تبنّته... ثم قتلته!‏
تاريخ النشر : 19-05-2022 3
"أراد سكوت ولورا كاسل إنجاب طفل بعد وقت قصير من لقائهما في ليلة ‏عيد الميلاد في عام 2005. لكن ذلك لم يكن يسيراً وأدّت مشاكل ‏الخصوبة لدى لورا إلى اكتئابها وتركت وظيفتها في دار رعاية.‏

كان الزوجان يفكران منذ فترة طويلة في التبني وبدءآ بالاجراءات رسمياً ‏في عام 2019، مع تلقيهما أخيراً للمكالمة التي أخبرا فيها عن العثور ‏على ابن محتمل لهما يدعى ليلاند جيمس.‏

خضع جميع أفراد أسرة كاسل لمقابلات وزيارات وتدريبات، كما جرت ‏دراسة أسرتيهما وأصدقائهما من قبل الأخصائيين الاجتماعيين، ونجح ‏الجميع في الاختبارات.‏

وقالت داي إنها كانت سعيدة بهم عندما أتوا لزيارتها وطفلها ليلاند في ‏تموز (يوليو).‏

في الشهر التالي، انتقل - الطفل للعيش مع الزوجين كاسل، وكانت ثمة ‏آمال كبيرة في أن الطفل البالغ من العمر آنذاك ثمانية أشهر قد وجد ‏أسرته الدائمة. لكن تلك الآمال لم تعمر طويلاً.‏

وفي تفاصيل المأساة، كان ليلاند جيمس كوركيل، يبلغ من العمر 13 ‏شهراً عندما قُتل على يد لورا كاسيل، المرأة التي أرادت أن تتبنّاه كطفل ‏لها.‏

لم تكن بداية ليلاند في الحياة سعيدة منذ ولادته، حيث نُقل إلى رعاية ‏مجلس مقاطعة كمبريا بعد يومين فقط من ولادته في 21 كانون الأول ‏‏(ديسمبر) 2019، وتم وضعه لدى عائلة أخرى إلى أن يتم العثور على ‏أسرة تتبنّاه في نهاية المطاف.‏

وقالت شارلوت داي، السيدة التي أوكلت إليها رعاية الطفل في الأشهر ‏الثمانية الأولى من حياته القصيرة، إن ليلاند جيمس كان حقاً "طفلاً سعيداً ‏ومرحاً".‏

كان يستمتع بالقفز داخل كرسي اللعب، ويحب العناق والحمل. "لكنه كان ‏يبكي عندما كان يوضع في مقعده عند حلول موعد الغداء لأنه كان على ‏دراية تامة بروتينه اليومي".‏

‏"بذرة الشيطان"‏
وقال الزوجان إنهما عانيا كثيراً لأن ليلاند جيمس كان يبكي كثيراً ‏وخاصة في الليل، وإنهما لم يستطيعا بناء علاقة مع الطفل.‏

وبحسب ما أدلى به زوجها كاسل في محكمة بريستون كراون: "لم أكن ‏أعتقد أنه كان يحبنا".‏

كانت لورا كاسل تقوم بالجزء الأكبر من دور الوالدين لأن زوجها كان ‏يعمل ليلاً في أحد المصانع.‏

وفي الأسابيع التي تلت وصول ليلاند جيمس، كانت ترسل رسائل متعددة ‏تشكو من ابنهما وتقول إنها تحاول جاهدة منع نفسها من ضربه لكنها قد ‏لا تتوانى عن ذلك يوما ما.‏

وفي المحكمة، وصف الزوجان الطفل بعبارات قوية لم تكن حرفياً ما كان ‏يحدث، حيث ادّعت لورا أن جلد خلفية الطفل يعادل ضربة واحدة على ‏ساقه أو يده كان بهدف الصدمة وتخويفه وليس لأذيته.‏

واستخدمت كاسل مصطلحات مثل "بذرة الشيطان" في محاولة لاضفاء ‏بعض الفكاهة على القصة.‏

قالا إنهما كانا ينويان تربية الطفل كما كان يفعل آباؤهم، واستخدموا ‏العقاب الجسدي على الرغم من أنهما وافقا على قواعد مجلس مقاطعة ‏كامبريا التي لا تتسامح مع العقاب البدني للأطفال.‏

وقالت الزوجة إنها جرّبت الاسلوب العلاجي الذي فرضه المجلس لكنه لم ‏يكن ناجحاً دائماً. وكان الأخصائيون الاجتماعيون على دراية بمشكلة ‏الارتباط بين الأسرة والطفل.‏

‏"سقط من على الأريكة"‏
في تشرين الثاني (نوفمبر)، أثيرت مخاوف عندما قالت كاسل إنها لا ‏تشعر بأنها تحب ليلاند جيمس، وفي كانون الأول (ديسمبر)، لاحظوا أن ‏الزوجين "لا يسعدان بكل ما يفعله الطفل"، ولكن لم تكن هناك مخاوف ‏بشأن سلامة الطفل، حيث لم تظهر على جسده آثار كدمات أو علامات ‏مشبوهة.‏

على الرغم من أن الأمر لم يكن سيئاً كلياً، فقد قالت العائلة إنهم استمتعوا ‏بأيام جيدة أيضاً، ولكن مع كل خطوة إلى الأمام، كان الزوجان يشعران ‏بأنهما عادا خطوتين إلى الوراء كما أخبرا المحلفين.‏

ناقشوا مسألة إنهاء عملية التبني، لكن الزوجين قالا إنهم بصراحة لا ‏يستطيعان تسليم الطفل وإن أفراد أسرتيهما وقعوا في حبه حقاً.‏

