الجميّل من دار الفتوى: اللبنانيون رهائن بيد سلاح غير شرعي
تاريخ النشر : 27-01-2022 18,19
"استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف #دريان، في دار الفتوى، وفداً من حزب "الكتائب اللبنانية" برئاسة النائب المستقيل سامي الجميّل.

وعلى الإثر، قال الجميّل: "اللقاء كان مناسبة سعيدة، فهو مرجع وطني لبناني يمتلك ضميراً وطنياً كبيراً ويتعامل مع كل المسائل الحساسة بالكثير من الاعتدال والانفتاح، ونحن نكن له المحبة والتقدير الكبير للدور الذي تلعبه دار الفتوى، وكل التضحيات التي قدمتها من شهداء دفاعاً عن لبنان، وتمسكاً بهذا الكيان اللبناني وبالهوية اللبنانية التي نحسبها في خطر اليوم".

وأضاف: "يهمّنا في هذا الظرف الدقيق أن نسمع منه وجهة نظره وأن نعرف توجّهات دار الفتوى بعد الخطوة التي قام بها الرئيس الحريري، فنحن، وكما يعلم جميع اللبنانيين، على خلاف أساسي معه بالنسبة إلى النهج السياسي الذي يتبعه الحريري، والتسّويات التي أقيمت في الآونة الأخيرة، وقد أوضح أنها كانت خطأ في كلمته الأخيرة التي أعلن فيها تعليقه العمل السياسي، ومع كل الاختلاف الذي كان بيننا وبين الحريري في السنوات الأخيرة للتسوية الرئاسية بشكل أساسي، إنما لا شك في أنَّ الاعتدال الذي جسده تيار "المستقبل" منذ أيام الرئيس رفيق الحريري، وصولاً إلى اليوم هو حاجة أساسية للبلد، ولا شك في أن هذا الاعتدال انعكس إيجاباً على بناء الهوية اللبنانية، والانتماء اللبناني، والمواطن اللبناني، ولا شك أيضاً في أنَّ نبذ العنف الذي اعتمده تيار "المستقبل" والرئيس سعد الحريري، هو نقطة أساسية بالنسبة إلينا، هذه الأمور الإيجابية يجب أن نبني عليها، ويجب أن نكمل بها".

ولفت إلى أنّ "وجودنا هنا هو للتأكيد على هذه النقاط، وللأسف لم يبقَ من قيادات الصف الأول في البلد اليوم، والخلفيات الميليشياوية تطغى على أداء السياسيين، وفي طريقة ممارستهم الحياة السياسية، من استعمال العنف، ومخالفة الدستور، ومخالفة القوانين، والتعاطي بخفّة مع حياة الناس، ومع الفقر الذي يطال الجميع، وكذلك القهر، والمساومة تكون دائماً على حساب سيادة لبنان واستقلاله، تسليم وقرار البلد للميليشيا التي أصبحت يوماً بعد يوم أمراً واقعاً يُفرض على جميع اللبنانيين، وصارت مؤسسات الدولة تحت رحمة هذه الميليشيا المسيطرة على البلد، والذي يسيطر على قرارها للأسف قوى خارجية لا علاقة لها بلبنان، ولسنا وحدنا من يقول هذا، بل هم الذين يقولونه".

وأردف: "انطلاقاً من هنا نقول، إن الوضع حسّاس جداً، ومن واجبنا أن نأتي إلى دار الفتوى، كي نقول لجميع اللبنانيين، وأولا لمحبي الرئيس الحريري الذين بالتأكيد أصيبوا بالإحباط، وطرحوا التساؤلات، نريد أن نقول لهم: في هذا البلد ممنوع الإحباط، نحن قضيتنا لبنان أولاً، قضيتنا بناء هذا البلد للأجيال القادمة، نحرّره، ونحرّر قراره، ونستعيد ديموقراطيته، وهذه معركة ستستمر رغم كل الظروف، ولا أحد يدعي الوصاية على أي شارع في لبنان، فكل مواطن لبناني حر بقراره، كل مواطن لبناني عنده طموحات آمال وتطلعات لبناء لبنان جديد".

ودعا الجميل "اللبنانيين لأي طائفة انتموا، ولأي اتجاه وخلفيات سياسية انتموا للتعبير بحرية عن رأيهم في الانتخابات المقبلة، وأن يتمسّكوا بالثوابت الوطنية التي هي ثوابت السيادة والاستقلال والانفتاح والاعتدال والحياد، وكل هذه المقوّمات التي سمحت لنا أن نحلم ببلد جديد سنتمسّك بها، وسنكمل بها، وسنخوض المعركة لبناء مستقبل أفضل".

