'الثنائي'.. ومهزلة الصوت التفضيلي ..................... بقلم مهدي عقيل
رغم الأهمية القصوى والاستراتيجية لسلاح المقاومة، لم يمنع فريقي الثنائي " حركة أمل وحزب الله"، من خوض معركة الظفر بالصوت التفضيلي، حيث أن الماكينات الانتخابية لكليهما كانت تنتظر، على أحرّ من الجمر، الأرقام التي ستنتهي إليها نتائج الأصوات التفضيلية في المناطق التي يشترك فيها مرشحوهما بلائحة واحدة، وكنت تسمع أصوات الزغاريد والرصاص والمفرقعات في البلدات الجنوبية ويطلقون العنان للأناشيد الحزبية إحتفالاً ب"النصر العظيم". وربما كان بعض القيمين على الماكينات الانتخابية أكثر إنشداداً للاطمئنان على الأصوات التفضيلية منه على نتائج الانتخابات برمتها.
والمفارقة أن لوائح "الثنائي" خسرت الكثير من الأصوات، وأضطر رؤساء الأقلام بتصنيفها ضمن الأوراق الملغاة لفض الخلافات بين مندوبيها، وذلك عندما لا تكون إشارة المُقترع واضحة لأي مرشح اختار صوته التفضيلي. وكثيراً ما سببوا إحراج للمستقلين في اختيار؛ لمن يعطون صوتهم التفضيلي؟ إذ يشدك أحدهم إلى "الأمل" وآخر إلى "الوفاء"، والأنظار تلاحقك وتراقب حركة قلمك من وراء الستار الخشبي حتى.
وقد اشتغل الفريقان قبل شهر على الأقل، من موعد إجراء الانتخابات على ضمان الصوت التفضيلي، وتمّ إغراء البعض بالخدمات والمال أحياناً على شكل مساعدة أو معايدة (قبل حلول عيد الفطر)، وهذا ما زاد من عبء وتكلفة الانتخابات. فبدلاً من أن تكون هذه الانتخابات عامل جمع كما واقع على مستوى القيادات، بدت عامل فرقة وحقن بين قواعد الفريقين.
ليس ثمة شك بأن السيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري، عندما يخاطبان جمهور المقاومة يتعاطيان بنفس وروحية مختلفتين تماماً عن هؤلاء. فحين يستذكر السيد نصر الله السيد موسى الصدر ورؤاه السياسية والوطنية يهدف إلى الجمع بطبيعة الحال، والرئيس بري في معرض حديثه عن المقاومة يبدو خط الدفاع الأول عنها، ويفهم القاصي والداني أن الطريق إلى حارة حريك يمرّ من عين التينة.
فما الضير لو أُعتمد مرشح واحد من اللوائح المشتركة لكسب الصوت التفضيلي في كل بلدة، ويتوزع المرشحون بصورة متوازنة، وبلا عرض العضلات، الكل يعرف ان حجم "حزب الله" أكبر، يترواح بين 65 و 75%، وحركة أمل حجمها أصغر، يتراوح بين 25 و35%. فلا حاجة إذن لهذا التمييز المقزز كل أربع سنوات، إرحموا قواعدكم وبيئتكم. هذا دون أن نتطرق إلى الصراع على الصوت التفضيلي ضمن الفريق الواحد الذي تشمئز منه النفوس.
وعليه، وجب الإقلاع عن هذه التصرفات والترّهات التي تسيء للمقاومة وأهلها، وعلى الفريقين أن يعلم ويدرك جيداً، أن كُثراً من ناخبيهم لا ينتمون إلى أي منهم، وأنا واحد منهم، ولم تسرّهم لوائحكم التي لم تراعِ، في كثير من الأحيان، الحد الأدنى من الكفاءة والمقبولية لبعض الأسماء، إنما يؤمنون بخط المقاومة وانتخبوا لأجلها، فلتحترموا عقولهم ودعمهم لكم، رغم كل المآسي التي يقاسونها أكثر من غيرهم، إذ أنهم لا يبغون منفعة من هنا أو مصلحة من هناك، ولا يتقاضون شيئاً منكم، لا بالدولار ولا باللبناني، بخلاف محازبيكم، جلّ همهم حفظ المقاومة التي حفظت أرضهم وكرامتهم وصانت أعراضهم. ولا تدعوهم دائماً إلى الفصل بين الشق المجاهد والشق السياسي لديكم، فليكن الثاني مرآة للأول والسلام