لبنان... سفينة شاردة بلا ربان...يارب ارحم.. بقلم جعفر قرعوني
تاريخ النشر : 20-12-2021 12
لبنان... سفينة شاردة بلا ربان...يارب ارحم..

لا أعرف إن كان هذا الوصف يكفي.
طبعا هناك الكثير من الأوصاف التي تتطابق مع حال هذا البلد الذي تعدى حدود المستحيل.
فالليناني المقيم وكأنه اعتاد على سيء الاخبار وقليل الأمل في بصيص نور، والمغترب يتألم حسرة على ما كان وطنا وصار منفى.
ولكن ما الذي أنشأ لبنان، وما الذي هدمه. أنشأ لبنان ذاك التوافق بين أبنائه على العيش بحرية وعلى نبذ المحتل و المستعمر والمنتدب، والتوق إلى الأستقلال والعزة والكرامة ورفع الرأس بوجه المحتل الظالم، والوفاء لمباديء أجداد عبدوا الطريق أمام القادمين، تعج بهم كتب التاريخ والبطولات.
لقد قام لبنان على حب المسيحي للعروبة لغة وتراثا وحضارة كان له دور بارز في نهضتها. فأجداده ساهموا في نقل وترجمة علومها إلى اللغة العربية والمعاصرون كانوا جسرا بين الشرق والغرب في كل المجالات. لقد وقفوا في وجه تتريك اللغة وبوجه مخططات الاتراك. وتجسدت الوحدة اللبنانية في قيام الامير فخر الدين الثاني بوجه المحتل العثماني.
وقام لبنان على حب المسلم للأرض وتعلقه بها وتعلقه بتراثها الغني بالبطولات وبكونها الأرض التي كانت دائما ملجأ لكل دعاة الحرية والمضطهدين. ويكفيك جبل عامل الذي احتضن أبي ذر الغفاري وغيره من الأبطال. يكفيك الذين وقفوا وانتفضوا مع شعب فلسطين ضد المؤامرة الأنكلوصهيونية من اللحظة الأولى. يكفينا قيام الظابط اللبناني الشهيد محمد زغيب بوجه العدو الصهيوني في الجنوب سنة ١٩٤٨ وباقي المواحهات البطولية.
لقد كانت عروبة المسلم والمسيحي تقوم على نفس المباديء. عروبة الشاعر الوطني الشيخ بشارة الخوري حين قال:
ضحك المجد لنا لما رانا
بدم الأبطال مصبوغا لوانا

أين نحن اليوم من هكذا تراث وتاريخ؟ بعد أن صارت عروبة البعض عهرا وصهيونية ودعارة؟

إن الذي هدم لبنان هو الاستهتار بالقيم التي قام عليها والتي سطرها أجدادنا بدمائهم على مشانق جمال باشا السفاح وفي معركة ميسلون وفي معارك مواجهة الصهاينة.
إن الذين استهتروا بالشهداء ولا يرون نفسهم معنيين بالعداء مع اسرائيل، وينأون بنفسهم من جراىم اسرائيل لايجب أن يكون لهم كلمة مسموعة وهم لا ينتمون الى البنيان اللبناني الأصيل. كذلك الذين وسوست لهم شياطينهم فتعاونوا مع اسرائيل ضد وطنهم في خيانة ما بعدها خيانة. ومايزالون. هؤلاء لا كلمة لهم عندما يجلس الشرفاء لتقرير المصير.

كل ما يشهده اليوم لبنان من مصائب هو مقصود ويدار من قبل امريكا واسرائيل والخونة من العرب لفرض التطبيع الخياني على من يزال صامدا من العرب.
فإذا مرت هذه المؤامرة فلن يكون هناك رابحا إلا الشر ودولته إسرائيل،
فأفيقوا يا عرب.... وافيقوا يالبنانيون....وحكموا ضمائركم....

جعفرقرعوني

   

اخر الاخبار