الخميس 09 أيار 2024 الموافق 01 ذو القعدة 1445
عاجل
آخر الأخبار

تأكيد إيراني ونفي سعودي... ما حقيقة إجراء مباحثات بين طهران والرياض في الأردن؟

ياصور
رغم نفي المملكة العربية السعودية إجراء أي مباحثات رسمية مع إيران، إلا أن أصداء المباحثات الأمنية التي عقدت قبل أيام في الأردن، والحديث عن محادثات بين الرياض وطهران لا تزال موجودة.
وقال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة، اليوم الخميس، إنه لا يوجد أي اجتماعات بين الخبراء السعوديين والإيرانيين في الأردن، فالأردن استضاف مؤتمرا أمنيا شارك فيه عدة أشخاص من كافة الدول.
وقال مراقبون إن المحادثات بين إيران والسعودية في الأردن قد لا تكون رسمية، إلا أن هناك مباحثات قائمة في إطار محاولة تقريب وجهات النظر بينهما وحلحلة الأزمات العالقة.
نفي سعودي
وأضاف الوزير السعودي أن هناك سلسلة من المفاوضات المباشرة بين طهران والرياض سبق وأن تم الإعلان عنها بشكل رسمي، مشيرا إلى أن السعودية منفتحة لأي حوار.
وأشار إلى أن القاهرة والرياض أكدتا على ضرورة عدم امتلاك إيران للسلاح النووي، موضحا أنه لم تحدث لقاءات أخرى مع الجانب الإيراني.
وفي وقت سابق، نقلت "رويترز"، عن دبلوماسي إيراني بارز، قوله إن المحادثات التي احتضنتها العاصمة الأردنية عمان، جرت بين خبراء من السعودية وإيران، لم تكن رسمية.
وأضاف أن المحادثات، التي قالت الوكالة إن المعهد العربي لدراسات الأمن استضافها، لم يحضرها أي مسؤول إيراني.
وأوضح أن "ما عُقد في عمان ليس اجتماعا رسميا. لكن بالطبع مثل هذه الاجتماعات بين الأكاديميين مفيدة في تحقيق فهم أكبر للحقائق بين الجارتين".
تقريب وجهات النظر
بدوره، قال الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، أن المحادثات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأردن لم تكن محادثات رسمية بين البلدين.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، كان هناك مؤتمر أمني في الأردن، وشارك فيه بعض الخبراء من إيران والسعودية، وعلى هامش المؤتمر تباحث الوفدان الإيراني والسعودي حول الموضوعات الأمنية التي يهتم بها الجانبان في المنطقة.
مباحثات فنية
بدوره، اعتبر فواز كاسب العنزي، المحلل السياسي والاستراتيجي السعودي، أن ما حدث في الأردن تعتبر المحادثات الخامسة بين طهران والرياض حول الملف الإيراني، والذي يعد من أصعب الملفات في ساحة الشرق الأوسط.
ويرى العنزي أن هناك تناقضًا كبيرًا جدا في الاتجاه والتوجه السياسي الإيراني الخارجي، وهي لا تنوي الوصول لحل يرضي منطقة الشرق الأوسط، خاصة الخليج الأقرب والأكثر تعرضًا لتهديدات إيران النووية.
وقال إن "إيران تتبع سلوكًا عدوانيًا على المنطقة، بتطوير الصواريخ الباليستية، وتطوير صناعة الطائرات المسيرة، والتي تدعم بها الحوثيين التي تقوم بالتهديد للمملكة وللمناطق السكانية المدنية فيها".
وتابع: "هذه المحادثات أخذت جانبًا مهمًا، وهو جانب فني بحت، ولم تتطرق للجوانب الاستراتيجية، والتواجد في الأردن لا يمنع أن ما يدور في فيينا هو الفيصل الحقيقي في حالة التوافق بين المجموعة الدولية وإيران".
ويعتقد المحلل السعودي أن الملف النووي الإيراني هو المحك الحقيقي للسياسة الخارجية للرئيس الأمريكي جو بايدن، إما التوافق حوله بما يرضي جميع الأطراف بما فيها الدول الأوروبية والخليج وإسرائيل، وأن تكون هذه الدول طرفا في الاتفاق، أو ممارسة سياسة الضغط القصوى والحظر الاقتصادي على إيران وكل من يتعامل معها.
ونقل موقع قناة "الشرق" عن مصادر مطلعة أن هذه المحادثات عُقدت على مدار 4 أيام، وحضرها 12 شخصية سعودية وإيرانية، وركزت على ملفات أمنية، وبرنامج إيران النووي.
وأوضحت المصادر أن المحادثات التي أجراها أكاديميون وخبراء أمنيون من البلدين، ناقشت ملفات اليمن ولبنان وسوريا، وأصدرت عددا من التوصيات التي جرى إرسالها إلى حكومتي الرياض وطهران.
وقالت إن التوصيات تضمنت حلولا لعدد من القضايا والملفات الإقليمية، منها الموقف السعودي بشأن لبنان، والأزمتان اليمنية والسورية، وتخفيف حدّة الحملات الإعلامية بين البلدين، والعودة إلى الحوار، بهدف التمهيد لاستئناف العلاقات الثنائية.
وبدأت الرياض وطهران محادثات مباشرة هذا العام وعقدتا ثلاث دورات في العراق. وسبق أن جمعت لقاءات بين أكاديميين من البلدين.
تم نسخ الرابط