الجمعة 04 تموز 2025 الموافق 09 محرم 1447
آخر الأخبار

'فتاة معطف المطر' الصينية تطهو أكثر من 20000 وجبة للأطباء في ووهان

ياصور
مع انتشار كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، اضطر العديد من البلدان إلى إعلان حالة الطوارئ، فتبع ملايين الأشخاص الحجر الصحي أو العزلة بدرجات متفاوتة. في هذه اللحظة من الأزمات غير المسبوقة، ينهض جيل الشباب لمواجهة تحدي الوباء.

"ليو شيان" واحدة من جيل الشباب. تم اختيار السيدة البالغة من العمر 24 عاما، والتي تطوعت للطبخ للأطباء والممرضات في مدينة ووهان وسط تفشي فيروس كورونا الجديد، كواحدة من "10 قادة يمكنهم إلهامك لتغيير العالم" أثناء تفشي الوباء، وذلك من قبل مكتب مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة للشباب.

إنها تُعرف باسم "فتاة معطف المطر" بسبب ملابسها، فقد أثارت ليو شيان ضجة كبيرة في الصين، وألهمت الكثيرين حول العالم.

كانت ليو رائدة أعمال عادية، بدأت نشاطا تجاريا لتقديم الطعام في مدينة تشنغدو بمقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين. وعندما اندلع الوباء في ووهان، سمعت ليو أن الأطباء والممرضات العاملين في الخطوط الأمامية نادرا ما يأكلون وجبات دافئة بسبب ساعات العمل الطويلة وإغلاق المطاعم المحلية.

لذلك، قررت التوجه إلى مركز تفشي المرض آنذاك، وبدأت في تحضير الطعام للأطباء الذين كانوا يقاتلون في الخطوط الأمامية لمكافحة الوباء، على الرغم من خطر الإصابة بالعدوى.
في 3 فبراير، وصلت ليو إلى ووهان مع فريقها الصغير بعد أكثر من 10 ساعات من قيادة السيارة، وجلبت معها أطنانا من مكونات الوجبات.

قامت ليو بطهي أكثر من 20000 وجبة للعاملين في قطاع الطب في أكثر من 20 مستشفى خلال 40 يوما، بمعدل 400 إلى 600 وجبة يوميا. كانت وجباتها عالية الجودة، مع ما يكفي من اللحوم والخضروات لضمان التغذية التي يحتاجها الأطباء بشكل شديد بسبب عملهم الشاق.

منحت ليو شيان لقب "فتاة معطف المطر" لأنها كانت ترتدي معطفا واقيا من المطر لحماية نفسها أثناء توصيل وجبات الطعام للأطباء والممرضات في المستشفيات. / سيتشوان أونغلاين

ونظرا لتوقف المواصلات في المدينة بشكل مؤقت، قررت ليو القيادة بنفسها لتوصيل الوجبات إلى المستشفيات. وبسبب عدم وجود بدلة واقية لها، كانت دائما ترتدي معطفا واقيا من المطر أثناء التوصيل، فتم إعطاؤها لقب "فتاة معطف المطر".
وقد لمست أفعالها الإبداعية والتطوعية قلوب الآلاف من عاملي قطاع الطب في الخطوط الأمامية، وكذلك المقيمين في المدينة. وقد أرسل لها مستخدمو الإنترنت العديد من الرسائل المشجعة، وأشادوا بأفعالها البطولية على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية.

وبالإضافة إلى الطهي وتوصيل الوجبات، ساعدت ليو في جمع الأموال والبحث عن الموارد للمستشفيات المحلية، وتبرعت بالإمدادات الطبية بنفسها. وبفضل جهودها، تم جمع موارد وإمدادات طبية تزيد قيمتها على 3.5 مليون يوان صيني (حوالي 500 ألف دولار أمريكي)، بما في ذلك مليون يوان صيني (حوالي 142 ألف دولار أمريكي) تبرع بها فريقها.

وعلى الرغم من أن ليو لم تكن تخاف من فيروس كورونا، إلا أنها كانت قلقة بشأن والديها. كتبت وصيتها قبل مغادرتها إلى ووهان، وأرسلت نسخة منها إلى أعز صديق لها، وأرسلت الأصل إلى مديرها قائلة: "إذا لم أتمكن من العودة، أعطوا الرسالة لوالدي".
الآن، عادت ليو بأمان إلى بلدتها وهي تخضع لحجر صحي. لكنها لم تتوقف عن العمل. بعد أن علمت أن هناك منتجات زراعية زائدة عن الاستهلاك المحلي لمقاطعة هوبي بسبب الإغلاق، بدأت في الترويج لبيع هذه المنتجات على حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة لمساعدة مزارعي هوبي المتضررين بشدة على التعافي.

وقالت ليو: "أينما تكن هناك حاجة للمساعدة، يكن أعضاء "معطف المطر" موجودين لحل المشكلات".
تم نسخ الرابط