واشنطن تنشر صوراً جوية للهجمات على 'آرامكو'، وصحيفة 'إندبندنت' البريطانية تؤكد: الهجوم يفضح فشل السعودية في اليمن

وتبنت جماعة "الحوثي" في اليمن، مسؤوليتها عن "الهجوم الذي استهدف المنشآت النفطية التابعة لأرامكو في منطقتي بقيق وخريص". وتوالت ردود الفعل على الهجمات التي استهدفت معملين لشركة أرامكو السعودية شرق المملكة، وهو ما تسبب بوقف نصف صادرات النفط السعودية وبالتالي توجيه ضربة للاقتصاد العالمي. ولعل أبرز ردود الأفعال تلك، ما أعلن عنه البيت الأبيض الذي لوّح بتدخل ضد إيران في حال أي هجوم على السعودية. كما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مساء الأحد، إنه سمح بالسحب من مخزون النفط الاستراتيجي عند الضرورة بسبب الهجوم على منشأتي نفط في السعودية.
وقال على تويتر "استنادا إلى الهجوم على المملكة العربية السعودية، والذي قد يكون له تأثير على أسعار النفط، سمحت بالسحب من مخزون النفط الاستراتيجي إذا لزم الأمر، وستكون الكمية التي سيتم تحديدها كافية للحفاظ على إمدادات السوق جيدة".
ومساء السبت، تلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اتصالًا هاتفياً من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وذلك بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف معملين لشركة أرامكو في السعودية فجراً.
وأكد الرئيس الأميركي استعداد بلاده للتعاون مع المملكة في كل ما يدعم أمنها واستقرارها، مشدداً على التأثير السلبي لهذه الهجمات على الاقتصاد الأميركي وكذلك الاقتصاد العالمي.
من جهته، أكد ولي العهد أن للمملكة الإرادة والقدرة على مواجهة هذا العدوان الإرهابي والتعامل معه.
الـ"إندبندنت": هجوم "أرامكو" يفضح فشل السعودية في اليمن
ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن الهجوم الذي شنّته القوات المسلحة اليمنية على شركة "أرامكو" النفطية يُعتبر مؤشرا على فشل السياسة السعودية في اليمن.
وبيّنت الصحيفة أن "السعودية والإمارات اقتنعتا منذ مدة طويلة بأن الحرب في اليمن لا يُمكن حسمها، لذا راحتا تبحثان عن مخرج، فهما تواجهان مجموعة مآزق وصلت إلى تهديد علاقتهما ببعضهما نتيجة اختلاف أجنداتهما.
المقال أوضح أن الرياض تنظر لأبو ظبي على أنها مساندة وداعمة لها في الحرب، إلا أن الواقع يختلف عن ذلك، إذ أن الإماراتيين يعتبرون وجودهم العسكري في اليمن لأهداف تخصّهم بمعزل عن مصالح "السعودية".
ووفق الصحيفة، فشلت الرياض "بتقويض" نفوذ حركة أنصار الله اليمنية في شمال البلاد، تحت ما يسمى دعم "الحكومة الشرعية"، في الوقت الذي تمضي فيه الإمارات قدمًا بالإستحواذ على جنوب البلاد لاستخدامه كنقطة انطلاق لبسط نفوذها الإستراتيجي في القرن الأفريقي.
أما عن مؤشرات مسار الحرب حتى الآن ولا سيما الهجمات التي طالت منشآت النفط في شركة "أرامكو" النفطية فهي تشير بحسب الـ"إندبندنت" إلى أن "السعودية" مُنيت بفشل ذريع في اليمن، ذلك أنه بدلًا من تحقيق الهدف الذي شنت لأجله حربها في اليمن، أصبح هناك يمنان: أحدهما في صنعاء يسيطر عليه الحوثيون (أنصار الله)، والثاني تدعمه الإمارات في عدن".
وتابعت الـ"إندبندنت": "على الرغم من إدراك الرياض وأبو ظبي عدم إمكانية حسم الحرب في اليمن لصالحهما، فإن الإمارات كانت أسرع وأكثر حسمًا في التعامل مع هذه الحقيقة فبادرت إلى سحب جزئي لقواتها من بعض المناطق في اليمن في رسالة إلى إيران بعدم رغبتها في التصعيد.