كورونا ينادي : الحجر الأخلاقي أيضا ! بقلم زياد العسل

نعيش اليوم وبفعل هذا الثائر الثقيل الذي شل حركة الكون بكل مفاصلها ,حالة من الحجر الصحي المفروضة علينا وذلك على سبيل الوقاية وعد الإصابة وما يترتب عليها من نقل وعدوى للآخرين ,وهذا ما جعل الحركة في مختلف أقطار العالم مشلولة وكأن العالم والكون في إجازة !
ما لفتني وأنا أتابع كالعادة وبشكل يومي بعض المحطات التلفزيونية والبرامج السياسية المطلة على الشأن العام , أن هذا الفايروس الذي يفترض به أن يكون قد هذب النفوس وجعل الناس أكثر مرونة وليونة في قبول الآخر المختلف أو بالحد الأدنى ,أن يكون الطبق الدسم على مائدة النقاش السياسي هو الوضع الصحي والواقع العام من ناحية المصابين والمصابات وقدرة القطاع الصحي على الإستمرار ,بالإضافة إلى البحث في سبل الدعم لهذا القطاع ولو كل على قدر امكانيته وما يستطيع ,ولكن النقاش ما زال وتحديدا على مواقع التواصل الإجتماعي يتمحور في إطار المناكفة السياسية والكسب الشعبي والإعلامي ,وتحقيق السبق الإعلامي هنا وهناك,مع قلوب ممتلئة حقدا ونقدا لا يبت للموضوعية بأية صلة ,وحرصا على عدم المساس بكرامات البعض ,أردت أن يكون الحديث عاما ,بعيدا عن لغة ووثقافة التسميات والإساءة لهذا أو ذاك
الكورونا هذا الحدث الذي سيغير مسار ومصير العالم بأسره على الإطلاق يحثنا إضافة للحجر الصحي , أن نمارس حجرا من نوع آخر أيضا وهو الأهم في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة من تاريخنا المعاصر ,لا بل تاريخ الكون برمته ,كيف لا وإحدى رسائل هذا الضيف المغرور والثقيل والسيء هو أن تتحد البشرية تاركة خلفها كل الصراعات الإثنية والتاريخية والطائفية والدينية والطبقية وسواها ,,
هكذا يريد مهندس الكون الإعظم منا أن نفعل , هكذا يبعث لنا الرسالة تلو الأخرى ,وبطريقة عظيمة ,فهل نبعتد عن تسجيل النقاط ولغة الفوقية والإستعلاء والتجبر والتكبر ؟ هل نودع كورونا بعالم جديد وإنسان جديد ؟
يبقى لأولي الألباب الإجابة عن ذلك بأفعالهم فيما هو آت من مستقبل الأيام