الأحد 05 أيار 2024 الموافق 26 شوال 1445
آخر الأخبار

نصر الله والصحافة الإسرائيلية.. وانهيار الكيان! بقلم د. مهدي عقيل

ياصور
دعا الأمينُ العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في خطابه الأخير، العدو الإسرائيلي إلى الاعتراف بأنه "في مأزق وجودي، ولن يجد حلولاً مهما اجتمعت قيادته، ولو استشاروا كل خبراء العالم لن يستطيعوا الخروج من مأزقهم".
 
على جاري عادته، السيد نصر الله، يحلّل ويستقرئ مآلات المجتمع الإسرائيلي، الذي يُنصت لكلماته أكثر مما يُنصت لمسؤوليه، إذ تُعبِّر خطاباته عن الواقع الحقيقي للكيان وعما يدور في عقل ووجدان واللاوعي الإسرائيلي.
 
وفي جولةٍ سريعةٍ على بعض المقالات في الصحف الإسرائيليّة، ترى أصحاب بعض الأعمدة قد خلصوا بشكل أو بآخر، إلى ما خَلُصَ إليه نصر الله. إذ يحذِّرون من سياسات حكومتهم الصهيونية التي قد تُودي بكل إنجازاتهم، ويلمّحون إلى خطر وجودي يحيط بالكيان.
 
الكيانُ الذي باتَ يتماهى مع كوريا الشمالية، وتشعر فيه وكأنك في جنوب أفريقيا حسب تعبير يوسي كلاين في "هآرتس"، في ظل "دولة" يحكمها إيتمار بن غفير وبنيامين نتنياهو اللذَين يحلمان ب "دولة شريعة من البحر حتى النهر بدون العرب".
 
 ولا ضير لديهما من تطبيق نظام "ابرتهايد أو ترانسفير إذا اقتضى الأمر".
وزميله في "معاريف" يئير غولان، يقول إن "الرؤيا الصهيونيّة الدينيّة هي رؤيا حرب يأجوج ومأجوج. حرب نستكمل فيها ما فُوِّت في حينه في 1948 – طردٌ كامل لكل الفلسطينيين من نطاق بلاد إسرائيل. لا يوجد في هذه الرؤيا فهم لاضطرارات سياسيّة، إقليميّة، أمنيّة، واقتصاديّة. لا يوجد في هذه الرؤيا أيّ وعيٍ سياسيّ، اجتماعي، أو أخلاقي إنساني أساسي". ويتابع الكاتب، بأن الصهيونيّة الدينيّة تنظر إلى العلماني على أنه "حمار يسوع المسيح"، وتهزأ منه ومن مناداته ودعوته للتعايش مع العرب.

ويرى ميخائيل ميلتشاين في موقع "N12"، أنه "سيكون على إسرائيل أن تكون إما يهوديّة، وإما ديمقراطيّة، ولكن لن يكون ممكناً الاستمرار في وجود هذين المكوّنين الأساسيّين في الوقت نفسه". وفي الوقت الذي يزداد فيه نفوذ أنصار قيام دولة يهودية. هذا ما يُنذر بمخاطر شتّى، أقلها نشوب حرب أهلية تُطيح بكل شيء.
 
وفي ظلّ مواصلة بناء المستوطنات وعدم الاعتراف والسماح بالعيش لأصحاب الأرض، لن يحلم الإسرائيليون بالأمان ولا بالسلام الذي تحدثت عنه غولدا مائير ذات مرة، بقولها "بأن السلام سيحلّ عندما سيحب الفلسطينيون أولادهم أكثر مما يكرهوننا".
 
 إذ يبدو أن الفلسطينيين يحبّون أولادهم بقدر ما يكرهون الإسرائيليين، ويحلمون باقتلاعهم من أرضهم. وسوف يُسقِطون رؤية إسرائيل المزيفة التي تقول "نحن (الإسرائيليون) وُلدنا من أجل السلام الذي سيأتي، وهم ولدوا (الفلسطينيون) فقط من أجل "الإرهاب" الذي سيأتي"
 
وفي هذا السياق، يقول عوديد شالوم في "يديعوت": "سنواصل توسيع المستوطنات وسنستوطن تلةً أخرى وبعدها تلة أخرى، لكن حذارِ أن يُخطئ منا أحد: جيراننا العرب لن يسلموا بهذا أبداً ولن يهجروا الكفاح أبداً. بالنسبة لنا تُعدّ هذه عودة إلى أملاك الآباء والأجداد، لكن بالنسبة لهم هذا سطوٌ وسلب. إذا لم تكن كافية لنا حدود الخط الأخضر، فإن هذا هو الثمن الذي علينا أن ندفعه – العيش إلى جانب "إرهاب" في الطرق وإرهاب ضد مستوطناتنا".
 
مؤشراتُ تفكُّكِ المجتمع وجيش العدو الإسرائيلي بائنة، ولم يعد الحديث عن انهيار الكيان أمر يُثير الاستغراب. هذا دون أن نأخذ المتغيرات العالمية بالحسبان، حيث أن الدولة (الولايات المتحدة) السند للكيان، والتي ترتبط بعلاقة عضوية معه، تعيش في زمن الانحدار وصعود دول أخرى إلى جانبها، خاصة أن هذا الانحدار مرشّح للاستمرار على الأقل لحين يستقر أمر وشكل النظام الدولي الجديد.
 
وربما الحلّ الوحيد أمام هذا الكيان، حسب قول السيد نصر الله أيضاً، العالمُ بقدرات العدو وقدرات محور المقاومة، هو "ترك العدو فلسطين لشعبها وأهلها وأصحابها، وإلا فالقتال سيتواصل جيلاً بعد جيل"
تم نسخ الرابط