيين بمصير وطنهم.
لبنان الآن في حالة اصطفاف طائفي واضح. أكثرية شيعية ساحقة تؤيد حزب الله وتعادي اسرائيل ولا تثق ألا بالمقاومة لمواجهة الخطر الداهم، وتمثيل لأكثرية المسيحيين غير راضين عن نتيجة الطائف وخسارة الإمتيازات لصالح السنة، وسنة قلقين من السلاح الشيعي والطموح المسيحي. هذا هو حال ما يسمى "بالسياسة" في لبنان. و هذا لن يفضي الى خير إن لم يفضي إلى مواجهة غير محمودة العواقب إذا حاول الأمريكي الدفع باتجاه تجريد المقاومة من السلاح.
أما حال الشعب بأغلبيته فهو يطمح لوطن يخرج فيه كل "السياسيون" الحاليون من الصورة ويمسك به من يبدأ بإنتاج نظام مدني يضع البلد على طريق المساواة والحضارة من خلال استحضار طاقات ابنائه الجاهزين بكفاءاتهم في جميع المجالات.
وهذا الأمر لن يتم طالما أن النافذين لن يسمحوا به والطامة الكبرى أن هذه لن تكون المعركة التي يحتاج لبنان لخوضها، بل ستكون المعركة الأرجح هي طائفية من إنتاج وإخراج المستفيدين من الفرز الطائفي ليعودوا ويرغموا الشعب على القبول بأي طائف جديد يضمن أقل المقبول وهو وقف الإقتتال ونسيان التغيير.
لعل الحل الناجع كان له أمل في استمرار التفاهم: التيار-حزب الله، ولكنه الآن صار بعيد المنال بفضل قصر النظر.
من يقرأ نتيجة زيارة البطريرك إلى فرنسا يرى أن لا أمل في وصاية فرنسية تعيد لبنان الى المفهوم القديم.
إلى متى يبقى التقوقع واحتقار الذات والارتهان للخارج والتعصب الأعمى ؟
نتمنى لطف الله.
جعفرقرعوني

   

اخر الاخبار