وقال: "إن هذه المواجهة الحاصلة، يسعون من خلالها لتيئيس اللبنانيين، وجعلهم يستسلمون، لن نستسلم، سيعملون كل ما بوسعهم ليضمنوا نتائج هذه الانتخابات سلفاً، بانتهاج الاستهتار بالعملية الانتخابية. يجب إعادة إحياء هيئة الإشراف على الانتخابات الفاقدة نصابها القانوني، فهم لم يعيّنوا هيئةً جديدةً. كل هذه الأمور تتطلَّب منا جميعاً مواجهةً كبيرة، لنمنع أي انتهاك لحقوقنا، وكي نستطيع إكمال هذه المعركة معا".

واعتبر الجميّل أن "المبادرة العربية التي أطلقت من قبل وزير خارجية الكويت مبادرة جدية وأساسية، ونستغرب الخفة التي تتعاطى فيها الحكومة اللبنانية مع هذه المبادرة، ولم يطرح الموضوع على مجلس الوزراء، ولا كيف ستتعاطى الدولة اللبنانية معها، مع العلم أنّنا نحن اليوم بأمس الحاجة أن يعاود لبنان انفتاحه على العالم وخصوصاً الدول العربية لكي نطمئن مئات آلاف اللبنانيين الذين يعملون في دول الخليج العربي وبسبب التصرّفات الهمجية التي طالتنا كسياسيين يتعرضون ويخافون على مستقبلهم وتهشيلهم من لبنان ونلحقهم على الدول التي لجأوا لها لكي يعيشوا حياة كريمة، وأيضا خفّة الدولة في التعاطي مع هذه المبادرة بالذات هي أيضا نكسة إضافية لأهل الشباب اللبنانيين الموجودين في الخارج، وهذا الذي يحصل غير مقبول ونتمنّى ان يعبر اللبنانيون عن كل آرائهم. نحن لا ننتظر شيئاً من هذه القيادات السياسية، والمحاسبة هي الأساس للانتقال بلبنان الى مرحلة جديدة".

وأكّد أن "من يشتم الدول العربية سيكون الرد على المبادرة سلبياً أو محاولةً لتضييع الوقت أو مثل العادة لا نعم ولا وجرجرة مع الوقت، هذا أسلوب النظام السوري الذي يدخل الناس دائماً بمفاوضات يأخذهم ويجيبهم وفي الآخر لا نصل الى أي مكان، كيف تريد من أحزاب تشتم الدول العربية يومياً أن توافق على مبادرة تؤدي إلى استعادة سيادة لبنان، في الوقت الذي هم ينتهكون سيادة لبنان؟ وعندما تنص المبادرة بكل وضوح على تطبيق القرارات الدولية 1559 و1701 بالإضافة الى استعادة الدولة سيادتها وفرض سلطتها على كامل الأراض اللبنانية وهو حلم اللبنانيين والهدف الأساسي لنا، أكيد المنتهك لن يتساهل مع هذه المبادرة".

ورداً على سؤال، قال الجميل: "الشعب اللبناني رهينة بيد سلاح غير شرعي في لبنان يأتمر بدولة خارجية اسمها إيران، هذه هي الحقيقة، الشعب اللبناني هو أيضاً رهينة مافيا سياسية متعاونة ومتواطئة مع هذا السلاح تنهب مقدرات الدولة يوميا، الشعب اللبناني المطلوب منه مقاومة ومواجهة، والأسلوب السلمي الوحيد المتاح أمامنا هو الانتخابات مع كل علّاتها، ومع كل محاولة لتشويهها، لدينا هذا الاستحقاق وليس لدينا غيره، يجب أن نتعاطى معه من منطلق أن هذه مقاومة سياسية يقوم بها الشعب اللبناني لتحرير نفسه من وضع الرهينة الذي وضع فيها، هكذا سنتعاطى مع هذه الانتخابات، وسنعمل أي شيء من أجل ان تحصل الانتخابات".

ومن جهة ثانية، استقبل مفتي الجمهورية عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى السابق عن منطقة عكّار علي طليس الذي قال: "بحثنا معه في أوضاع منطقة عكار معيشياً واجتماعياً، وأكّدنا له أن أهالي منطقة عكّار هم تحت مظلة دار الفتوى وهم أهل المحبة والوفاء والاعتدال، وحريصون على الدولة ومؤسساتها وتعزيز الوحدة الوطنية"، "آملاً أن تجري الانتخابات النيابية في موعدها".

النهار

   

اخر الاخبار