مراسلون على الحدود ..'عين الحقيقة في مواجهة فوهة الباطل '.! | وفاء بيضون
لطالما شكلت مهنة الإعلام عنواناً لولوج الحقيقة نحو جملة الأحداث المترامية في مشهد الوقائع اليومية .
ولطالما كان الإعلام عين المشاهد في موقع الأحداث ليشكل الشاهد بالعدسة والموقف على ما يجري في ميادين الأحداث وتطوراتها السياسية والعسكرية .
من هنا تتجسد الروح القتالية إن لم نقل الاستشهادية في نفس الكثيرين من المراسلين وخاصة ما يجري على أرض الجنوب وفلسطين المحتلة في موقعة المواجهة الجارية بين المقاومة والاحتلال ، إنهم جنود لا يقلون أهمية عمن ارتدى بزّته العسكرية ومقاومون بالصوت والصورة في مؤازرة المقاومة في البندقية ، حولوا الساحات مسرحاً لمشهدية محفوفة بالمخاطر حتى الاستشهاد غير آبهين بتهديد أو خطر رغم أن المواثيق الدولية تحمي السلطة الرابعة لاسيما في الجبهات وتغطية الحروب .
يغامرون ليس حبًّا بالمغامرة بقدر ما يشهد لهم في تغطياتهم أنهم متقدمون حدّ المواجهة ليتيقنوا من أن جريمة الاحتلال وعدوانه تحت سيطرة كاميراتهم وتوصيفهم .
من مراسل "قناة العالم" الفضائية حسين عزالدين الذي التحف الشجر ظلا والسماء غطاء ليل نهار على مدى سبعة وأربعين يوماً على العدوان في عملية "طوفان الأقصى" ليجول من غربي القطاع إلى شرقه مروراً بكل الحافة الأمامية في الجليل الأعلى بين لبنان وفلسطين المحتلة يرمق الاحتلال بصوته الذي لم يتوقف طيلة فترة تغطيته متحديا إرهاب العدو ببراهين الجريمة ورواية الموت التي سببها القصف على العديد من القرى الحدودية .
"حسين عزالدين " الذي التقيته في أكثر من محطة في جبهات المواجهة في حولا وميس الجبل وعيترون وعيتا الشعب والخيام وكان موقفه ثابتًا مستمرًا في تحمل المسؤولية من منطلق المهنية الإعلامية وأسس مبادئها في خصائص التغطية ومواكبة الأحداث لدرجة أنك تقف أمامه وكأنك تقرأ في عينيه شغف الحياة المملوءة عزة وكرامة وإباء لا يعرف الهزيمة ويرفض الانكسار أو الانسحاب من فم تنين اسمه "احتلال " تجد في أقدمية تجربته كثيرًا من العطاء والتفاني لأجل الإنسان والإنسانية دون أن يميز بين طيف وآخر .
ومن حسين عزالدين إلى مراسل "قناة المنار " الميداني علي شعيب أو ما بات يعرف بقاهر الميركافا وجنود الاحتلال فاضحا ضعفهم من مسافة صفر في أكثر من محلة وموقع .
"علي شعيب" الذي سطرت بحقه إسرائيل أربع مذكرات قتل واغتيال فإذا به يغتال حلمها وينتصب الهامة كجبل لا يهزه ريح يتأبط كاميراته ويتحين الفرصة للانقضاض على وهن العدو بصورة تعز مصورها وتذل العدو .
بين كفرشوبا ومزارع شبعا ومن قبالة موقع وآخر يرسم علي شعيب خط بيانه متنقلاً كأسد في غاب وإذا بجنود الاحتلال يتوجسون حتى من صورته الفوتوغرافية ، وخلال لقائه في خطوط المواجهة قال "هذه الأرض أرضنا باقون هنا ومستمرون "
.
ومن علي شعيب إلى مروض الميدان مراسل "قناة الميادين" علي مرتضى وبقلب علوي أسدي يقتحم الأحداث حتى يوثق الغطرسة الإسرائيلية منطلقاً من حقه كلبناني في سيادته على أرضه غير آبه بخط أزرق أو ترسيم استعماري ليضع الاحتلال في موقع المعزول والمتخفي بين أشجار مسكاف عام وموقع العباد وخلة يارون .
يمتطي "علي مرتضى " جواد رسائله الحية مظللا بالحق ضد شريعة غاب عثت فسادا في غزة العزة .
وعلي مرتضى ابن مؤسسة إعلامية قدمت على طريق القدس ثلاثة شهداء . قمر مشغرة المراسلة فرح عمر . وابن الفيحاء ربيع معماري والمعوان المدني حسين عقيل . وقبلهم صاحب العدسة الثاقبة في قناة الجزيرة عصام العبدالله .
نعم لهؤلاء المراسلين حسين عز الدين ، علي شعيب ، علي مرتضى . وباقي المراسلين الزملاء نرفع القبعة تحية ونستلهم منهم معنى التضحية بلا حدود من تغطياتهم الميدانية فلهم كل احترام وللكلام عنهم تتمة.!