كلمة بقلم محمّد الشّيخ علي فيّاض فتوني بمناسبة عيد التّحرير من أرض عاملة الطّاهرة من كلّ لبنان..
تاريخ النشر : 26-05-2022 12
    بسم الله الرّحمن الرّحيم
    الحمدلله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على نبيّ الرّحمة وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار وعلى شهدائنا الأبرار وعلى علمائنا الأعلام ومراجعنا الكبار..
    إنّ الله تعالى قد اختار من خلقه صفوةً من الأنبياء والرّسل هداةً للبشريّة جمعاء، يُنيرون لهم دامسَ الظّلمة ويتبنون واضح الطّريق، وينقلونهم من ظلام الكفر والجهل إلى نور الإيمان والعلم والمعرفة.
    فقد تصدّى هؤلاء البررة لكلّ محاولةٍ من شأنها الانحراف عن العقيدة والدّين الخطّ الإلهيّ، لأنّهم حملة القرآن والرّسالات السّماويّة مسيحيّة أم إسلاميّة.
    إذًا من هذه المدرسة ومدرسة الأئمّة الأطهار، مدرسة الدّفاع عن الحقّ والعدل والحرّيّة والمساواة، وُلدت وأُنشأت وترعرعت هذه المقاومة.
    لذا أقول أنّ من عرف حقّ ربّه فأدّاه وحقّ جاره فأنصفه وحقّ بلاده فخدمها، لجديرٌ بنا أن نعرفَ حقّها ونحتفل كلّ عام بذكراها، ذكرى شهدائنا الخالدة.
    لذلك نؤكّد أنّه لا يجوز وغير مسموح ولا يحقّ لهم، مهما علا شأنهم في السّلطة وغيرهم من المتآمرين علينا لبنانيًّا ودوليًّا وعربيًّا وإقليميًّا ، ولا يحقّ لأحد التّنازل عن حقّ الشّعب في مقاومة الاحتلال والعدوان، وبكلّ الوسائل ، وهذا حقٌّ مقدّسٌ في الشّرعيّة الدّوليّة لحقوق الإنسان.
    نحن قاومنا الاحتلال ولا نزال وانتصرنا عليه.. نحن نثرنا الورد والأرزّ محتفين بجيشنا الباسل ومقاومتنا البطلة ومواقفها الحيدريّة والوطنيّة الشّجاعة، فدحرنا وهزمنا العدوّ الّذي لا يُقهر.
    إذًا هذه هي المقاومة.. ليست كما يدّعون ويصوّرون زورًا.. أنعم بها من مقاومة باسلة إسلاميّة ووطنيّة ومسيحيّة بامتياز..
نعم أنعم.بالمقاومة كم رفعت للبنان في مشارق الأرض ومغاربها راية فخرٍ وعزٍّ، وسجّلت في صحائف التّاريخ ذكرى خالدة مدى الدّهر والأزمان.
    نحن في شهر أيّار، شهر البطولات والتّضحية بالذّات.. شهر الانتصارات النّفوس الأبيّة والكرامة الوطنيّة..
    نقول للمتآمرين علينا وعلى مقدّساتنا وفلسطيننا وللعدوان الغادر للدّولة المغتصبة.. أنتم وحلفاؤكم قتلة مجرمون سفّاحون، لا وطن لكم، تخافون عليه من الضّياع، أنتم والسّلفيّون والمطبّعون نهجٌ واحد ومن ربّاكم على الحقد والكراهيّة.
    لذا المقاومة هي عزّنا.. وفخرنا.. وملاذنا.. ووجودنا.. بأبطالها الأشاوس الّذين توالت بطولاتهم ملحمة إثر ملحمة، وفداءً إثر فداء، مضوا في ساحات الوغى والشّرف دفاعًا عن الأرض والوطن والمقدّسات والأمّة كلّها، فدوّى أثرهم مشرقًا ومغربًا في دنيا لبنان والعرب والعالم كلّه وفي سجلّ الخلود.
    فليعلم القابعون في قصورهم وبلاطهم، والمطبّعون مع الصّهاينة، أنّه لن تنكسر الإرادة الوطنيّة، فالمقاومة عمرها من عمر لبنان، وما بدّلنا تبديلا..
والحمدلله ربّ العالمين..
              وكلّ نصرٍ وكلّ عيد تحرير وأنتم والوطن بألف خير

   

اخر الاخبار