الإمام الصدر... العطاء الشجاع... بقلم جعفر قرعوني
والعطاء شيمة الله و العظماء...
العطاء لا حدود له ولا تردد، ولا حتى حذر...
وهذا ما لخص حياة العظماء كالإمام موسى الصدر....
لقد كان طليقا حرا لا يخاف على طريق الحق، ولا يأبه لشيء، ولا يتردد في تلبية نداء الواجب في نصرة المظلومين والضعفاء. ولو لم يكن كذلك، لما قبل أن يذهب إلى حيث ذهب وغاب...
ومن يتأمل جيدا في مسيرة هذا النبراس الكبير، هذه المسيرة الشعلة التي أوقدت بجراح المعذبين، وغابت عنهم بالجسد لتستعر بالمعنى والزخم بعد تغييبه، يجد أن غياب الإمام لعله كان مقدرا ومحتوما. ذلك أن تأثيره في رسالته والأسس التي أرساها قد نبت ونما في البطون والأصلاب ولم يعد بالإمكان اجتثاثه. والأيام أثبتت ذلك وبوضوح.
فعظمة الإمام مثلا تتجلى في عدم تلقي أي دعم من الخارج، واعتماده على مصداقيته في قلوب الناس في كل طوائف لبنان... والشواهد كثيرة...
لقد كان الإمام في تواصله مع الناس يشدد على قيم الإخلاص والتفاني في العمل كسبيل وحيد للتقدم البشري....لا يقول لك تعلم، بل تعلم واعمل بإخلاص لترضي ضميرك.
نعم أذكره جيدا عندما كان يتوجه بكلامه للشباب ويشير إليهم ويشحذ هممهم،. واقول أن معظم الذين سمحوا لكلماته أن تدخل جوف أسماعهم قد نجحوا وعرفوا سبب نجاحهم....
أقول أن صدق الإمام وشجاعة عطائه هو سبب خلود ذكره في القلوب وعلى الألسن...
جعفرقرعوني