"على قاعدة "ذكر ان نفعت الذكرى" ثم "ذر الرماد في العيون" نكتب هذه السطور.... ملت الأقلام من نطق الكلام والمناشدات ومطالبة المسؤولين بتحمل مسؤولياتهم التي على اساسها تم انتخابهم، او تعيينهم، أو تزكيتهم... وما حصل ويحصل في مدينة صور خير دليل على الإهمال المزمن الذي تعاني منه مدينة من عمر التاريخ، يتغنون بها وبأفضالها على المنابر وفي مقالاتهم الانشائية البليغة، ثم يغدقون عليها تجاهلاً وحرماناً...

أهالي صور الذين ما بخلوا عليها يوماً، بالدم والموقف والكلمة، يعانون من الانقطاع التام للمياه عن بيوتهم ومحالهم ومؤسساتهم في الشهر الفضيل.... فبالاضافة إلى الظلام الدامس الذي يستيقظون عليه لوجبة السحور المباركة، لا يجد أهالي صور في حنفياتهم، منذ حوالي الثلاثة أيام، قطرة مياه تروي عطشهم أو تعينهم على اتمام مهامهم اليومية مع ارتفاع درجات الحرارة الملحوظ في هذه الفترة.

لا يجد الصوريون، وهم على بعد كيلومترات قليلة من برك راس العين التي تغذي مدينتهم، من حل أمامهم سوى الاستسلام لمصيرهم من الإهمال أو أن يرزحوا تحت نير رحمة اصحاب السيتيرات الذين يسعرون "مياههم" بالدولار الفريش ... أما المناشدة والمطالبة فهم يعلمون أنها بلا جدوى: فالحجة موجودة سواء كان بانقطاع الكهرباء الذي اعلنت عنه معامل الزهراني ودير عمار منذ ايام أو بوجود الاعطال...

فهل من يسمع شكاوى الاهالي ويعالج بعضاً من مشكلاتهم في المدى المنظور؟!