تم الاحتفال بعيد ميلاد ليلاند الأول بسرور، وجاء الاحتفال بعيد الميلاد ‏بعد أربعة أيام والتقطت الأسرة صوراً مبهجة بدا جميعهم فيها مبتهجين ‏وسعداء.‏

كانت لا تزال ترد بعض الرسائل من لورا كاسل إلى زوجها تشكو فيها ‏عدم قدرتها على التأقلم، وتنتقد الحالة المزاجية للطفل، وكان يرد هو ‏الآخر بعبارات مماثلة قائلاً إن "زوجته لم تكن سيئة وأن الصبي هو من ‏يخرب الأشياء".‏

في السادس من كانون الثاني (يناير)، عاد كاسل إلى المنزل بعد الساعة ‏‏6 وخلد إلى النوم بعد أن وضع قناعاً لحجب النور عن عينيه وسدادات ‏في أذنيه.‏

ولم تمض ساعتان على نومه عندما أيقظته زوجته وبين يديها جثة الطفل.‏

قالت إنه سقط من الأريكة، ففقد وعيه وتباطأ تنفسه وبدأت أطرافه ‏ترتجف.‏

كرّرت نفس القصة للمسعفين الذين هرعوا إلى منزلهم والأطباء في ‏مستشفى فورنس العام ثم مستشفى ألدر هاي للأطفال حيث تم نقل ليلاند ‏جيمس للعناية المستعجلة.‏

لم يصدق روايتها أحد.‏

‏"قاتلة طفل"‏
أظهرت الصور الشعاعية إصابات شديدة في دماغه، وتورماً ونزيفاً، وتم ‏إعلان وفاة الطفل البالغ من العمر 13 شهراً في حوالي الساعة الثالثة في ‏السابع من كانون الثاني (يناير).‏

كررت لورا كاسل ادعاء سقوط الطفل من الأريكة للشرطة، ولكن بحلول ‏ذلك الوقت كانت أكاذيبها قد انهارت على ضوء ما توصل إليه خبراء ‏علم الأمراض الذين فحصوا ليلاند جيمس.‏

أظهر جسده الصغير علامات عديدة لما يسمى بمتلازمة "الطفل ‏المهزوز" (وهي أن يقوم أحد الوالدين عند بكاء الرضيع دون توقف بهزه ‏بشدة لمعاقبته أو تهدئته، الأمر الذي يسبب ارتجاج الدماغ أو حينما ‏يُضرب الطفل على رأسه حتى لو كان ذلك باستخدام أداة غير مؤذية، ‏كالوسادة مثلاً).‏

ويطلق عليه الآن اسم "صدمة الرأس المؤذية". كان هناك نزيف كبير في ‏دماغه وعينيه، واذية في عموده الفقري وأثر جلد على رقبته.‏

نظرًا لعمره وحجمه، من غير المحتمل أن يتسبب الهز وحده في حدوث ‏تلك الإصابات، فمن المحتمل أن يكون ذلك نتيجة اصطدام الرأس بقطعة ‏أثاث على سبيل المثال.‏

في اليوم المقرر لبدء محاكمتها، اعترفت لورا كاسل بالقتل الخطأ قائلة ‏إنها تريد "العدالة" لابنها الصغير.‏

قالت إنها هزت ليلاند لمنعه من البكاء، وإنها تعبت من صراخه ‏وضوضائه، وضرب رأسه بذراع الأريكة.‏

واعتبر الإدعاء أن ما حدث كان أكثر فظاعة، فقد سمع الجيران صوت ‏ارتطام قوي دون أن سماع صراخ رضيع.‏

وأضاف أن لورا كاسل فقدت أعصابها عندما بصق الطفل قطعة ‏البسكويت من فمه، فحملته وضربت رأسه بقوة بقطعة أثاث.‏

اعترفت لورا كاسل بقتله لكنها أنكرت أنها كانت تنوي التسبب بإلحاق ‏ضرر جسيم به أو قتله.‏

جادل محاموها بأنها فقدت صوابها في تلك اللحظة وهزت طفلها لتخويفه ‏وتهدئته، لكنها لم تكن تنوي ما حدث إطلاقاً.‏

وقالوا إنها ستُعرف إلى الأبد بأنها قاتلة طفل دون عمد ولكن لا ينبغي ‏تصنيفها على أنها مرتكبة جريمة قتل .‏

اختلفت هيئة المحلفين ووجدتها مذنبة بارتكاب جريمة قتل وتهمة تعنيف ‏واحدة بحق ليلاند، لكنها وجدت أنها غير مذنبة بتهمتين أخريين متعلقتين ‏بمعاملة الأطفال بقسوة ووحشية.‏

ووجدت المحكمة أن زوجها بريء من تهمة التسبب في موته أو السماح ‏بذلك وبريء من تهمتين متعلقتين بالمعاملة القاسية للأطفال.‏

انهارت دموع الزوج وهو يقول للمحكمة إنه "حزين ومحطم" لسماع ‏زوجته وهي تعترف بالقتل ، بعد أن ظل الأمر خافياً عليه إلى حين ‏إدانتها بالقتل غير العمد.‏

قال وهو يمسح الدموع على وجهه، وزوجته تبكي بصوت عالٍ في قفص ‏الاتهام على مسافة قصيرة منه: "إنها حب حياتي ولم أظن قط أنها ‏ستكذب علي".‏

يذكر أنه كان لدى الأخصائيين الاجتماعيين بعض المخاوف بشأن ‏استمرار تبني الطفل من قبل أسرة كاسل، وكان من المقرر إجراء ‏مراجعة في أوائل كانون الثاني (يناير)، لكن ليلاند جيمس قُتل قبل أن ‏حلول ذلك اليوم.‏

   

اخر الاخبار